مارى كوينى
إحدى رائدات السينما المصرية
كتب : حسنى طلبة :-
آسيا داغر
جاءت ( آسيا داغر ) اسمها الحقيقى ( ألماظة داغر ) من لبنان عام ١٩٢٢ إلى القاهرة واستقرت لدى عمها الكاتب الصحفى( اسعد داغر ) والذى كان يعمل بجريدة الأهرام ٠ وكانت اسيا ذات ميول فنية وساعدتها ثقافتها الفرنسية والجو الادبى والفنى فى منزل عمها اسعدداغر الذى تولى عام ١٩٢٧ رئاسة تحرير ( محلة مصر الحديثة المصورة) وهى محلة ذات ميول فنية ٠!
تقدمت اسيا إلى الفنانة ( عزيزة امير ) للعمل ( كومبارس) فى فيلم (ليلى) ٠ ولم يكن من الصعب على المخرج ( وداد عرفى) اقناع اسيا بأن تنتج فيلما وتقوم ببطولته لأن وداد عرفى كان مديونا ووجد فى آسيا إنقاذ لديونه المتعثرة !! ووافقت اسيا
ولكنها وجدته يتهرب !! فاضرت إلى تسديد.ديونه وإنتاج الفيلم على حسابها إلتى تجاوزت تكاليفه ال١٠٠٠ جنيها
ومع كل هذه الظروف التى تتشابه أحداثها مع فيلم ليلى فإن الفيلم استكمل وعرض فى ١٩٢٩/٥/١ وهو يحمل اسمين بجوار اسم اسيا ٠ أولهما ( أحمد.جلال ) الذى استعانت به اسيا فى استكمال اخراج الفيلم ٠
كما سبق وأن استعانت به عزيزه امير لإنقاذها من جهل وداد عرفى ٠ والاسم الثانى فهو ( مارى كوينى ) وقد.كانظجديدا على الحياة الفنية.والتى أدت عدة مشاهد فى هذا الفيلم ٠
ومن رحم هذا الفيلم ٠ ولد الثالوث ( اسيا / مارى كوينى /
أحمد جلال ) الذى أثرى حياتنا
الفنية إنتاجا وتاليفا وإخراجا وتمثيلا.وتطورا فى صناعة الفيلم
أو السينما بوجه عام ٠ وسيرتبط هذا الثالوث معا بدءا من هذا الفيلم حتى عام ١٩٤٠ تقريبا ٠ مكونا اول وأشهر ثلاثى فنى فى تاريخ السينما المصرية ٠
مارى كوينى
قال عدد من الصحفيين والنقاد أن أسباب ظهور الفنانة مارى كوينى على الشاشة لأنها قريبة للفنانة اسيا ٠ فلذلك احضرتها اسيا من لبنان توفيرا للنفقات !!
ولكن المؤكد ان جمال وبراءة هذه الفتاة مارى كوينى ذات ١٢ عاما هى التى استلفتت نظر وداد عرفى فرشحها للدور !! فى حين أن مارى كوينى قد صرحت أن الذى رشحها للدور هى خالتها اسيا ٠
مارى كوينى من مواليد ( قرية تنورين ) باعلى جبل لبنان ولدت
١٩١٦/١١/١٣ جاءت مع والدتها ( مريم داغر ) واختها ( هند ) إلى القاهرة بعد وفاة والدها ٠
( بطرس يونس ) الذى كان مزارعا يملك قطعة أرض يفلحها بنفسه ٠ واقاما فى منزل ابن العم
اسعد داغر وقد سبقتها خالتها آسيا داغر الحضور إلى القاهرة ٠
التحقت مارى بمدرسة ( سان فنسان دى بول ) حيث حصلت على شهادة ( السير تيفيكا ) الفرنسية وذلك أثناء ممارستها التمثيل ٠ ثم تفرغت للتمثيل ٠
و قفت عند هذا الحد التعليمى ٠
وقد قامت كلا من الام وابنتها هند بالتمثيل فى بعض الافلام ٠ ولكن الام توقفت بعد فترة قصيرة ثم تلتها الاخت الكبرى هند عندما تزوجت ٠ ولكن مارى استمرت فى طريقها طويلا ولم تتوقف ٠
ارتباط الثلاثى ( اسيا / مارى كوينى / أحمد جلال سينمائيا
كان ارتباط الثلاثى ( اسيا/ مارى كوينى / أحمد جلال ) ارتباطا مدهشا فى الوسط الفنى
تقبله الجميع باعتباره مجموعة عمل ناجحة ٠ تحقق كل عام فيلما أو أكثر ناجحا وحيدا على المستويين الفنى والجماهيرى٠
فخلال الفترة التى بدات عام
١٩٣١ – إلى ١٩٤٠ عند تقديم فيلم
– فتاة متمردة – كان التماسك والتحالف بين الثلاثى وثيقا جدا ٠ فلم يشترك اى واحد منهم فى اى عمل فنى خارج هذا التحالف٠
ولكن الأمور دائما لها أحكامها. وقائعها ٠ ففجاة يتقدم أحمد.
جلال لخطوبة مارى كوينى ٠٠
وكان الوسط الفنى يعتقد وقتها أن أحمد.حلال يحب اسيا٠
لذا عندما تقدم أحمد.جلال لخطوبة مارى كوينى كانت مفاجأة لها ٠ وللوسط الفنى ٠
وطلبت مارى مهلة للتفكير ٠ فالزوج يكبرها باكثر من عشرين سنة ٠ هذا من ناحية ٠ ومن ناحية ثانية فارق الدين ٠ فمارى مسيحية ٠ وأحمد مسلم !!
ومن المؤكد أن المفاجأة لم تكن تامة لمارى كوينى ٠ فمما لاشك فيه أن العشرة خلال فترة العمل التى تزيد عن عشر سنوات
الالتصاق الحميم خلال العمل أثناء فترات التمثيل ٠وعمل المونتاج ٠ واللقاءات المستمرة ٠.
والرفقة الدائمة فى السفر الى الخارج ٠ والعمل المكتب. والفنى
لاشك أن كل هذا اوجد نوعا من الالفة والتقارب ٠ نوعا من الإعجاب أو الحب ٠ لاشك أن مارى كوينى أحست بذلك من خلال اهتمامات وتصرفات ورعاية أحمد لها ٠
لكن المفاجأة الكبرى ٠ والحقيقية جاءت من خلال موافقة مارى ٠
ثم المفاجأة الأكبر موافقة ام مارى وخالتها على الزواج ٠
ربما لسهولة مثل هذا الزواج وطبيعته فى لبنان ٠ ربما أيضا لتقطع اسيا كل شك فيما كان
( يقال ) عن حب أحمد.جلال لها
لكن ربما أيضا خوفا من أن يتركهما ٠ ويعمل لدى غيرهما ٠
لكن بالتأكيد جاءت الموافقة بعد تاكدهما من رضى ترحيب مارى بهذا الزواج ٠
وفى ليلة رأس السنة من عام ١٩٣٩ تم خطوبة مارى. أحمد أعقبها على الفور فى ١٠ مارس عام ١٩٤٠ الزواج على أن يحتفظ كل منهما بدينه ٠
وتؤكد مارى ذلك بما نشرته عام ١٩٥٣ ( بالمجلة العالمية للسينما )
أدى الاتصال المستمر ببنى وبين أحمد ٠ وكذلك المجهود الشاق الذى بذلناه ك. نصل إلى النجاح
أدى إلى .هور ب أدر الحب فى قلبنا ٠
ولكن قبل الزواج ٠ كان أحمد جلال يعد لمارى فيلم ( فتاة متمردة ) فى هذا الفيلم لم يمثل أحمد.دور العاشق لآسيا أو لمارى كوينى كما تعود أن يفعل فى بعض الافلام السابقة ٠. لم تشترك اسيا بالتمثيل فى الفيل ٠ بل اكتفت بالانتاج فقط ٠ ربما لم ترضى اسيا أن تمثل أو تظهر فى دور الأم أمام مارى كوينى ٠ فقد.كانت دائما اختها أو غريمتها
فى من تحب ٠
ومن الملاحظ أن معظم الافلام التى اشترك فيها هذا الثلاث. الناجح ٠ كانت مارى كوينى كانت تقوم بعمل مونتاج الافلام بجاتب التمثيل ٠. قد اجادت إجادة تامة فى المونتاج
والتمثيل ٠
اولا :- افلام مارى كوينى – ممثلة
١) فيلم ( غادة الصحراء )١٩٢٩
اخراج :وداد عرفى/ أحمد.جلال
تاليف : وداد عرفى
المونتاج : أحمد.جلال
بطولة : اسيا / وداد عرفى/ صبرى فريد /النابلسى/مارى كوينى/ فريد بك خيرى ٠.
عرض الفيلم فى ١٩٢٩/٥/١ بسينما متروبول بالقاهرة ٠
٢) فيلم ( الكوكايين ) ١٩٣١
اخراج : حسن الهلباوى
بطولة : اسيا / مارى كوينى/
النابلسى/ حسن كمال /
د٠,محمود رشوان
انتاج : وزارة الداخلية
٣) فيلم ( وخز الضمير ) ١٩٣١
قصة وحوار ومساعد سيناريو
ومساعد اخراج. أحمد.حلال
سيناريو وإخراج : ابراهيم لاما
انتاج : اسيا – لوتس فيلم
بطولة : اسيا /.أحمد.جلال /.
مرجربت/مارى كوينى/
النابلسى/منسى فهمى ٠
وتم عرض الفيلم.١٩٣١/١١/٢٥ بسينما جومون بلاس بالقاهرة ٠
٤) فيلم ( عندما تحب المرأة)٣٣
تاليف وإخراج : أحمد.جلال
مونتاج : مارى كوينى
انتاج : اسيا – لوتس فيلم
بطولة : اسيا /.مارى كوينى /
أحمد جلال / يحيى طاهر
منير فهمى/سامى سعيد ٠
تم عرض الفيلم ١٩٣٣/٣/٢٧ بسينما فؤاد.بالقاهرة ٠
ويتابع النقد الفنانة ( مارى كوينى ) وتكتب محلة ( العروسة
هكذا ظهرت الفتاة النابهة كوبنى كأحسن ما يكون لممثلة جديدة واعدة ٠ ويفوز الفيلم بجائزة أحسن فيلم سينمائي عرض فى عام ١٩٣٣ ,( تقييم مجلة فن السينما المصرية ) الذى أصدرته جمعية النقاد السينمائيين عام ١٩٣٣
وفازت الفنانة اسيا بجائزة أحسن ممثلة عن هذا الفيلم ومبلغ ٥٠ جنيها مكافأة لها فى أول جوائز مادية تقدمها الدولة للمبدعين فى الفن السينمائي ٠
٥) فيلم ( عيون ساحرة)١٩٣٤
قصة وإخراج : أحمد.جلال
انتاج. : آسيا – لوتس فيلم
مونتاج : مارى كوينى
بطولة : اسيا / مارى كوينى/
أحمد.جلال/يوسف صالح
تم العرض الأول للفيلم فى ١٩٣٤/٢/٨ فى سينما فؤاد بالقاهرة ٠
فى هذا الفيلم يقوم المخرج أحمد.جلال بعمل توازن بين الأدوار بحيث تكاد البطولة تنحصر بين اسيا ومارى كوينى وهو وسط بين الاثنتين ٠
وقررت الرقابة فى ذلك الوقت بتر ما يقرب من نصف الفيلم وهذا ما كتبته ( مجلة الكواكب )
بحجة أنه لا يصح أن يعرض على الجمهور شريط تقوم حوادثه على إعادة الحياة لرجل ميت !!فلم يبق. من شريط الفيلم شيء يستحق الاهتمام !!
ثم يكتب ( عبد الرحمن نصر ) فى العدد التالى من مجلة الكواكب يهاجم وزارة الداخلية من موقفها تحت عنوان ( وزارة الداخلية بين السينما واوامر الدين ) ٠ وفى نفس العدد ينفى رجال الدين أن الداخلية اخذت رأيهم ٠ وأنها لا تسألهم فى مثل هذه المواضيع !!
وفى الملاحظات عن التمثيل فى هذا الفيلم أكد النقاد أن الفنانة مارى كوينى استطاعت أن
تؤدى دور حياة الفتاة بائعة اليانصيب الفقيرة برعت فى هذا الدور ٠ والتطور فى الأداء مما جعلها تقف على قدم المساواة مع بين شهيرات كواكب هوليود كما ذكر ( ناقد محلة الكواكب ) ٠
وهكذا من دور الى اخر وتمثيل شخصيات مختلفة تتأكد.مكانة الفنانة الصغيرة مارى كوينى ٠ وعندما قام ( الناقد سعد الدين توفيق ) ليؤرخ قصة السينما فى مصر ) يقف طويلا أمام عيون ساحرة ٠ ويقول من التجارب الناجحة فى بدايات السينما الناطقة فيلم عيون ساحرة الذى الفه وأخرجه أحمد.جلال عام ١٩٣٣ كان أول فيلم مصرى من نوع الخيال العلمى ٠وهذه جرأة غير عادية من المخرج أحمد.جلال لاقدامه على تقديم فيلم من هذا النوع فى وقت مبكر قبل أن تظهر الاستوديوهات الكبيرة المجهزة بالالات الحديثة )٠
قد تم اختيار فيلم ( عيون ساحرة الرابع عند اختيار لاحسن ١٠٠ فيلم مصرى خلال الفترة. من١٩٢٩ حتى ١٩٦٩ .
المراجع :-
١) مارى كوينى
للكاتب /. محمد عبد الفتاح
٢) تاريخ السينما فى مصر
للكاتب / أحمد الحضرى
٣). رسالة فى تاريخ السينما
المصرية
للكاتب / جلال الشرقاوى
٤) عدة اعداد.من مجلات :-
-. الكواكب
-. الاستوديو
-. العروسة والفن السينمائي
-. السينما والتاريخ
والى اللقاء فى الجزء الثانى من :
( مارى كوينى –
إحدى رائدات السينما المصرية)
حسنى طلبة
نائب رئيس تحرير جريدة تحيا
مصر حرة
إ