728x90
728x90
previous arrow
next arrow
أخبار مصر

ياسر فريد يكتب: خلافات السد بين المنبع والمصب

الخلاف يكمن في نظام الملء والتشغيل لا على بناء السد نفسه

728x90
728x90
previous arrow
next arrow

بقلم ياسر فريد فضل الله
المنسق العام ومسؤول الإتصال السياسي

يعرف سد النهضة الأثيوبي بأنه سبب للخلاف بين الجانب المصري السوداني (دول المصب) من جهة ، وبين الجانب الإثيوبي ( المنبع ) من الجهة الأخرى

ونظراً لأن الخلاف يكمن في نظام الملء والتشغيل لا على بناء السد نفسه ، فمصر دولة محبة للخير والتنمية لكل بلدان العالم ، ولا تألوا جهدا في دعم أي دولة على مدار تاريخها

تعالوا بنا أولا نتعرف على سبب هذا الخلاف على مدار العقد الماضي وما اتخذته القيادة السياسية المصرية من قرارات مقابل التعنت الإثيوبي ، وقوة رد فعل الخارجية المصرية

أولا : لكي تفهم القصة وجب عليك أن تعرف أسباب بناء هذا السد ، والدول الممولة له ، وما هي أسباب رفض كل من مصر والسودان لنظام الملء والتشغيل المنفرد من جانب أثيوبيا ؟ ، ولماذا تتهرب أثيوبيا دائماً وتصر على نظام الملء المنفرد من جانبها ؟

– يجب علينا أن نعلم جيداً أن سبب بناء السد الظاهر والمعلن هو توليد الكهرباء ، أما الباطن فهو سبب سياسي الغرض منه إضعاف قوة مصر والتدخل في كل قراراتها عن طريق الضغط عليها بالسيطرة على منابع النيل الذي هو شريان الحياة بالنسبة لمصر
وهذا ما جعل كل الدول المعادية لمصر أمثال إسرائيل وتركيا وأمريكا وقطر وبريطانيا تقوم بعملية التمويل والإشراف والتواجد داخل العمق الاستراتيجي الأفريقي متخذين من القنوات الفضائية الصهيونية أمثال الجزيره وال CNN وغيرها منبراً لتشويه الدولة المصرية عالمياً ، وقلب الحقائق ، وغلط المفاهيم لدى الرأي العام العالمي لتمرير العديد من القرارت السياسية والجيوسياسية التي تسبب عائقاً لمصر في عملية التنمية الشاملة التي تقوم بها الدولة بقيادة فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي

وتعنت إثيوبيا المستمر وهي دولة ضعيفة جدا ناتج من دعم الإدارة الأمريكية وإسرائيل ، والحكومة الأثيوبية ما هي إلا أداة في يد الصهيونية العالمية شأنها شأن التنظيم الدولي للإخوان المجرمين ، وسته إبريل ، والاشتراكيين الثوريين ، والحوثيين ، وقطر ، وتركيا ، وزيلينيسكي ، وخلافه

ويبقى السؤال …..
لماذا تصر إثيوبيا على نظام الملء المنفرد ؟
ببساطة شديدة لكي تكون هي المتحكم الوحيد في كمية المياه القادمة لمصر والسودان استعدادا للحظة إضعاف قوة مصر وخاصة بعد فشل مخططاتهم في 25 يناير 2011 وما تلاها من أحداث وفشل المخططات الإرهابية في الداخل وخاصة في سيناء وليبيا والجنوب مع السودان

– نظراً لفطنة ودهاء ومكر القيادة السياسية المصرية لكل هذه المؤامرات والمخططات استطاعت الدولة المصرية أن تطيل أمد المفاوضات عبر السنين الماضية حتى تكتسب ثقة العديد من البلدان العربية والغير عربية وإن تستعد عسكرياً واقتصادياً وأمنيا لأي خطوة تالية حتى استطاعت أن تستعيد قوتها الإقتصادية والسياسية والعسكرية والأمنية
لذا نراها اليوم تكشر عن انيابها بعد صبر طويل ، ودبلوماسية متزنة خلال عقد كامل من الزمن
حتى كشفت عن وجهها وقوتها ووضعت حدودا وخطوطا حمراء لأمنها القومي مثل الخط الاحمر التي وضعته في سرت الجفرة بليبيا وكذلك في البحر المتوسط وأخيراً إثيوبيا وقد أكدت ذلك في مقولة ( ان مصر أصبح لها درع وسيف )
وقد ظهرت قوة مصر أيضاً في كل أحاديث ورسائل فخامة الرئيس التي تطمئن الشعب المصري ( ما تقلقوس على مصر لأن مصر حتبقى أد الدنيا ، وانتم عندكم جيش مش ممكن يعطشكم أبداً ، ومصر ما بتنساش اللي وقف جنبها وكمان ما بتنساش اللي وقف ضدها وكله هيتحاسب والله كله هيتحاسب ) وكذلك في تغير السياسة السودانية تماماً ، ومحاصرة إثيوبيا من كل الاتجاهات عن طريق الإتفاقيات العسكرية المشتركة بين مصر ودول حوض النيل ، وموقف الدول العربية من مصر وإعلانها الرسمي للوقوف معها ضد أي تهديد لأمنها المائي
أخيرا : يأتي رد الخارجية المصرية بقيادة الفارس المخضرم معالي الوزير سامح شكري ليؤكد على قوة الجمهورية الثالثة التي أسسها عزيز مصر عبد الفتاح السيسي ، الذي يعتبر تعنت الجانب الإثيوبي أمر مؤسف وتأكيده عل أن مصر اتخذت كافة السبل على مدار السنوات الماضية ووضعت الإتحاد الأفريقي ومجلس الأمن والعالم كله أمام مسؤولياته ليتحملوا نتيجة ما سوف يحدث من تداعيات تؤثر على منطقة الشرق الأوسط بوجه خاص وعلى العالم بوجه عام
لأن مصر سترد بالطريقة التي تحفظ لها حقها ولن تسمح لأي من كان المساس بأمنها المائي
أخيراً …. تكمن مسؤليتنا كمثقفين وإعلاميين ومؤسسات مجتمع مدني وأحزاب وشعب أمام هذه التحديات في نشر الوعي وتصحيح المفاهيم الخاطئة ، وبث روح التفاؤل ، والاصطفاف خلف القيادة السياسية بكل قوة وتقديم الدعم الغير مشروط لقيادتنا الرشيدة .

حفظ الله مصر قيادة وشعباً ومؤسسات وسائر أمتنا العربية

ياسر فريد محمد

اظهر المزيد
728x90
728x90
previous arrow
next arrow
زر الذهاب إلى الأعلى