الفنان/ حسين صدقى
واعظ السينما
شيخ فى جلباب ممثل
كتب / حسنى طلبة ؛-
فتى الشاشة
يولد على أعتاب حربين
ولد حسين صدقى فى ٩ يوليو ١٩١٣ بحى الحلمية الجديدة بالقاهرة ٠٠ وفقد والده وهو لم يتجاوز الخامسة من عمره !! ووجد نفسه قرب أمه ٠٠ كان على يقين أن أمه صارت كل عالمه !! وهى الام
التركية التى لا تتحدث العربية إلا قليلا !! فى محاولات مظهرية
وعادية لكسب محبة الابن !!
فقد حددت إطار الصورة من البداية ومنحتها الكثير من رتوش الجدية والصرامة !! حيث
هيأت حياتها لدورها الجديد كامرأة وحيدة لجأت إلى حصار القوة كى لا تفرج منها التفاصيل
الصغيرة التى إرادتها لتحقق رغبتها فى ولد صالح تكتمل فيه
صورتها ٠٠
حسين صدقى طفل يتيم الأب
يتكىء على تعليمات ام سكنت وجدانه وتجلت له فى كل أشكال
الالتزام فى نظرها التشبث بالدين واستماع ابنها لقصص القرآن الكريم وذهابه إلى المسجد ليصلى صلواته الخمسة
وتتلخص حسين صدقى طفلا فى جملة واحدة ( أنه ابن زمانه
وواقعه ) !!
حسين صدقى كان على أعتاب حرب كبيرة غيرت وجه العالم ٠٠ كانت الحرب العالمية
الاولى لصالح السينما الأمريكية
حيث انشغلت اوربا بالحرب واعباءها ٠٠ بينما صنعت امريكا تاريخها السينمائى وقمت فيلم
( ميلاد أمة ) الذى الذى أخرجه
( ديفيد جريفيت ،) الذى اعتبره
المؤرخين انطلاقة للسينما الأمريكية التجارية ٠٠
واثرت الحرب على مصر التى شاركت فيها !! وقالت المؤرخة د٠لطيفة سالم فى كتابها ( مصر والحرب العالمية الأولى) :-
حوالى مليون و٢٠٠ مصرى بدأ التفاوت بين طبقات الشعب المصرى واضحا ٠ فهناك من استفاد من الحرب وكانوا قلة معظمها من الأجانب !! أما الجزء الأكبر من المصريين فقد قاسى الأمرين خاصة المثقفون والعمال والفلاحين ٠٠ وقد ظهرت موسيقى الجاز والسيرالية وصعدت موجات وانقلبت أخرى لتكسر قواعد الذوق الاجتماعى٠
فحسين صدقى بدأ دراسته الابتدائية فى الفترة الصباحية – أما فى الفترة المسائية درس التمثيل فى قاعة المحاضرات بمدرسة الإبراهيمية
تلك القاعة التى ساهمت فى إعداد الكثير من الممثلين واعتبرت بمثابة معهد التمثيل
بعد إغلاق معهد التمثيل الحكومى فى عام ١٩٣١ فانتقل إليه أقطاب المسرح ليدرسوا
فيه التمثيل امثال : جورج أبيض
وعزيز عبد ٠٠( وزكى طليمات ) الذى قدم العديد من نجوم الفن والتمثيل الذين تخرجوا منه ودرس ا على يده ٠ حتى أن معهد التمثيل اشتهر باسم زكى طليمات ٠٠
وحصل حسين صدقى على دبلوم فى التمثيل بعد.دراسة
بعد.دراسة استغرقت عامين ٠
ربما مهدت كل الظروف السياسية والاجتماعية نتيجة الحرب لظروفه المركبة أو الخادعة إن جاز التعبير !! بين منظر يطالعك عطوفا وحنونا وتقليديا لاول وهلة ٠٠ بين جموح فتى يتحكم فى اختياراته ومسيرته من الصبا إلى الشباب !!
ويطور من شخصيته الإبداعية وتجعله على علاقة مطردة من الابداع حتى آخر قطرة من رحيق العمر ٠٠
يقطع طريق الفن مع صديق طفولته المخرج ( محمد عبد الجواد) أبن عبد الجواد محمد
سكرتير فرقة رمسيس حينئذ
ويتردد معه على مقاهى عماد الدين المعروفة أنها ملاذ الفنانين
وأبرزها مقهى ( ريجينا ) حيث عرف من خلالها حسين صدقى كشاب خجول يجلس قليلا قليلا ثم يغادر قبل العاشرة مساء٠ لم يشارك الجالسين حفلات بعد.
منتصف الليل الصاخبة ٠٠ فقط يكتفى بسماع احاديث الفن ٠ ويتناول كوبا من اليانسون ٠ونادرا ما كان يتكلم٠ ومن هناك يمشى مع محمد عبد الجواد إلى مسرح رمسيس يشاهدان العروض ثم يعيدان معا تمثيل ما شاهداه على المسرح ٠ وشجعه على العمل فى فرقة ( جورج أبيض ) عام ١٩٣٥ على مسرح رمسيس أثناء الدراسة خصوصا
ما ما لاقاه من حفاوة كبيرة من
أساتذته !!
وظل حسين صدقى يتنقل من فرقة مسرحية لأخرى ٠ وقد بعض الأدوار الصغيرة حتى التحق بالعمل فى فرقة ( فاطمة رشدى ) بعد التخرج واستمر بها ثلاث سنوات ٠ وتقلد.دور البطولة منذ البداية فى مسرحية
( ليلة من الف ليلة ) تأليف (بيرم التونسى)وإخراج (عزيز عيد)٠٠
ازدهر المسرح آنذاك وأخذ مكانه كابرز الفنون ٠٠تالقت العديد من الفرق المسرحية وهو تغير حصل منذ قيام ثورة ١٩١٩؛
واذا بالمسرح يتحول إلى كتيبة وطنية تتحرك فى مواكبة الثورة على وقع الحان( سيد درويش)٠ ففى أثناء الثورة راح المسرح يلعب دوره السياسى بقوة وبشكل لافت استدعت الاحترام
والدعم والتشجيع ٠٠
إلا أن النهضة المسرحية تخلت عن عرشها بسبب اقبال الجمهور على السينما المصرية بعد أن تخلت هى الأخرى عن صمتها وأصبحت ناطقة ٠٠
ثم تحول شارع عماد الدين المعروف عنه أنه شارع المسرح إلى شارع السينما !!
واغلقت العديد من الفرق المسرحية أبوابها مثل فرق :-
( فاطمة رشدى/يوسف وهبى/
على الكسار/ فوزى الجزائرلى/
منيرة المهدية وغيرها ) !!
وعرض أول فيلم روائي طويل ناطق وهو فيلم ( أولاد الذوات )
للمخرج ( محمد.كريم ) عن مسرحية شهيرة للمنتج ولبطل الفيلم يوسف وهبى ٠ ولقى الفيلم نجاحا تجاربا كبيرا ٠٠
كما عرض أيضا الفيلم الغنائي
الناطق ( انشودة الفؤاد ) ١٩٣٥
اخراج ( ماريو فولبى ) وصد فى نفس العام العدد الاول من مجلة
( الكواكب ) الأسبوعية المعنية بأخبار الفن ونجومه ٠٠وتوالت الافلام الناطقة ٠٠
وعرفت هذه المرحلة بأنها مرحلة الافلام الغنائية وتسيد
نجوم الطرب على السينما امثال
عبد الوهاب / ام كلثوم / فريد الاطرش ومحمد فوزى وغيرهم )
وقررت السينما المصرية أن تصنع نجومها لمواصفات الوسامة والجاذبية الشديدة !!
ومن هذه النقطة انطلق حسين
صدقى يقطع طريقه فى خطوة
واحدة جامحة ليحسم الأمر ويحقق النقلة النوعية من المطرب لكل الشاشة الى فتى السينما الجديد الذى يطرب الجمهور دون أن يغنى !! تنظر إليه العيون وتتابعه كأول فتيان الشاشة المصرية ٠٠ وهو يتمسك لنفس أناقة نجوم العالم فى عصره ٠ وكان الأشهر ( كلارك حبيل ) ملك هوليود الجرىء الذى قدم الذى قدم للسينما العالمية رائعته ( ذهب مع الريح)
فيلمه الذى حطم شباك التذاكر فى جميع أنحاء العالم مع بداية
الحرب العالمية الثانية ٠٠ وهو نموذج النجم المفتن به والذى يسير على دربه النجوم بعده !!
ولعل حسين صدقى اهتم بالشكل وبالمظهر المرتب على طريقة وسماء عصره فى السينما
العالمية وخصوصا الهوليودية
امثال ( روبرت تايلور – جارى كوبر- روبرت مونتجمرى – جون
جيلبرت ) وغيرهم .كما أصدرت الكاتبة الأمريكية (مارجريت
ميتشيل ) روايتها الوحيدة ( ذهب مع الريح ) التى تحولت إلى الفيلم الأشهر الذى حمل نفس الاسم ولمع فيه أسطورة كلارك جيبل كساحر للنساء ويردد الرجال مقولته الشهيرة (بصراحة
ياعزيزتى – أنا لااجلب اللعنة )٠٠
واستطاعت ( أمينة محمد ) أن تجعل ( حسين صدقى ) بطلا على الشاشة لاول مرة بعد ان نجح فى الاختبارات الاولى التى أجراها المصور الفرنسى ( ديفيد
كورنيل ) ليقف أمامها فى فيلم
( تيتاونج ) عام ١٩٣٧
وكما ولد حسين صدقى على أعتاب الحرب العالمية الأولى ٠
تشاء الأقدار أن يكون ميلاده السينمائي الثانى على أعتاب الحرب العالمية الثانية ٠٠
والحروب تعلم البشر أن يحبوا التفاصيل ويروا صورة الله
فى كل شىء ٠٠
المراجع :-
١) حسين صدقى :- الملتزم :-
للكاتبة : ناهد صلاح
٢) مقالة فى مجلة ( الكواكب)٠
والى اللقاء مع الجزء الثانى مع
الفنان ( حسين صدقى )
واعظ السينما
شيخ فى جلباب ممثل
حسنى طلبة
نائب رئيس تحرير جريدة تحيا
مصر حرة
ععع