الجزء الثانى
من نوادر غريبة وحكايات عجيبة
على مقاهى المحروسة
مقهى فينياوحرب الانتخابات
يقع مقهى/ فينيا / بشارع القصر العينى . وبالتحديد أمام مسرح السلام . يعتبر اشهر مقاهى القاهرة فى الآونة الأخيرة .
والدليل على ذلك.هذا الكم الهائل
من الفنانين والمثقفين والصحفيين الذين يجلسون عليه
ولهذا المقهى قصة حيث قيل إنه قبل أن يوجد فى مكانه الحالى كان صاحبه الحاج / يحيى/ يستأجر مقهى اخر يقع امام عمارات العرائس فى شارع القصر العينى أيضا.وكان اغلب
زبائنه صباحا من المترددين على الشهر العقارى لإحياء السيدة زينب والخليفة وقصر النيل ..
أو من المترددين على مبنى القنصلية السعودية فى جاردن سيتى .وفى فترة بعد الظهر كان
يجلس عليه بعض الصحفيين
والعمال الذين يعملون فى دور الصحف القريبة منه ..وفجأة اغلق المقهى أبوابه .ولكن صاحب المقهى الحاج يحيى وجد مكانا اخر أقام فيه مقهاه الحالى /فينيا/ وسماه بهذا الاسم لوجود أحد.ابناءه فى النمسا منذ فترة ..ويتردد عليه اعضاء نقابة المهن التمثيلية ونقابة الموسيقيين والعاملون بمسرح السلام ..والعاملون فى وزارات الاسكان والبحث العلمى والتربية والتعليم ..وتدور معارك الانتخابات لنقابة المهن التمثيلية
والموسيقية داخلةالمقهى ..
ومن أشهر المطربين والفنانين الذين يجلسون فى المقهى /محمد فؤاد – سامى مغاورى – هانى رمزى – رامى عادل امام
يوسف داود – لطفى لبيب ..
مقهى حسب الله
يعتبر مقهى / حسب الله / للموسيقيين والفنانيين..وهو مبنى تجارى فى أول شارع القلعة.. كان ومازال حتى اليوم ملتقى الفنانيين والموسيقيين
وكان قبل تكوين نقابة الموسيقيين مكانا لتجمعهم الاول..وكان أول موسيقى جلس عليه هو / حسب الله / الذى كان يعمل فى حرس الخديو وخرج منه ليؤلف أول فرقة موسيقية تسير فى الافراح والماتم وتحمل اسمه ..ومازالت شهرة هذه الفرقة تتردد حتى اليوم ..
مقهى المالية
مقهى/المالية /الشهير المواجه لوزارة المالية يستقبل أصحاب المعاشات الذين يناقشون قضاياهم داخله !!
إلا أنه فجأة أصبح فى طى
النسيان .حيث قرر صاحبه أن يغلق أبوابه بحجة نقص العمال الفنيين ..زتحول أشهر مقهى لامعاشاتوفى مصر إلى معرض للسيارات !!
مقهى البوستة والافغانى
يقع مقهى ( البوستة ) بميدان العتبة الخضراء على مساحة كبيرة وترجع شهرته إلى الزعيم/ جمال الدين الأفغانى الذى اتخذه مكانا للقاءه مع تلاميذه وزواره
وكان الأفغانى يجلس فى صدر المقهى زتتالف حوله نصف دائرة من مريديه الذين يتسابقون لإلقاء أدق المسائل عليه !!
وكان بقضى الليل فى المقهى حتى يطلع النهار فيعود.الى داره بعد أن بدفع لصاحب المقهى كل حساب جلساته الذين أصبحوا فيما بعد من اعلام النهضة الحديثة مثل: محمد.عبده / سعد.زغلول /محمود سامى البارودى / ابراهيم الهلباوى / يعقوب صنوع / عبد الله النديم
مقهى البلغارى
والضباط السودانيون
من اعجب مقاهى القاهرة قديما ( مقهى البلغارى ) الذى كان يقع بجوار محطة باب اللوق .كان سرداب مظلما بالنهار
خافتوالصوء فى الليل .وكان صاحبه رجلا بلغاريا !!طويلا وعريضا منفوش الشارب ومن رعايا الدولة العثمانية ..هذا المقهى معظم رواده من الضباط السودانيين الذين أخرجهم الإنجليز من السودان فى أعقاب
حادثة مصرع ( السير لى سناك )
سردار الجيش المصرى !!
ولكن هذا المقهى كان للقاء اخر هو لقاء الكاتيين الكبيرين:؛محمد السباعى / عباس حافظ وكانا صهرين !!
ركن أحمد رامى
مقهى دار الكتب لصاحبه ( أحمد حسن حامد ) الذى كان تاجر حرير فى بداية القرن الحالى بحى ( العقادين ) وفى عام ١٩١٤ ومع الحرب العالمية الأولى توقف نشاط الأسواق فى
مصر فكسدت تجارته !!!ولم يعد بيع وشراء الحرير مربحا !! ففكر فى الحل فى الحال فاستاحر محلا اسفل عمارة أنيقة على الطراز الاوربى مجاورة لدار الكتب بباب الخلق .وانشا فيها مقهى تغير اسمه على مدى السنين.فعند.انشءها كانت تسمى ( الكتبخانة ) ومع تولى اسماعيل الاول خديو اصبح
اسمها (دار الكتب الخديوية )!
وبعد وفاة صاحب المقهى عام ١٩٣٨ كلف أحد.ابناؤه لإدارة المقهى !! وكان يعمل مطبعجيا فى جريدتى ( المقطم والبلاغ )
واعتنى جدا بالمقهى .وزاد من برونقه ..حيث اثثه على الطراز العربى ..وكل يومى الاحد والجمعة كانت تقام مباريات مثيرة بين الديوك يحتشد لها عشرات المتسابقين من الباشوات
وإليكوات والأجانب ورجال المال اليهود !! المقيمين فى مصر لك منهم ( ديك ) فى هذه المسابقة !
وقبل كل مباراة تخلى ساحة المقهى من الداخل .وتصف المقاعد على شكل دائرة .ويؤتى بصنية كبيرة من الفضة الخالصة
وفوقها يضع كل متسابق قيمة رهانه من الجنيهات الذهبية !! ولكل مباراة اثنان من الحكام العارفين بقانون اللعبة !! يسلمان حصيلة المراهنات عند نهاية المباراة إلى صاحب الديك الفائز !!
ومن أبرز رواد.هذا المقهى الشاعر ( أحمد.رامى) الذى كان
له ركن خاص !! يتبادل فيه الضحكات والكلمات مع أصدقاؤه
من موظفى دار الكتب والدباء والشعراء ..
مقهى بار اللواء
جاء اسم ( بار اللواء )!على اسم ( جريدة اللواء ) التى إنشاءها الزعيم / مصطفى كامل
وقد تصدرت صورة ( مصطفى كامل ) هذا المقهى المبير ..
وقد.كان حررى جريدة الأهرام يتخذون من مناضد.بار اللواء
مكاتب لهم !! ومن أشهرهم :-
( عبد الحليم الغمراوى ) مندوب
الاهرام فى رئاسة مجلس الوزراء
وأشهر مندوب صحفى فى مصر فى ذلك الوقت ..
مقهى التسع بنات
واغرب قائمة ممنوعات !!
مقهى ( التسع بنات ) اغرب مقهى فى مصر يعلق قائمة من الممنوعات مثل ممنوع لعب الورق – ممنوع البص على الأرض والقاء المخلفات -؛ممنوع التنقل من مكان لآخر والصباح على الطلبات – قائمة طويلة من المحظورات والممنوعات !! وكانتوتدير المقهى ٩ فتيات .. تركت منهم ٦ العمل لظروف الزواج .. وبقيت ٣ لخدمة زبائن
المقهى الصغير فى حى السيدة زينب ..والطريف أن عدد المقاعد.ااخضببة لا يتجاوز ١٢ مقعدا ولا يسمح لاى من الزباين أن ينقل كرسيه منزمكان لآخر !!
يحكى ( ابو البنات ) الحاج عبده محمد. مصطفى يقول ! كنت اتمنى ان ارزق بولد لكننى فوجئت بقدوم ٩ من الإناث من خلال زوجتبن !! ولم يهبنى الله سوى ولد واحد اسمه ( عباس )!هو من يقوم بتولى تنظيم الجلوس داخل المقهى . بينما اخواته البنات يقمن بعمل الطلبات وخدمة الزبائن !!
مقهى الفن
يقع ( مقهى الفن ) بشارعزعماد الدين امام مسرح الريحانى كان يجلس فيه :-
الشاعر/ محمد تيمور مع الموسيقار/ سيد درويش والفنان/ نحيب الريحانى / زكى طليمات / والسيدة روز اليوسف
وقد.كانزمحد تيمور بقابل سيد درويش فى هذا المقهى عندما لحن الشيخ سيد رواية ( العشرة الطيبة ) وقيلوانزالفنان نحيبةالريحانىةكان يناقش المؤلف / بديع خيرى رواياته على أحد.مناضد هذا المقهى !!
مقهى الاسكندرية
تم توجيه أسئلة للأديب / نجيب محفوظ عن مقاهى الإسكندرية فى مقالة للاستاذ / دعبد المنعم شميس صدرت فى كتاب ( قهاوى الادب والفن فى مصر .. باعتبار أحد روادها وله روايات كثيرة كتبها عن مدينة كندرية كانت مقاهى تصيبف !! فكنت ازورها لمقابلة اصدقاءى .وقد جلست مع مجموعة ( توفيق الحكيم) فى مقهى ( بترو ) وهو المقهى الوحيد الذى ارتاده فى مدينة الإسكندرية ..أما جلستى المعتادة ففى كازينو ( سان استيفانو ) – وكازبنو ( جليم ) من قبله .وأذكر أن منطقة السلسلة كانت عبارة عنظمجموعة من المقاهى تمتد
تمتد.لطولوالكورنيش ..وكانت على البحر مباشرة ..
مقهى المسيرى بدمنهور
يقع ( مقهى المسيرى) إحدى مقاهى مدينة دمنهور فى شارع وحارى .ويشبه إلى حد.كبير مقاهى وسط البلد فى القاهرة .
مثل مقهى المالية أو ركس ..
الجدران شبه مفتوحة على الشارع .صاحب المقهى ومديره هو الاستاذ/ عبد المعطى المسيرى وهو يهوى الادب والكتابة منذ وقت طويل ..
ويلتف حوله مجموعة من الأدباء والكتاب يناقشون النواحى الأدبية والسياسية ..ويقراون
لبعضهم البعض كتاباتهم فى الأدب والشعر والخواطر ..
والجدير بالذكر أن الكاتب / توفيق الحكيم عندما كان وكيلا للنائب العام فى محافظة البحيرة
كان يختار هذا المقهى ليكتب ويقرا فيه ..
هروب السعدنى وطوغان
من الحساب !!
من الطرائف التى تروى عن النقاهة ما تردد عن الكاتب الكبير
محمود السعدنى وصديقه رسام الكاريكاتير/ أحمد.طوغان حدث لهما موقف محرج فى احدى المقاهي بمحافظة الجيزة اثناءااحرب العالمية الثانية فى الأربعينات ..وقد صرح السعدنى لأحد.الجرايد بهذا الموقف المحرج قائلا : ذات مساء كان معنا قرش صاغ واحد فاتفقنا أن نطلب براد شاى بقرش صاغ وان
نتقاسمه انا وطوغان ..وبالفعل طلبنا براد الشاى ..ومر من أمامنا تلميذ معنا فى المدرسة .وكان مهذبا ومؤدبا وغايةوفى الاناقة و.اضطرينا لطلب واحد شاى للضيف !! وهكذا وقعنا فى مشكلة !! أصبح علينا للجرسون قرشين صاغ وليس معنا سوى قرش صاغ !! وفكرناوفلت ندفع له قرش صاغ ونؤجل دفع القرش الآخر !! وربما رفض الجرسون قبول هذا العرض وأخذ فى تبويخنا واحراجنا امام الزبائن !! فاقترح طوفان أن تتسلل من المقهى هاربين فرادى الواحد.تلو الأخر!!
وهناوخطرت على طوغان كرة طالما سنهرب لازم علشان نهرب صح لازم نمخمخ مخنا.و نشرب واحد معسل .. وبراد شاى ثانى !! ونهرب بالجوزة !!وبالفعل نفذنا الخطة ومشيت نحو حلقةاانقهى ونظرت لاحرسون الذى كان مشغول عند نصبة المشروبات ..
وأجريت نحو الشارع وحصلنى طوغان والجوزة فى أيده !!
هذه التجربة لم انساها طوال حياتى !!وقد.قمت بنشرها فى مقالاتى ..
لانه اصعب وأحرج موقف تعرضت له فى حياتى !!
والغريب أن أول قصة نشرت لى عن طريق القهوة هى
( واعظ الامام ) على قهوة عبد الله بالجيزة .. ثم اصبحنا نتقابل بالشاعر زكريا الحجاوى والكاريكاتير / صلاح جاهين ..
نوادر على القهوة
- يذكر أن الشاى كان يقدم فى براد.صينى فخم .ومعه فنحان صينى فخم . وسكرية .ولبانة .
على نصف كوب لبن . ونصفة ليمونة . كل ذلك نظير ١٥ مليم
سنة ١٩٥٠
- عدد النقاهة حتى عام ١٩٩٧ بلغ حوالى ٤٢ ألفا و٧٤٧ مقهى . وهى إحصائية الجهاز المركزى للتعبئة العامة والاحصاء . بالإضافة إلى إحصائية أخرى تذكر أن المصريين بنفقون على
المقاهى حوالى ٤ ملايين جنيه مصرى فى السنة !!
- وفى عام ١٩٩٧ ايضا صرح رئيس ومصلحة الضرائب أن المشروبات الساخنة يتم تحديدها بواقع ٦٠ طلبا فى المتوسط لكل كيلو سكر من جميع الطلبات عدا القهوة !!
وتشمل الشاى والسحلب والقرفة
والياسون.. أما بالنسبة للقهوة فكيلو السكر ينتج ١٠٠ طلب قهوة
فى المتوسط !! علما بان استهلاك السكر بكون لواقع ١٠ فى المائة القهوة و٩٠فى المائة بالنسبة لباقة المشروبات .
المراجع :
١) مقالة للكاتبة / منى عشماوى
.نوادر غريبة وحكايات عجيبة
على مقاهى المحروسة .
٢) كتاب د. / عبد المنعم شميس
قهاوى الادب والفن فى القاهرة
٣) بعض الصحف والمجلات
المصرية والعربية .
حسنى طلبة
نائب رئيس تحرير جريدة تحيا
مصر حرة