(فى انتظار تغريد) قصة قصيرة بقلم محمد مصطفى
أعشق شيرين…كان صوتها يداعب اذنى عندما دخلت الكافيه:
“كل حاجه ناقصه حاجه وانت مش جنبي حبيبي…”
مرتديا افضل ملابسي.. متعطرا بالعطر المفضل لحبيبتى تغريد…العشق..إن كان للحب مرادف فهو تغريد..حتى اسمها نغم…اما صوتها فلحن ملائكى يرقى بروحى ويحتويها.
لم أذق نوما فى الليله السابقه احلم بميعادنا وارتب الكلمات ..كل مره التقيها كأنها اول مره..احاول ان ابدو انيقا ولبقا كى أثير إعجابها رغم يقيني بحبها الجنونى لى…اما انا فأهيم بها ولعا ..رغم اتمامى الثلاثين فهى حبي الاول.. وسيكون الاخير ..هذا الحب انتشلها من صدمه عاطفيه كادت تقتلها..
الوغد الغبي اعرفه جيدا واعرف قصتهما ..تخلي عنها من أجل فتاه اخري..او ربما هو قدرى حتى يخلوا قلبها فأسكنه وامتلكه..
غبي حقا من يتخلي عن كنز مثل تغريد ولو من أجل نساء العالم أجمع.
لا اعرف ما الداعى لكى اتذكر ذلك الٱن..تلك ذكري قديمه لا احب تداعيها فى ذهنى وبالأخص فى مثل هذا الوقت.
أشعلت سيجاره نفثت مع دخانها ذكرياتى السيئه..سرحت مع الألحان ثانيه:
“على بالى ولا انت دارى باللى جرالى…”.
تحسست الدبله الذهبيه النائمه بجيب سترتى الداخلى..نعم..سأعرض عليها الزواج اليوم..شاهدتهم يفعلونها بهذه الطريقه فى الافلام الاجنبيه..فى مثل هذا المكان وهذه الأجواء …يمسك البطل بيدها ويزين اصبعها بخاتم الارتباط..بعضهم يجثو على ركبته فتكتمل رومانسيه المشهد ..سأفعلها بهذه الطريقه..لا احد أكثر منى عشقا لحبيبه ولا اى حبيبه كتغريد…انقذتها من الفشل وانتشلتنى من الضياع والوحده.
مر الوقت بطيئا كعاده أوقات الانتظار…
تأخرت نصف ساعه فنفذ صبري…واعتصرني القلق عليها خاصه أنها على طريق سفر..
اتصلت بها أكثر من عشر مرات بلا اجابه..وفى المره الحاديه عشر انفتح الخط..سألتها بلوعه ملهوف:
“تغريد..ماجيتيش ليه؟.انتى كويسه؟ جرالك حاجه؟”
رد على صوت رجالى ميزت فيه صوت حبيبها القديم:
“تغريد ماجرلهاش حاجه..احنا رجعنا لبعض وهيا معايا دلوقت”.
اغلقت التليفون بذعر وبلا تفكير .. ارتج العالم حولى فترنحت قدماى وفقدت الرؤيه للحظات..لم استوعب خلالها ما جرى وان شعرت به يسمم خلايا جسدى.. وعندما بدأت فى الفهم تدريجيا كان سكين حاد يذبح رجولتى غدرا.
بلا كرامه غادرت المكان اجر قدمى…اظلم الكون وسكتت الاصوات جميعها..عدا صوت اللعينه شيرين..سمعتها تنعق ناعيه خيبتى بلحن جنائزى وكلمات تطاردنى حتى الٱن:
(بقي انت تعمل كده فيا…؟!)