بقلم – السيد محفوظ
الأخوة ليست علاقات صداقة تنهيها حين يغدر بك الصديق ويخون ..
هي دم يجري في عروقك ، لذلك حتى لو تجاهلت وجوده في حياتك فستصرخ كريات الدم في عروقك لتشعرك بالحنين إليه .
فإن زرتني زرتك ، وإن أعطيتني أعطيتك ، وإن أحسنت إليّ أحسنت إليك .
فمن يقيسون عطاء الإخوة بقانون الأخذ والعطاء لن يحصدوا سوى جفاف المشاعر وتصحر الأحاسيس وتباعد المسافات .
من الضروري أن تضع خطوطاً حمراء لزوجتك ( أو لزوجكِ) ولأبنائك وبناتك حين يكبروا ولا تسمح لهم بتجاوزها فيما يختص بإخوتك وأخواتك ، فأغلب مشكلات القطيعة بين الإخوة تكمن في تدخل الزوجات أو الأزواج والأبناء والبنات وإيغار صدور الإخوة على بعضهم البعض .
لذلك لا تسمح لهم أو لغيرهم أن يتدخلوا في تشكيل إطار علاقتك بإخوتك ويدفعوا بك نحو طريق القطيعة والبعد .
وإذا ما سمحت بذلك فسترى المشهد نفسه يتكرر بين أبنائك والقطيعة تدب بينهم وأنت تتحسر عليهم .
روعة الأخوة أن تشعر أختك أو أخاك بقيمته في حياتك ، باشتياقك له ، بأن أمره وهمومه ومشكلاته تعنيك ،
بأن دموعه تنحدر من عينيك قبل عينيه ، أن تسنده قبل أن يسقط ، أن تكون عكازه قبل أن يطلب منك ذلك .
الإخوة ليست أسماء مرصوصة في بطاقة رسمية ، ولا أوراقاً مرسومة في شجرة العائلة ، ولا أرقاماً هاتفية مسجلة في هاتفك .
أنتم إخوة ، عشتم في البيت نفسه ، وأكلتم من الصحن نفسه ، وشربتم من الكأس نفسه ، واحتفظتم بالذكريات نفسها ، ولذلك لن تستطيع أن تمحو كل ذلك ، وحتى لو حاولت ستشعر في نهاية كل يوم بتأنيب الضمير فالدم الذي يسري في عروقك سيشعرك بالحنين لإخوة يقاسمونك كريات دمك نفسها .
فإياك ثم إياك أن تفرط بإخوتك من أجل أي شيء في هذه الدنيا فكل شيء يمكن تعويضه ، ما عدا الأخوة
فأي دين غير إسلامنا يهتم بقوة الروابط بين الإخوة
فهنيئاً لكل واصل رحم .