الجزء الثالث مع كشكش بك
نجيب الريحانى ممثل الكوميديا
الاول فى الوطن العربى
كتب : حسنى طلبة :
الحرب ،٠٠ والمسرح
العناد بين الريحانى
زكى طليمات
كان نجيب الريحانى بخوض حربا مع أبناء المهنة الواحدة !!
يقول الأستاذ/ زكى طليمات :
( هو اختلاف قد استمد. ولا شك
مظاهره الساخنة وأحكامه التعسفية من حرارة الاختلاف
فى وجهات النظر إلى شئون البلاد وذلك من جانب الأحزاب السياسية ( الوفد المصرى – الاحرار الدستورى – الحزب الوطنى – السعديون – الاتحاديون
الخ ٠ ثم احببت الريحانى بعد.كده واتصفينا بعد عداء وعناد.من عام ١٩٢٢ وكنت باهاجم مسرحياته الهزلية لأنها تدور على شخصيات ثابتة لا تتغير مهما تغيرت الأحداث السياسية فى البلاد !!
كنت ومعى لفيف من الأدباء كنا نحلم لغد افضل للمسرح المصرى كنت اهاجم هذا المسرح الهزلى واحارب مسرح الريحانى على وجه الخصوص.!! كنا على غير وفاق لا ثقافى ولا عقلى ولا فنى
مع مسرح الريحانى وعلى الكسار !! وما كانوا يريدون قوله إلا ما نزل فى نفوسنا ونفوس هذا الجيل الرائد ٠٠ وهو أن المسرح ليس استغلالا فى مواطن الضعف القائمة فى مزاج
الجمهور !! وليس تملفا لما هو هابط فى وعيه !!وانا بطبعى كنت ضد الاسفاف وكنت من أشد المهاجمين للمسرح الهزلى!
وأصبح الهجوم من طليمات إلى مسرح الريحانى على صفحات
الجرائد والمجلات المصرية والعربية !!
والحقيقة أن الريحانى قد.عانى الكثير من الاحباط نتيجة لهذا الهجوم !!
فيسعى الريحانى ومعه الفنان عزيز عيد.الى اقناع المسئولين فى فرقة ( الشيخ سلامة حجازى) بضرورة تقديم لون اخر أكثر رقيا ٠٠ ونجحت فى ذلك ٠٠
فأخذت يقدمها فصلا واحدا مقتبسا أو مترجما من الفكهات
الفرنسية ٠٠ ثم قدما بعد ذلك عملا كاملا من ثلاثة فصول ٠٠
كان النجاح من نصيبه أيضا
فشجعهما ذلك عن الانفصال عن الفرقة ٠. الدخول فى مغامرة تقديم المقتبسات الفرنسية الأصل ٠٠ ولم تعمر فرقة عزيز عيد ونجيب الريحانى طويلا!!
فالتحق الريحانى بفرقة كونها
أحمد.الشامى ٠ الذى كان يقلد
الشيخ سلامة حجازى ٠ وعمل فيها ممثلا.جوالا ٠ وطاف معها
بلاد.الصعيد.من بنى سويف حتى آخر حدود مصر الجنوبية ٠٠
الريحانى ٠٠ والشائعات
اشاع أعداء الريحانى أنه يملك عزبة أطلق عليها اسم مسرحية من انجح الأعمال التى جلبت للريحانى ولفرقته المال الوفير والشهرة الواسعة وهى
مسرحية ( حمار وحلاوة ) فاشاع عنه الدساسون بأنه اشترى بالفعل عزبة وأطلق عليها هذا الاسم ٠٠
ويقول الريحانى :-
فإذا سالنى سائل عن تلك العزبة اقول له فعلا ؟ فإذا سالنى
عن مقرها فاجيب لا اعرف ٠٠؟
فيقول بعض الدساسين المفترين
إنها فى الشرقية ٠٠ وفى مركز فاقوس فى تمام بلد اسمها منزل نعيم على حدود نجع عودة وعمدتها بالإمارة اسمه الحاج عبد.الوهاب !!
وانتهز الريحانى فرصة وجود صديق له من أعيان تلك الناحية
فسأله :
- هل عندكم ياخوى عندكم عزبة ملكى اسمها حمار وحلاوة ؟ وبكل أسف نفى صديقه هذا الكلام مؤكدا بأنها اشاعات عارية من الصحة ومختلفة من أساسها!
ما أهمله التاريخ للريحانى
ولقد تجاوز الريحانى رحلة الفشل فى مصر بأنه قد.استقر قراره على يقوم بهذه الرحلة الفنية التى قام بها فى أمريكا
الآتينية فى عام ١٩٢٤ وعاد.منها وقد شفى من الجراح !! ونسى كل احساس بالفشل كان قد لحق
بفرقته قبل هذه الرحلة التى كانت ميمونة عليه ٠٠
ولقد عاد الريحانى ليقدم مسرحيات تحوى كل عناصر الأوبريت ٠ أضاف إليها كل نقد.اجتماعى كان يشعر بضرورة أن يقدمه مسرحه مع الكوميديا الراقية ٠ ومع الموسيقى ٠ فقد اتضح أعماله فى هذا المجال
مسرحية ( حكم قراقوش ) والتى قدمها الريحانى على مسرحه عام ١٩٢٣
وفى نهاية ١٩٣٢ وبداية عام ١٩٣٣ كان الدكتور طه حسين قد استدعى ( يوسف حلمى) وكان كاتبا صحفيا يمارس النقد.الفنى للمسرحيات واتفق معه طه حسين ان يحرر الصفحة الفنية
الأسبوعية فى جريدة (.كوكب الشرق ) ويقول يوسف حلمى :
كان أهم شىء اتبعته هو أن يقف فى صف الريحانى الذى عاش طوال تلك الفترة من ١٩٢٠ حتى ١٩٣٢ مظلوما ؛ مديونا ؛ مطاردات بالديون !! مطروحا من المسارح ؛
تابع الجزء الثالث :-
واستولوا على ديكوراته وملابس مسرحياته ؛ حتى أن زوجته الفنانة ( بديعة مصابنى ) اتهمته
بالتكاسل !! أو لاحسايها بالنحومية الزائد!! وهى من صنع يد.الريحانى !!
ويضيف يوسف حلمى اقول :
أن الريحانى فى هذه الفترة من ١٩٣٢ حتى ١٩٣٥ قد عاد.الى المسرح الاستعراضى دون التركيز على الرقص والغناء !!
وانما كان تركيزه على روح الفكاهة فاتفق مع بديع خيرى على كتابة ( حكم قراقوش )
وأسند التلحين ( للشيخ زكريا
أحمد ) ولقد قدما نماذج.جديدة على المسرح المصرى ٠٠ نماذج وأنماط غير التى كانت تشارك
( شخصية كشك بك ) سواء فى مراحله الأولى أو فى مراحل تطوره أو حتى فى مراحل هجر الريحانى لشخصية ( كشكش بك ) نهائيا والاتحاه إلى ( ياقوت أفندى ) فى سلسلة مسرحيات المدرس الغلبان المأخوذة عن المسرحية الفرنسية ( نوبار )
وقدم مسرحية عن العالم السفلى مع بديع خيرى ٠٠
الريحانى قرر من خلال فرقته الحديثة الا يقدم الا كل ما يرضى الجمهور ولا يغضب السلطة !! فاتت مسرحية ( الدنيا على كف عفريت ) ويقول الريحانى فى مذكراته عن السنوات العجاف :-
( لم اكن اصل إلى شباك التذاكر
حتى يطالعنى العامل بورقة حمراء لدفع كمبيالة البنك !! أو الاعلان لحضور جلسة !! أو بورتستو !! أو إعلان حجز أو بيع !! وفى شهر فبراير من هذا العالم المنكوب اجتمع الدائنون
وانشاءوا ما يسمى بصندوق الدين ؛ وانتخبوا من بينهم السيدة (ك) لتكون المتصرفة ٠٠
أو قيمة ٠٠ أو وصية على العبد لله !! فكانت تعطينى فى مساء كل يوم مبلغ سبعين قرش فقط
لمصر فى ؛ ثم تجمع بقية الايراد لتضعه فى الصندوق لحساب الدائنين!!
وسدت السبل فى وجه الريحانى من كل ناحية فلا هو واحد.انصافا من الناس !! ولا عرفانا بالجميل ممن كانوا حوله !
وفيما هو على هذه الحالة زاره أحد الدائنين وتحدث إليه ولم يأت الدائن للمدينة اطلب الدين الذى عليه ٠٠ ولكن جاء الرجل البسيط المحب للفن بشكل عام ٠
والريحانى بشكل خاص ٠ بكى هذا الرجل وقال للريحانى :
قوم حط دقنك يااخينا !! البس حبتك وقفطانك ياسى كشك بك
وانت تلاقى الفلوس هلت عليك
ثانى يااخينا !! ويستفيد الريحانى من نصيحة الرجل الطيب ٠ ويعود الريحانى إلى سابق عهده – يضع يده فى يد بديع خيرى الذى تلقى فى هذه
المكنة صفعات قدرية قوية أخمدت فى نفسه كل بارقة ضوء
كانت تومض ٠٠ فإذا باضواء المسرح كلها تلوح له عندما جاء إليه نجيب ليخبره أنه قرر أن يعود إلى شخصية ( كشكش بك ) ويقول الريحانى عن تلك الفترة :
وفكرت فى.زميلى القديم بديع خيرى ٠٠ فرأيت أننا إذا افترقنا
حالة البؤس والشقاء ٠٠ وان اجتمعنا كان الخير فى ركابنا
وضحكت الدنيا لنا ٠٠ فلماذا لا تضم الشمل ٠ ومشترك فى زغزغة الدنيا مع بعض ٠٠ يمكن
يفرجها ربك ٠؟
و ضعت يدى فى بد صديقى العزيز بديع خيرى مرة ثانية عرفنا النواحى التى تنال اعجاب
الجمهور وتبلغ.موضع الرضا عنه٠
وقدمنا مسرحية ( جنان فى جنان ) مسرحية استعراضية خفيفة ٠٠ والفت الفرقة الجديدة وكانظمن أعضائها ( محمد.كمال المصرى – شرفنتح / عبد الفتاح
القصرى / حسين ابراهيم / محمود التونى/جبران نعوم / الفريد.حداد / سيد سليمان /واخترت لإدارة المسرح الاستاذ : محمد شكرى كنا نطلق عليه بابا شكرى ضد أما الممثلات فكانوا كلهن من الأجانب وانضمت الينا فتاة يونانية خفيفة الروح كانت تتكلم العربية بطلاقة واسندت إليها دورا فى الرواية وعملت فى فرق أخرى غير فرقتى واشتهرت بعد ذلك وهى الفنانة ( كيكى )
وكانت الفرقة مشاركة بين الريحانى ومدام ( مارسيل لإنجلو) ووكيلهاالمستر اصلان الذى احكم هو ومدام مارسيل
زمام الأمور : فلا زيادة فى المرتبات لاى ممثل أو ممثلة مهما علا شأنه !! وتنخفض الأجور اذا انخفض الايراد !!
المهم استطعت دفع الديون التى على بعد سنوات من الجفاف والعناء !!
الشيخ(عبد الرحيم بدوى )
يقول الريحانى :-؛
كنت جالسا على المقهى المفضل لى فى شارع عماد الدين فإذا
( الشيخ عبد.الرحيم بدوى ) يقتحم.اامقهى ليبحث عنى
وكان يملك مطبعة كبيرة وشهيرة
ولم اعرفه فى بداية الأمر للاننى لم اقابله منذ حوالى خمس سنوات أو يزيد ٠٠ وعندما تذكرته
قمت بالترحيب له أعظم ترحيب فقد كان الشيخ من المترددين
واامغرمين بالريحانى وبمسرحه
ولذلك ساءه أن يسمع أن الريحانى يعانى من الضربات المالية والخسارة !! واقترح الشيخ عبد.الرحيم بدوى فى شهامة صعيدية على الريحانى أن يوافق على أن يستأجر الشيخ فرقته لمدة شهر تقضيه فى رحلة
تنتقل فى أثناءها بالمدن والبنادر
فى بعض مديريات القطر ٠ ولم يكن الريحانى بملك الحق فى أخذ القرار وحده ٠٠ لذلك احاله إلى الشركاء – الخواجه اصلان لوضع الشروط الملائمة والاتفاق
وما إلى ذلك ٠ وقد انتهى الامر فى هذا الاتفاق بأن كبل الخواجة اصلان بشروط غاية فى الاجحاف.!! فان الخواجة قد اتفق مع الشيخ على أن يكون ايجار الفرقة لليلة الواحدة (خمسة وثلاثون جنيها ) خلاف اجر الفنادق ومصاريف السفر بالقطارات والعربات وشحن الملابس والمناظر !! فان الشيخ عبد.الرحيم بدوى هو الذى يتحملها !! وانتهت الحال بأن الشيخ قد ( خير الجلد والسقط)
واتخرب بيته ومطبعته أمام عشقه لفن الريحانى !!
المراجع :-
١) مسرح وسينما كشك بك
نجيب الريحانى ممثل
الكوميديا العربية ٠٠
للكاتب / امين بكير
٢) مقالة للدكتور / طه حسين
٣) مقالة للناقد.الفنى /.
يوسف حلمى
٤) مقالة للمؤلف بديع خيرى
٥) عدة مقالات عن ذكريات
نجيب الريحانى
والى اللقاء مع الجزء الرابع والاخير مع مسرح وسينما كشكش بك ( نجيب الريحانى )
أشهر فنان كوميدى عربى ٠
حسنى طلبة
نائب رئيس تحرير جريدة تحيا
مصر حرة
