تلك الأصوات فى رأسي تدفعنى للجنون…
والروتين اليومى يقتلنى لحد الملل..
أعاشر فى وحدتى أشباحا يؤنسنى الحوار معها..يزعجنى فقط الخروج الاضطرارى لمعاشرة البشر…
الناس…لم أحبهم قط ولا أفهم ما هو الشئ المميز فيهم حتى أحبهم..
العمل فى شركات التأمين ممل حقا ..احدى عشرة عاما وأنا أبيع وهم الأمان فى عالم خائن..
اليوم سأغير هذا الروتين…الأصوات فى رأسي اقترحت على ذلك ..وسته اقراص من الدواء اللعين الذى أجبرنى عليه طبيبي النفسي أيدت الاقتراح..
الطبيب النفسي ..هذا الغبي..يظن أنه يعرف ما يدور فى رأسي أفضل منى ..تبا له ..الأصوات فى رأسي لا يسمعها الا أنا.
اطمأننت على وجود المسدس الذى سرقته من فرد الأمن منذ يومين..المعتوه تركه فى درج مكتبه دون غلق..ويستلمه منه زميله دون حتى أن يتأكد من وجوده.. أراهن أنهما لا يعرفان استخدامه..لكن على أنا أن أستخدمه قبل أن يلاحظا اختفاءه.
استحممت وارتديت بدلتى كاملة كما تقتضي تقاليد العمل ..الملل..دسست السلاح داخل ملابسى فشعرت لأول مرة فى حياتى بشجاعه و بقوة هائله..وكأنما نمت بجسدى فجأه عضلات غير مرئية..
ذهبت إلى الشركه كما أفعل كل يوم..جلست فى مكانى المعتاد وسط زملائى السته استعدادا للاجتماع اليومى .. أتى المدير بأوراقه المتخمه بأرقام لا تعنى شيئا فى مجرى الأبديه ولن تغير حرفا فى التاريخ…لكنها تعنى له كل شئ..لا ضغائن بيننا فيما أعلم لكننى فقط قد مللته..
-صباح الخير..
كل البلاءات تبدأ بصباح الخير ..اللعنة على صباح الخير..ومساء الخير..وكل الخيرات التى يمكن أن تأتى عن طريقكم أيها الأوغاد..الخير كان يحمله ابي..وقد رحل منذ شهرين…فلا خير أنتظر ..ولا شر أخشي..لم أحتمل الباقى..بلغ بي الملل حد الموت فأخرجت مسدسي ببطء وأطلقت النار فى رأسه..
صوت الطلقة المدوى ومنظر جسده يطير فى الهواء آثارا الذعر..
اندفعوا جميعا نحو الباب المغلق محاولين الهرب.. قمت من مكانى بسرعه وبدأت ف توزيع الطلقات..
فرد الأمن أولا..الحقير يفتش حقيبتى يومياً أثناء الدخول والخروج..عاجلته بطلقة أصابت صدره..
حمدى.. زميلي الدنئ..يتظاهر بمحبتى وانا أعلم بسواد قلبه..سددتها فيه متلذذا..
وزعت الطلقات على الباقين..عبيد الأرقام..لاعقي حذاء المستهدف…سأريحهم من عذاباتهم للأبد..كان اجتماعا دمويا انتشت له حواسي..
لاحقت الساعى والسائق قبل أن يهربا.. الأول يصنع أسوأ قهوة بالوجود فأصبته فى مؤخرة رأسه.. والثانى ثقيل الظل.. يصدع رأسي يوميا بثرثره عقيمة وصوت مزعج فأطلقت النار فى فمه مرتان.
ساد السكون فى المكان اخيرا..حتى الأصوات فى رأسي قد سكتت..فتوجهت للبوفيه وأعددت فنجان القهوة بطريقتى….وعلى أنغام سارينات الشرطه المتقارب…خلعت حذائى وجواربي..ونزعت ملابسى كلها..ووسط الجثث والدماء الساخنه ..تربعت ك بوذى خاشع.. أحتسي قهوتى فى هدوء.
عدد المشاهدات : 40
مرتبط
زر الذهاب إلى الأعلى