الجزء الثالث من :-
بدايات السينما المصرية
كتب : حسنى طلبة :-
الفنانة / عزيزة امير
فى منتصف ١٩٢٦ وصل مبعوث من ( شركة ماركوس وستيجر بباريس ) إلى القاهرة وهو ( المخرج وداد عرفى ) من اصل تركى ٠ وجاء من أجل صنع فيلم روائي فى مصر ٠
ولكن تلك المحاولة لم يتم لها النجاح لذا عاد إلى باريس دون إتمام المحاولة الأولى ٠
ويعاد وداد.عرفى ويحضر مرة ثانية للقاهرة من أجل صنع فيلم يتناول سيرة النبى محمد ٠ وقد تم ترشيح عملاق المسرح المصرى ( يوسف وهبى) ولكن هذه المحاولة قوبلت بهجوم قوى من المؤسسات الدينية ٠ ولم يستسلم وداد عرفى فكرح اخراج ( فيلم ليلى ) ١٩٢٧ ولكن تم استبعاد وداد عرفى عن اخراج الفيلم ٠
وهنا ظهرت ( الفنانة عزيزة امير ) وكانت فنانة مسرحية متألقة ٠ فوجدت فى السينما استكمالا لطموحاتها فى رحاب الفن وتحقيق نجومية تتجاوز عالم المسرح الضيق ٠
فقدم لها وداد عرفى مشروع فيلم.ليلىةعلى أن يقوم بالبطولة أمامها وإخراج الفيلم أيضا ٠ أكن بعد تصوير جزء كبير من الفيلم دبت الخلافات بينهما ٠٠وبعد ان
خسرت عزيزة امير أموالا طائلة ٠
وجدت أن تعتمد على نفسها فى بطولة وإخراج الفيلم واستعانت بتصوير الفيلم.الى تلميذ كلا من :
دوريس واورفانيللى المصور الاسكندراني الايطالى الجنسية
( توليو كبارينى) وتحول بدروم فيلا عزيز امير إلى ورشة عمل ٠
وتكاتف العاملين بالفيلم من أجل إتمام الفيلم وتقديمه إلى المشاهدين بشكل يليق بالنجمة المسرحية الكبيرة عزيزة امير ٠
وبالفعل تم عرض الفيلم فى
١٦ نوفمبر ١٩٢٧ بسينما متروبول
وكان النجاح مدويا ولقى استحسان النقاد والمشاهدين ٠وقد ذكر بأن ( طلعت حرب باشا) بعد.مشاهدته للفيلم أنه صرح لعزيزة امير أنها قدمت عملا يعجز عنه الرجال ٠
فيلم (ليلى) كان بداية قوية لعزيزة امير ونجاحه كان حافزا لها فى الاستمرار فى هذا العالم الجديد.٠ عبر شركتها ( ايزيس
فيلم )!وتقديمها لافلام تالية لها٠
ايضا اسفر هذا النجاح عن غيرة زميلاتها فى عالم المسرح فى الولوج إلى عالم السينما بعد ذلك ومنهم ( فاطمة رشدى /بهيجة حافظ / أمينة محمد وأخريات )٠
قائمة افلام عزيزة امير
١) ليلى ١٩٢٧
٢) .بنت النيل ١٩٢٩
٣). كفرى عن خطيبتك. ١٩٣٣
٤). بسلامته عايز يتجوز. ١٩٣٦
٥). بياعة التفاح. ١٩٣٩
٦). الورشة. ١٩٤٠
٧). ابن البلد. ١٩٤٢
٨). وأدى النجوم. ١٩٤٣
٩). ابنتى ١٩٤٤
١٠). حبابه ١٩٤٤
١١). الفلوس. ١٩٤٥
١٢). شمعة تحترق. ١٩٤٦
١٣). هدية. ١٩٤٧
١٤). فوق السحاب ١٩٤٨
١٥). نادية. ١٩٤٩
١٦). قسمة ونصيب ١٩٥٠
١٧). امنت بالله ١٩٥٢
ابراهيم وبدر لاما
فى عام ١٩٢٦ تصل إلى ميناء الإسكندرية إحدى السفن وعلى متنها.اثنان من الركاب يتميزان بأناقة شديدة وخليط ما بين الملامح الأوربية والشرقية ٠
كان الوصول بهدف الإقامة فى المدينة الساحلية المصرية ذات الملامح الاوربية ٠ والى جانب الإقامة كان هناك.هدف اخر هو إقامة مشروع سينمائي فى مدينة السينما ،،،
المخرج (توجو مزراحى )
١٩٣٠
اذا تكلمنا عن بدايات صناعة فيلم مصرى متكامل الأركان ٠ فنحن إذن نتكلم عن المخرج
( توجو مزراحى) مصرى الجنسية ٠ يرجع إليه الفضل فى استثمار كل ما قدمه الرواد فى السينما المصرية ٠ ثم أضاف إليها
فن صناعة جديدة تحمل الكثير من التطور إلى الافضل ٠
تجربة توجو مزراحى تستحق الإشادة ودراسة مستقلة بذاتها ٠
والمخرج الفنان توجو مزراحى من مواليد الإسكندرية مصرى الجنسية والديانة يهودى !!
وهو من عائلة من أثرياء الإسكندرية الذين يعملون بتجارة
الاقطان والمنسوجات ٠ وهى عائلة يهودية انتمى إلى المدينة التى احتوت كافة الملل والجنسيات والأديان ٠
وتوجو مزراحى وهو شاب فى الخامسة عشرة من عمره يتخذ قرارا بالسفر إلى أوربا وتحديدا عام ١٩٢٠ فى جولة استمرت حوالى ثمانى سنوات ٠ كانت محطاته ( إيطاليا – فرنسا – المانيا ) تعرف فى كل بلد.منها على فن السينما ٠ أقترب من صناعتها وفنانيها ٠ انخرط فى دهاليز كل ما يتعلق بتلك الصناعة ( استوديوهات – مبدعين – فنيين ) الم بكل حرفية العمل السينمائي ٠
ثم عاد.من للتجهيز لمشروعه السينمائى المتكامل ٠
وأمام إصرار والحاح الابن توجو تتكلم الأسرة مع أحد الاصدقاء ( ادوارد بهنا ) أحد أثرياء المدينة ويعمل فى تجارة المنسوجات والاقطان إلى تجارة الدخان ٠ ويتفق الأسرة وبهنا على أن يمنح ادوارد بهنا قرضا إلى توجو من أجل إقامة مشروعه السينمائى ٠
البداية كانت إقامة استوديو فى منطقة باكوس بالإسكندرية – شارع حجر النواتية – وسط مدينة الإسكندرية ( وهى سينما
ليلى وحاليا معرض للسيارات )٠
ويتم تجهيزه بمعدات التصوير /
الإضاءة/ ورش نجارة لأعمال الديكورات إضافة إلى مكتب ادارى٠ ولأنه ورث عن الأسرة فن الإدارة إلى جانب موهبة وطموح
وايضا خبرات اوربا التى اكتسبها
يبدأ فى التجهيز لاول أفلامه السينمائية لقصة كتبها بنفسه واضاف إليها السيناريو والحوار
بل وقرر أن يقوم أيضا بالتصوير والإخراج ٠
وكان فيلمه الاول ( الكوكايين
عام ١٩٣٠ ٠ وشعر توجو مزراحى أن الطريق الى عقل المشاهد ياتى عبر مخاطبته بلغة بسيطة غير متعالية ٠ وان طرح الموضوعات التى تمسه بشكل مباشر هو سر النجاح ٠
ويذكر مدير التصوير الرائد
( محمود نصر) فى حوار صحفى ان شقيقه الأكبر واستاذه فى عالم التصوير السينمائي ( عبد الحليم نصر) كان قد ترك العمل باستوديو الفيزى لخلافه على الأجر مع اورفانيللى ! وتقابل بالصدفة مع توجو مزراحى الذى
يعرفه من خلال الوسط الفنى ٠ والذى عرض عليه العمل معه فى استديو توجو ٠ ويكمل ويقول كناونقوم نحن الثلاثة بكل الأعمال داخل الاستوديو من كنس الاستوديو إلى أعمال النجارة الخاصة بلديكورات
ثم الإضاءة وانتهاء بتصوير الفيلم ٠ ثم اقوم بحمل بكرة الفيلم والذهاب بها مستقلا ترام
الى استوديو الفيزى لعمل الطبع
والمونتاج ٠
ثلاثة أفراد ( توجو مزراحى –
الاخوان عبد الحليم ومحمود نصر)؛يقومون بكل هذه الأعباء من اجل افلام سينمائية بهذا القدر من الاتقان ودقة الصنع من خلال مجهودات جسدية وذهنية
تتطلب توافر عشرات العاملين ٠
لكن العمل يتم فى يسر وحب يغلف الأجواء المحيطة بهم ويتطور من فيلم لآخر للوصول
الى الافضل دائما فى أفلامهم الناجحة الرائعة ٠
ظل هذا الثالوث طيلة تسع سنوات كاملة فى مدينة الإسكندرية قدموا فيها نجوم ونجمات احتلوا مكانة لائقة فى الساحة السينمائية واصبحوا من
نجومها الكبار أمثال :-
١) ( الفنان / على الكسار ) وشخصيته الشهيرة عثمان عبد الباسط – بربرى مصر الاول ٠
ونقلها توجو فى افلام مثل :-
سلفنى ٣ جنيه – الف ليلة وليلة –
على بابا والاربعين حرامى وغيرها ٠
٢) ( فوزى وإحسان الجزائرلى) ثنائى كوميدى ٠ بداياتهم فى افلام مع الفيزى اورفانيللى ٠ استغل توجو مزراحى نحاحهم فى عالم المسرح ٠ وتجاربهم الاولى السينمائية ليقدم من خلالهم مجموعة من الأفلام الروائية الطويلة التى حققت نجاحات مذهلة مثل :-
( الدكتور فرحات – المندوبان –
الباش مقاول – الفرسان الثلاثة)
٣) ( ليون انجل – الشهير بشالوم ) على أنه توزع اعمال شالوم السينمائية بين الفيزى وتوجو مزراحى إلا أن افلام توجو كانت مميزة ومنها :-
( ٥٠٠١ – المندوبان – العز بهدلة –
شالوم الترجمان ٠ وغيرها )٠
توجو مزراحى ومرحلة القاهرة
فى نهاية عام ١٩٣٩ يقوم توجو بتصفية استوديو توجو بالإسكندرية وجميع أعماله السينمائية بالمدينة وينتقل بالنشاط إلى العاصمة – القاهرة –
ليبدأ مرحلة جديدة من مسيرته السينمائية حيث الاضواء والإعلام ( الصحافة ) مع تواجد
صناعة للسينما على وجه الخصوص بعد إنشاء استوديو مصر ٠ ،،،
يستأجر توجو استوديو ( يوسف وهبى) بالجيزة ٠ ويستكمل مسيرته الفنية ٠٠
توجو مزراحى وليلى مراد
قدم توجو مزراحى للفنانة ( ليلى مراد ) ستة افلام من إخراجه أصبحت فيها وبعدها واحدة من أشهر نجمات السينما المصرية ٠
ساعد فى نجاحات الثنائى ( توجو وليلى مراد) عناصر
مكملة تتلخص فى إنارة الوجه /الظلال/ الزواية المناسبة مع تقاس للصورة وقد ساعد هذا فى تقديمها للمشاهد فى أفضل صورة ٠ ويعود الفضل فى هذا إلى مدير التصوير عبد الحليم نصر الذى رافق توجو فى رحلته
السينمائية ٠
توجو مزراحى وام كلثوم
وصل توجو مزراحى إلى أسطورة الغناء العربى ( ام كلثوم
لفيلم ( سلامة ) وهو من أواخر أفلامه فنجد كل الخبرات السابقة لتوجو مزراحى ٠ حيث أن القصة من التراث ٠ تحكم كامل فى توجيه الممثل من حيث سلاسة ونعومة الأداء التى تناسب الفيلم الغنائي والسينمايى بشكل عام ٠الى جانب تكوين الكادر يتميز بجمال الصورة والتى سبق وأن قدمها فى افلام سابقة ٠
ثمانية عشرة فيلما قدمها توجو مزراحى فى مدينة القاهرة فى الفترة من عام ١٩٣٩ حتى عام ١٩٤٦ شىء مذهل وكم كبير من الابداع السينمائي لم يقدم عليه غيره وخلال عاميين متتاليين يكتفى توجو بالانتاج السينمائي يعقبه توقف كامل عام ١٩٤٨ ٠ الذى يرحل فيها عن مصر
نهائيا متوجها إلى إيطاليا مكتفيا
بما قدمه للسينما المصرية من ابداعات خلاقة متميزة ٠ وظلت علاقته بفن السينما متوقفة فى إيطاليا حتى وفاته عام ١٩٨٦
قائمة افلام توجو مزراحى
١) الكوكايين ١٩٣٠
٢) ٥٠٠١ ١٩٣٢
٣). اولاد مصر ١٩٣٣
٤) المندوبان ١٩٣٤
٥) الدكتور فرحات. ١٩٣٥
٦). شالوم الترجمان. ١٩٣٥
٧). البحار ١٩٣٥
٨). ميت ألف جنيه. ١٩٣٦
٩). غفير الدرك ١٩٣٦
١٠). العز بهدلة. ١٩٣٧
١١). شالوم الرياضى. ١٩٣٧
١٢). الساعة ٧ ١٩٣٧
١٣). التلغراف. ١٩٣٨
١٤). أنا طبعى كده. ١٩٣٨
١٥). عثمان وعلى. ١٩٣٨
١٦). ليلة ممطرة ١٩٣٩
١٧). سلفنى ٣ جنيه. ١٩٣٩
١٨). الباش مقاول ١٩٤٠
١٩). قلب امراءة ١٩٤٠
٢٠). الفرسان الثلاثة ١٩٤٠
٢١)! ليلى بنت الريف. ١٩٤١
٢٢)على بابا والاربعين حرامى٤٢
٢٣). ليلى ١٩٤٢
٢٤). الطريق المستقيم١٩٤٣
٢٥). تحيا الستات. ١٩٤٣
٢٦). ليلى فى الظلام ١٩٤٤
٢٧). كدب فى كدب ١٩٤٤
٢٨)نور الدين والبحار والثلاثة
١٩٤٤
٢٩). سلامة ١٩٤٥
٣٠). تحيا الرجالة ١٩٤٥
المراجع :-
١) بدايات السينما المصرية
للكاتب / سامى حلمى
٢) تاريخ السينما فى مصر
للكاتب /.أحمد الحضرى
٣).تاريخ السينما فى العالم
للكاتب / جورج سادول
٤) رسالة فى تاريخ السينما
العربية
للفنان / جلال الشرقاوى
والى اللقاء مع الجزء الرابع والاخير من بدايات السينما
المصرية ٠
حسنى طلبة
نائب رئيس تحرير جريدة تحيا
مصر حرة