إدارة الموقع
ملائكة الرحمة.. هكذا عُرف العاملون بمجال الطب، كونها من أنبل المهن وأهمها منذ قديم الأزل، وهي الرسالة التي يحملها الأطباء في عملهم طوال الوقت بإزالة المرض والألم قدر استطاعتهم أينما كانوا، لذلك لم يتخلِ عنها الطبيب المصري مصطفى معروف أثناء رحلته من شارل ديجول إلى مطار مونتريال الدولي بكندا، قبل حوالي 3 أشهر، ليسارع بعلاج إحدى الحالات المرضية الخطيرة على الطائرة واتخاذ قرارا مصيري بشأن الرحلة.
بمحض المصادفة، وبعد إقلاع الطائرة من شارل ديجول التي كان يحضر فيها إحدى المؤتمرات الطبية، فوجئ الطبيب مصطفى معروف، 37 عاما، والمتخصص بأمراض القلب والأوعية الدموية، بحالة من الهرج وبحث إحدى المضيفات عن طبيب بشكل ضروري وسريع، ليتحرك إليها 3 أطباء من جنسيات مختلفة، ويجدوا سيدة كندية فقدت وعيها وقدرتها على التنفس، ليتراجع الأول سريعا كونه متخصص بالجراحة وغير قادر على علاجها، بينما طلب الثاني الهبوط الاضطراري في آيسلندا كأقرب وجهة لهم، حيث مازالت أمامهم أكثر من 4 ساعات لمونتريال.
“الطيار بصلي بعدها يسألني عن رأيي، قولتله كمل، وأنا هعالجها وربنا يسهل وضحكت”.. هكذا تصرف الطبيب المصري بتلقائية بحته لإيمانه الشديد بقدرته على علاج السيدة وثقته في مساعدة الله تعالى له لتجنب أية مشاكل بالطائرة، ليطلب سريعا أجهزة الإسعافات الأولية، ويتأكد من وجود نبض رغم غياب التنفس تماما، ويعمل على إنعاش القلب والرئة مجددا، وهو ما يعدّ أمرا صعبا للغاية بتلك الأجهزة المحدودة.
الحاسة المهنية، دفعت الطبيب الحاصل على بكالوريوس الطب والماجيستير والدكتوراه من جامعة القاهرة قبل حوالي 15 عاما، لتمضية باقي ساعات الرحلة بجانب المريضة، لحين إفاقتها بشكل كامل، ليتبين أنها كانت تتناول كميات كبيرة من الخمر والأدوية المهدئة التي تسببت بارتخاء شديد في العضلات وأثرت على التنفس لهذه الدرجة.
لاقت تلك المبادرة الإنسانية إعجابا وتشجيعا من ركاب الطائرة وشركة الطيران الأجنبية، التي قررت منح الطبيب جائزة مميزة لشكره على جهوده من “تخفيض على رحلته القادمة بها، وحصوله على ما يريده من الأسواق الحرة مجانا”، بينما رفض “معروف” ذلك، كونه: “عملت ده لوجه الله وبدافع مهني بحت”، ليتفاجأ بعد مرور 3 أشهر على انتشار قصته بشدة بين مواقع التواصل الاجتماعي دون معرفة مسبقة لديه.