عيون الناس …
جاءت فى كامل أناقتها..
تيشرت صيفي فى عز الشتا.. بنطلون جينز ضيق..مكياج صاخب..واكسسوار كامل…واكتر ما لفت نظرى التاتو فى رجلها…فى منطقة القصبة..فنشطت هرموناتى.
جلست أمامى فشممت رائحة عطرها متلذذا..وتأهبت للمغازله..
_ازيك يا محمد.
بدأت الحوار..
_الحمد لله..ازيك انتى..فينك بقالك شهور موش باينه؟
كنت اسأل سؤال اعتيادي تمهيدا لما بعده.
ردت تلومنى:
– وأنت كنت بتسأل يعنى..
ثم تغيرت نظرتها لأسى وحكت:
_من حوالى شهرين رحت اخلع ضرسى…اتنقل ليا فيروس..ووشي باظ..تخيل شكلى كان عامل ازاى..وكنت حموت يا بنى على حاجه هايفه.
ثم فتحت موبايلها واستعرضت لى صورها…منظر فظيع..وجهها منفوخ وكأنه متقطع..وفمها معووج..وكانها انضربت فى خناقه شوارع من عشر بلطجيه..وجه مشوه..أدركت لحظتها لماذا شعرت بتغير ملامحها.. وان دارتها المساحيق.
طلبت لها قهوه حتى استوعب ما حدت لتلك الصغيره واتناسي هول ما شاهدت.
أكملت قصتها:
-الفيروس قرب من المخ…قعدت فى غيبوبه شهر ونص..وخلعت ٤ ضروس..عارف أنا لابسه كده وحاطه ميكاب بحاول أخرج من إللى أنا فيه..نفسي أشوف نفسي حلوة.
تخيلت معاناتها ومصائب الدهر التى يمكن لها تحويل عمليه بسيطة إلى مأساة تغير حياة إنسان.
لم أجد كلمات تعبر عن ما بي…فملّت جلستى وتأهبت للرحيل.
-ما تقعدى يا بنتى رايحه فين؟
بابتسامه موناليزا لم أفهم معناها قالت:
-رايحه أخلع الضرس الخامس.
وذهبت…
تأملت نظرات المحيطين ما بين رجال يفحصونها بشهوة. ونساء يتطلعن بحسد ..وسمعت أحد الملتحين يلعن لصاحبه المتبرجة اللعوب أثناء ما كان يقطع ملابسها بعينيه..
لايدرون ما بها..
ولم ألم عليهم وأنا مثلهم؟
خاصه مع الجميلات..نحبهن ونكرههن.نتقرب إليهن ونحقد ..نجلدهن ونأكل لحمهن أحياء ..والحسد أو الكبت يأكلنا.
فى القلوب مرض ولنا الظاهر..
لكن الله هو العالم بأحوالنا.
عدد المشاهدات : 25
مرتبط
