ارتفاع مستوى الاشعاعات النوويه فى الانفجارات بروسيا اثناء تجربه صاروخ مجنح وامريكا تؤكد بأنه مميت
كتب/أحمدمرسى
أعلن في روسيا، مساء أمس، عن زيادة مستويات الإشعاع من 4 إلى 16 مرة في مدينة سيفرودفينسك، التي شهدت انفجاراً في قاعدة عسكرية يوم الخميس الماضي.
وبحسب خبراء أسلحة أمريكيين؛ فإن الانفجار مرتبط على الأرجح باختبارات لصاروخ مجنح يعمل بالطاقة النووية، وتطلق عليه روسيا اسم 9إم730 “بوريفيستينك”، وهو أحد الأسلحة الجديدة التي وصفها الرئيس فلاديمير بوتين في بداية العام بأنها “لا تقهر”، ويطلق حلف شمال الأطلسي على هذا الصاروخ اسم “إس إس سي- إكس- 9 سكاي فال”.
وبعد أربعة أيام من الانفجار الذي أودى بحياة خمسة أشخاص على الأقل، أقرت السلطات الروسية أن الحادث مرتبط بتجارب على “أسلحة جديدة”، وقال رئيس الوكالة الاتحادية للطاقة الذرية الروسية “روساتوم” الاثنين: إن الخبراء الخمسة الذين لقوا مصرعهم في الانفجار كانوا يعملون على تطوير “أسلحة جديدة”، متعهدًا بمواصلة الاختبارات “حتى النهاية” على الرغم من الحادث، يذكر أن وكالة إنترفاكس للأنباء نقلت عن مسؤولين قولهم إن السلطات الروسية أوصت سكان قرية نيونوكسا بمغادرتها لحين الانتهاء من أعمال في مكان قريب بعد الحادث.
وتحت عنوان “أخبار كاذبة وإشعاع حقيقي وانفجار مميت” قالت صحيفة “نيويورك تايمز الأمريكية أن الحادث، الذي تم إخفاءه في سرية، تضمن على ما يبدو اختبارًا لنوع جديد من صواريخ كروز تعمل بالطاقة النووية كما يعتقد المحللون الأمريكيون، وأسفر الانفجار عن مقتل ما لا يقل عن سبعة أشخاص، وتسبب في انبعاث إشعاعات ظهرت قراءاتها لفترة وجيزة في مدينة تبعد 25 ميلا، ما تسبب فبي قلق صخبراء غربيين للتأكد من ما حدث، وأعلن الجيش الروسي وشركة حكومية للطاقة النووية عن الوفيات ولكنهم لم يعلنوا إلا تفاصيل قليلة عن الحادث، وتابع التقرير إن بعض البرامج التلفزيونية في موسكو اتقطعت بشكل غامض لمدة 53 دقيقة في ليلة الحادث، فيما بعد، وصفت هيئة الإذاعة الحكومية هذا الاضطراب بأنه “عطل في نظام التحذير من العواصف”، وساد اللون الأزرق شاشات التليفزيو، وتم حث المواطنين على البقاء في المنزل بسبب عاصفة ورياح قوية، لكنها على ما يبدو لم تصل.
وتابع التقرير أنه بعد يومين من الانفجار، اعترفت شركة حكومية للطاقة النووية لأول مرة أن الحادث تخلله مواد نووية، ولم يكشف النقاب عن الحادث خلال الأخبار المسائية على جميع القنوات التلفزيونية، وعلى القناة الأولى، تم إذاعة الخبر خلال 36 ثانية فقط، ثم ظهرت موجة من التقارير الغامضة والمضللة، التي تذكر الروس بالتأخر في الاعتراف بحادث تشيرنوبيل قبل ثلاثة عقود، على الرغم من أن الإشعاع الذي انطلق في الجو بسبب الانفجار كان أقل بكثير.
وأوضح العلماء الروس أن مفاعلًا نوويًا صغيرًا قد تعطل، بعد أن كانت وكالة تاس، قد نشرت في البداية تقريراً يقول إن مستويات الإشعاع كانت طبيعية بالقرب من الحادث، وهو الأمر الذي شكك العلماء، وكتبت صحيفة كوميرسانت، إن السلطات أغلقت البحر أمام أرصفة الشحن بالقرب من موقع الاختبار بسبب تسرب نفايات سامة من وقود الصواريخ التقليدية، وليس بسبب الإشعاع.
واستشهد التقرير بمصدر مجهول، بينما أفاد موقع حكومي في مدينة سيفيرودفينسك، وهو أقرب مركز سكاني لنطاق الاختبار، أن مستويات الإشعاع ارتفعت لفترة وجيزة. ولكن تم تعطيل الرسالة فيما بعد.
وقالت الصحيفة إن الروس يتندرون على مواقع التواصل الاجتماعي أن سكان موسكو، رغم أنهم بعيدون، وقد تم حثهم على البقاء في منازلهم تحت حذر تحذير العاصفة بينما لم يتم اتخاذ مثل هذه الاحتياطات لأولئك الذين يعيشون بالقرب من الانفجار.
وقالت شركة “روساتوم” للطاقة النووية الروسية، في بيان، إن الحادث يتعلق بمواد نووية، باستخدام لغة اعتبرها الخبراء “مربكة”، وقالت الشركة إن علماءها كانوا يدرسون “مصدر طاقة نظير لوحدة محرك سائل”.
في العام الماضي، تحدث الرئيس فلاديمير بوتين بشكل أكثر وضوحا في خطاب أمام البرلمان حول تطوير روسيا لصاروخ كروز بالدفع النووي، وقال بوتين إن العلماء الروس قد طوروا “وحدة طاقة نووية صغيرة الحجم يمكن تثبيتها في صاروخ”.
وقال بوريس فيشنفسكي عضو مجلس مدينة سانت بطرسبرج، إن العشرات من الأشخاص اتصلوا بهم، وطلبوا توضيحات حول مخاطر الإشعاع، وقال فيشنفسكي: “يحتاج الناس إلى معلومات موثوقة، وإذا اعتقدت السلطات أنه لا يوجد خطر، ولا يجب القيام بأي شيء، يجب أن يعلنون ذلك رسميًا حتى لا يقلق الناس”.
وعلى صفحته الشخصية، كتب الدكتور يسري أبو شادي، كبير مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية سابقًا: “خلال الساعات الماضية انتشرت أنباء كثيرة، بخاصة في الأوساط الأمريكية عن انفجار مفاعل نووي روسي أثناء إجراء تجربة على صاروخ روسي جديد، ما أدى لوفاة خمسة من العاملين وحدوث تلوث إشعاعي، بل وادعت هذه الأنباء أن روسيا اعترفت بهذه الحادثة فما هي الحقيقه؟”.
وتابع أبو شادي: “منذ 5 أيام وأثناء اجراء تجارب في البحر قباله شاطئ روسي على صاروخ (كيماوي وليس نوويا مثل أغلب الصواريخ) حدث انفجار كيماوي ما أدى لوفاة 5 من العاملين. وكان بهذا الصاروخ مصدر مادة مشعة إشعاعا طبيعيا بغرض توليد حرارة محدودة تستخدم من خلال دائرة كهروحرارية لتوليد كهرباء صغيرة (مثل البطاريات الصغيرة) لتشغيل بعض الدوائر الخاصة بأجهزة الصاروخ.
هذه المصادر المشعة الطبيعية محدودة التأثير، بل وأقل أحيانا من المصادر المشعة المستخدمة في الطب والصناعة. ومن هنا نوضح أن الحادثه لا علاقة لها بالمفاعلات النوويه ولا بأي انفجار نووي وأنهـا تفجير كيماوي تقليدي محدود الخطورة”.