(أبجديات الهجر) قصة قصيرة بقلم محمد مصطفى
أبجديات الهجر..
جلست امامى ولم تكن هي..تغيرت نظراتها ..ونبرات صوتها كطعنات سكين..
عليا..كان صوتها يحتضننى دوما ويؤنسنى فما الذى حدث ..
سألتها:
حاسك متغيره بقالك كام يوم.. حتى طريقه كلامك معايا مش هيا.. هوا انا اتقلبت ولا ايه؟
ردت ببرود:
-لا عادى مفيش حاجه.
– لأ ..فى..انتى عرفتى حد غيري.
رمتنى بنظره أكدت سؤ ظنى.. فتضآلت مشاعرى وحل محلها فضول قاتل لمعرفه الاسباب:
-طب ايه السبب؟ لازم اعرف..احنا من اسبوع واحد كنا كويسين ومفيش حاجه حصلت منى..ايه إللى غيرك ؟
رجعت برأسها للخلف واسندتها على كفها واضعه رجل فوق الاخرى.. فتبدلت هيأتها وبدت كعاهره اعتزلت احتراف البغاء وبقي لها الخبرات.. واجابت:
بص يا محمد انا مش مجبره اقولك.. بس عشان انت حبببي هقولك..
(الست زى الكلب..مينفعش تحبك بس..
لازم مع الحب تخاف منك..لو بطلت تحبك هتسيبك.لكن لو بطلت تخاف منك حتخونك..وتروح لواحد تانى تخاف منه).
_قصدك احترام؟
ردت بتهكم:
_ احترام ايه يا بنى ده كان ايام امك..دلوقتى اسمه خوف..وانت محترم اه..بس مبتخوفش.
تأملت كلماتها محاولا الفهم فمرت على ذاكرتى تجارب مره بدأت تتضح معالمها امام حكمه صديقتى القاسيه..
بحثت فى داخلى عن سلاح انهى به اللقاء والملم ما تبقي من كرامتى المبعثره تحت قدميها.. فاقتربت منها متفاديا النظر لأعينها ..وقلت بحقد:
واطيه..جزمتى انضف منك.
اشاحت وجهها باستهزاء.. فأكتملت هزيمتى..
وانصرفت.
قضيت بعدها اياما طويله استعيد مقارنتها بين المرأه والكلب فى ضؤ تجاربي وتجارب من حولى..فأقتعنت بالنصف الاول منها…رغم انى لست من المولعين بالكلاب ..فلا شك أن الكلب اوفى..
ولكننى وبكامل ارادتى -او رغما عنها-..
مازلت افضل صحبتهن.