قالت لى إحداهن ذات يوم:
انت انانى..اهم حاجه عندك إللى انت عايزه..مش مهم انا عايزه ايه..المهم تعمل إللى فى دماغك.. وكأنى خدامه عندك.
تلقيت المفاجاه متظاهرا بالبراءه مندهشا من قدرتها على كشف حقيقتى رغم حرصى على اخفائها..
رديت:
طبيعي يا بنتى..ما كل الرجاله انانيين.
ابتعدت قليلا قائله:
بس انا بحبك انت مليش دعوه بحد.. ومش عايزاك تبقي زى اى حد.
قلت مدافعا عن علتى:
متهيألى انى عملت علشانك كتير وف أصعب لحظاتك كنتى بتلاقيني جنبك..مفيش مره طلبتي حاجه غير وعملتهالك..وساعات من غير ما تطلبي..فى ايه بس يا حبيبتى؟ انتى طالبه معاكى نكد؟
ابتعدت أكثر وقالت بنبره حزينه:
فى حاجات صغيره مش بتاخد بالك منها يا بابا..بحس منها ان همك على نفسك..حتى إللى بتعمله عشانى بحس انك بتعمله عشان تدارى انانيتك ..وكأن عندك احساس بالذنب بتعوضه بالشكل ده.
تعجبت من فراستها وآمنت بالحاسه السادسه للنساء..وتوحدت معها لصدقها.. فأقتربت منها هامسا فى اذنها:
ٌّّاوعدك إنى بعد كده حنسي نفسي عشانك..كانى مش موجود ومفيش فى العالم حد غيرك..و مش حعمل اى حاجه غير إللى تسعدك..ولا اتخلى عنك عمرى..ده انتى منى يا هبله انتى.
نظرت إلى نظرة أم تتظاهر بتصديق طفلها الكاذب..ولمحت فى عينيها دمعات خيبه امل ترفض أن تسيل.
سألتنى وكأنها تريد التأكيد:
وعد يا محمد؟
تعاطفت معها.. فمددت يدى إلى طرحتها الحمراء.. وانتزعت منها دبوسا جرحت به سبابتى اليمنى.. ثم امسكت بكف حبيبتى الصغيره.. ووضعت اصبعي المخضبه بدمى فى وسط كفها ..ونظرت فى عينيها لا يطرف لى رمش واجبتها:
بالدم.
احتضنتنى بدفء واضعه رأسها على كتفى ..واستسلمت دمعاتها اخيرا وغادرت محبسها ملهبه لمشاعرى ..فقبلت رأسها بصدق مؤمن يمارس السجود.
بعدها بشهرين هجرتها بدون مقدمات لأننى قد وقعت فى غرام ابنه خالتها..
صفتى القبيحه…
وعادتى السيئه…
أننى لا أوفى بالوعود.