الجزء الثانى مع أشهر مخرج
للافلام الغنائية والاستعراضية
فى السينما المصرية
الانتاج مرة ثانية
ويعود المخرج حسين فوزى عام ١٩٤٦ ليكون شركته الإنتاجية . فبخلاف فيلمى ( هدمت بيتى ) ياتى إنتاجه الثانى فى هذه الشركة عام
١٩٥٢ بعد هذا التوقف الطويل
ليقدم فيلم ( جنة ونار) ١٩٥٢
ويستمر فى الإنتاج حتى عام
١٩٦٠ وان لم يمنعه هذا من التعاون فى مجال الاخراج مع
شركات إنتاجية أخرى ..
ثم يقتحم مجال التوزيع أيضا.. بجانب الإنتاج.خلال فترة قصيرة ١٩٥٤ – ١٩٦٠ والملاحظ.ان خلال الفترة من ١٩٥٢ – ١٩٥٨ أنتج
٧ افلام لزوجته الثانية الفنانة
( نعيمة عاكف )!ووزع منها فيلمان ..
شركة نحاس فيلم
شركة نحاس فيلم هى إحدى الشركات.الانتاحية التى تكونت خلال عام ١٩٤١ بهدف توزيع الافلام ثم اتجهت لتجمع بين التوزيع والإنتاج ..
وساهم فى نشأتها الأخوين
جبريل وأدوار نحاس وانطون
خورى بالإضافة إلى يوسف وهبى الذى ساهم فى دعم الشركة فنيا بما قدمه من جهود.فى التأليف والإخراج فى عدد من الأفلام المأخوذة عن أشهر ستة من مسرحياته ..
وقد دعم نشاط هذه الشركة
وقوى من من مركزها فى السوق السينمائية.انشاتها بعد فترة ستوديو نحاس ١٩٤٨ الذى كان شركة أيضا بين ادموند.نحاس وانطون خورى ويوسف وهبى .
وفى هذه السنوات كان التعاون وثيقا بين المخرج حسين فوزى وبين شركة نحاس فيلم ..وكان يعد لفيلم ( العيش
والملح ) وكانت بطولته معقودة
المطربة نجاح سلام والوجه الجديد سعد.عبد.الوهاب ..
ولكن الأقدار شاءت بأن يطير الدور من نجاح سلام لظهور فنانة جديدة أصبحت نجمة السينما المصرية لسنوات عديدة
الفنانة/نعيمة عاكف
قالت الفنانة ( نعيمة عاكف ) فى محلة ( الكواكب ) عام ١٩٥٣
ثم أعيد نشرها فى نفس مجلة
الكواكب ١٩٩٦/٣/١٢ :-
( تحولت مجرى حياتى عندما أتت الفنانة ( هاجر حمدى) فى سيارة جديدة لها .. وعرضت علينا الفسحة بها ..ثم ذهبت إلى استوديو الاهرام ..وتركتنا فى السيارة ..وعندما تأخرت ذهبت
للبحث عنها ..فقابلت حسين فوزى الذى لم أكن اعرفه بعد..
فامسكتى وتحدث إلى مسيو نحاس وقال له.ساجربها وأجرى لى تجارب ونجحت فيها .وعملت
بطولة لأول مرة فى حياتى ..
وكانت نعيمة عاكف قبل هذا اللقاء مجرد راقصة كان كل حظها فى الظهور على الشاشة فى فيلم ( شادية الوادى) ١٩٤٨
وفيلم ( ست البيت )١٩٤٩ راقصة مصاحبة للمطرب عبد العزيز محمود ..
اجتازت نعيمة عاكف.بروفات
( الاختيار) بنجاح اذهل المتابعين لها ..وأدركوا أنهم أمام
موهبة حقيقية تحتاج الفرصة
المناسبة لتكشف عن موهبتها ..
ولقد انفجر نجاح فيلمها الأول
( العيش والملح ) فى السوق
السينمائي..فأحدث ضجة .وحقق
نجاحا مذهلا !!
كانت رشاقة النجمة الجديدة
ورقتها وجاذبيتها وأنوثتها.. وصوتها المؤدى والقبول الجماهيرى الكاسح غير المحدود.
اشارات أكدت قيمة ( الاكتشاف الكبير) فاستطاعت أن تكون صاحبة اسلوب متميز ..ونمط سينمائي خاص ..ونوعية جديدة
من الممثلات لم تعرفها السينما
من قبل ..
وهو ما دفع شركة نحاس فيلم للتعاقد معها.مرة واحدة على بطولة ستة افلام وتقدمها خلال الستة شهور التالية من ميلاد فيلمها الأول ..
حب وزواج نعيمة عاكف
أحاط حسين فوزى نجمته الجديدة نعيمة عاكف بكل انواع
الرعاية والتدريب التى تؤهلها لتصبح نجمة سينمائية مبهرة..
ونعيمة عاكف ..كانت من أسرة عريقة فى فنون السيرك… وقد
ساعدتها فترة ارتباطها به على أن تكتسب المرأة والكثير من المرونة فى الحركة والرشاقة والتمرس على اداء الالعاب
البهلوانية كما ساعدها عملها فى فرقة على الكسار ومحمد الكحلاوى وصالة بديعة مصابنى
والكبت كات على إجادة ( الرقص البلدى ) .
وخلال فترة قصيرة أصبحت نجمة جماهيرية ..
وتوغل الحب فى قلب حسين فوزى الذى فقد زوجته منذ فترة قليلة ..وانشغل ليل ونهار مع الفتاة التى اكتشفها نعيمة عاكف
واعطاها من وقته الكثير ..وقه حسين فوزى فى غرامها ..
ولادته هى أيضا الحب رغم فارق السن بينهما – فقد وجدته الساحر
الذى حول أحلامها إلى حقائق باكثر مما تحلم .. ووجدت نفسها بين يوم وليلة نجمة متألقة.. تملأ
صورها الجرائد والمجلات وشاشات السبنما..
وتم الزواج فى حفل بسيط لم يحضره سوى أسرة العروسين ومساعده الدائم: عبد الشافى وجليل البندارى الصحفى فى مجلة آخر ساعة ..
الطلاق
بدأت الزوابع والعواصف تهب على حياة الأسرة الصغيرة التى جمعها الحب وظهرت اختلافات الرأى والتصرفات واتساع الهوة فى التفكير والرؤى بدأ كأن كلا
منهما بعيش فى واد آخر..
وتدريجيا بدأ يختفى الحب
الذى جمعهما فى البيت وفى العمل الذى أثمر ١٥ فيلما جمعتهما
معا وحققت بها نجاحا جماهيريا
وبدأت صورتهما خارج الوسط الفنى كاسعد زوجين .
وجاءت اللحظة القاسية الفارقة التى أنهت قصة الحب يوم ١٩٥٨/٥/١٨ وقال حسين فوزى لمجلة آخر ساعة :-
( لقد.طلقت نعيمة عاكف رغم ارادتى .. لانى اعرف ان فى هذا راحتها ..أن الطلاق شىء فظيع !! أشبه بالموت لكن ربنا عاوز كده !!
ورغم ما قدم حسين فوزى من افلام بعد انفصاله عنها .. ورغم ما قدمت هى الأخرى من افلام أيضا .. فان تألق كلا منهما لم يكن بالصورة التى كانت عليها معا .. قبل الانفصال .. فكان الانفصال أشبه بانفصال روح الخلق الفنى والابتكار والنجاح
عنهما معا ..
الفيلم الملون
حاولت السينما المصرية منذ نشأتها أن تصل إلى ( الفيلم الملون) ٠٠
حاول المخرج محمد.كريم
وحاولت شركة نحاس فيلم
عام ١٩٥٠ لتقدم سبقا رائدا وتقدم أول فيلم روائي كامل بالالوان الطبيعية من بطولة نعيمة عاكف
وإخراج حسين فوزى وكان بداية لدخول ( الالوان الطبيعية) إلى عالم السينما المصرية ..
ولقد حاول المنتج اللبنانى
( ارتينزتورابيان)؛ان يحول
الحلم إلى حقيقة فتعاون مع
المخرج حسين فوزى ليرى اول
فيلم لبنانى النور ..
واثمر التعاون بينهما هذا الحلم
وهو فيلم ( عروس لبنان) الذى
يغلب عليه الطابع اللبنانى أحداثا
وغناءا وتصويرا ..وتم هذا من خلال تعاون فنانين وفنيين من مصر ولبنان ..
هكذا دخل حسين فوزى لفيلمه
الرائد تاريخ السينما اللبنانية ..
الزواج الثالث من الفنانة
ليلى طاهر
حاول حسين فوزى أن ينسى حبه الكبير ..فاقدم على بعض المحاولات النسيان متخذا شعار
( وداونى بالتى كانت هى الداء)
لذا ظهرت مشروعات واشاعات
كثيرة ترشحه للزواج ..ولم تنته
اى منها إلى النهاية الطبيعية ..
لكن سرعان ما تعرف على الوجه الجديد ( ليلى طاهر) وتزوجا ولم يدم واجهنا كثيرا
( ١٩٥٩. -. ١٩٦٢. ) ..
الكوميديا الشعبية الغنائية
اعتمدت سينما حسين فوزى
على الكوميديا الغنائية الاستعراضية التى قامت على تصغير المواقف الساخرة الضاحكة مع المواقف الراقصة الغنائية الراقصة الاستعراضية
وهذه الكوميديا اهتمت بتقديم
الحارة الشعبية بكل نماذجها
وأزهارها كأنها عكس مجتمع
( الطبقة الراقية )!!
والكوميديا عند.حسين فوزى
تعتمد.على الموقف فى معالجة
الموضوع المطروح فهى تغلف
نفسها برداء اجتماعى ( رسالة
اجتماعية) حتما لا تصل إلى حد الهزليات التى تستهدف الضحك والاضحاك فهى ليست هزلية( بل
ساحرة) إلى الذى ينسيك .احيانا
المضمون الاجتماعى الذى تحمله
حتى لو كان رقيقا ..
وقد انحصرت هذه الرسالة الاجتماعية فى أغلب الافلام فى الأعلاء من قيمة الحب والتضحية من أجل الحبيب
والدفاع عن الشرف والقيم الإنسانية ..
ويلعب الحوار فى هذه الكوميديا دورا رئيسيا فى إثارة الضحك ودفع المواقف والأحداث وتعريف وتعرية الأشخاص . وهو يتوسل إلى
ذلك باستخدام النكتة والقافية والسخرية من الأشخاص أو المظاهر الاجتماعية الزائفة
وهو يلجأ احيانا إلى المبالغة
فى الفكرة والحركة والأداء
بالشكل الذى قد يقربها من
( الفارس) !!
والمفارقة الكوميدية تأتى عادة من تغير وانقلاب المواقف
وتأثيرها على الأشخاص والأحداث مما يفجر المواقف الضاحكة التى ترتفع بأداء الممثل الذى عادة يكون كوميدبانا وأكثر إثارة الضحك ..
الفانتازيا
من الملامح المميزة التى لا تخطءيها العين فى سينما حسين فوزى ( الخيال الجامح والأفكار المجنحة إلى الاحلام والرؤيا الجمالية .. التى تصبغ أعماله
بلمسة الفانتازيا )!!
فالخيال عنده منطلق إلى آفاق واسعة .. بل إننا يمكن أن نعد حتى أفلامه الاستعراضية فى اغلبها خيال جامح يميل كثيرا إلى عالم الفانتازيا :
( الانتقال من مجتمع إلى مجتمع
آخر مختلف ..يمثل نقلة نوعية كبيرة فى حياة المنتقل من الحارة إلى الطبقة الراقية )..
والفانتازيا عند.حسين فوزى تمتاز بلمسة فوق الواقعية ..التى تقترب كثيرا من الخيال الذى لا حدود له ..والشاعرة فى إضفاء
ما يشبه الحقيقة عليه ) ..
فى فيلم ( عاشور قلب الاسد) نرى الفانتازيا وكيف تتجسد فى تحول عاشور الضعيف إلى ( سوبرمان ) قوى يستطيع أن يهزم كل الابطال الذين يتصدون له ..
واستكمل الاستعراضات فى افلام.حسبن فوزى بصورتها
المبتكرة والمبهرة وأفكارها.غبر
المألوفة أو المستهلكة صورة الفانتازيا الشاعرية الجمال :
( استعراض فيلم : بحر الغرام )
الذى يدور فى قاع البحر أو رقصة ( الراقصة والمارد) الذى
يقدم ماردا طويلا جبارا ..ترقص على يديه وتحت رجليه الراقصة
فتظهر بالنسبة إليه كعقلة صباع!!
وفى استعراض اخر الليل يحلق حسين فوزى إلى القمر بعربة حنطور فى فيلم ( اختى ستيتة )؟او نرى ذلك المانيكان
الذى يتحرك فى آلية أشبه بالعرايس..
وفى فيلم ( بابا عريس) يبلغ
الخيال حدا بعيدا من الانطلاق
عندما يمتزج.العنصر البشرى مع الدمى فى استعراض ترقص فيه
العروسة البشرية ..مع مجموعة عرايس دمى !!
أن أغلب الاستعراضات التى قدمها حسين فوزى التى تمتاز
بالحس الشاعرى والخيال المتدفق.الباعث على الدهشة والأنبهار ..
أن أغلب هذه الاستعراضات
تدل على مدى تغلغل روح الفانتازيا فى سينما المخرح حسين فوزى ..
المراجع :
١) الاخوان :- حسين فوزى
عباس كامل
للكاتب والناقد/
محمد عبد الفتاح
٢) بعض اعداد من مجلات
آخر ساعة ساعة ..
حسنى طلبة
نائب رئيس تحرير جريدة تحيا
مصر حرة
الى اللقاء مع العدد الثالث مع
حسين فوزى أشهر مخرج
للافلام الغنائية والاستعراضية
فى السينما المصرية ..
