التبحر مع صاحب مقولة ﴿ فَصَبرٌ جَميلٌ وَاللَّهُ المُستَعانُ عَلى ما تَصِفونَ﴾
سيدنا يعقوب هو ابن اسحاق ابن ابراهيم عليهم السلام
بقلم : حنان الجيزاوي
( سيدنا يعقوب أبو يوسف عليهما السلام) قصته كانت أعظم قصص الصبر في التاريخ …… هو أول من بنى بيت المقدس في فلسطين ، وجدده فيما بعد سيدنا سليمان من ذرية يعقوب يطلق على سيدنا يعقوب اسم ” اسرائيل ” … يعني عبد الله في اللغة العبرية …. واتذكر بالاسم ده مرتين في القرآن الكريم مشهد ضروري تعرفه قبل القصة …. ? في حديث ضيف ابراهيم… ستنا سارة العراقية زوجة سيدنا ابراهيم مكنتش بتخلف ، وكبرت وعجزت وهي لسا مبتخلفش … صبرت صبر جميل بدون شكوى ، لحد ما ربنا كافئها بمعجزة إلهية وخلفت اسحاق …. الملايكة بنفسهم هم اللي نزلوا للأرض يبشروهم بالخبر السعيد ده…. تخيل مش طبيب مستشفي ، أو ناس عادية بتقولك مبروك جالك ولد لأ !!! دي الملايكة بنفسها هي اللي بتبشر ومش بس كده … قالولها : ( ومن وراء اسحاق يعقوب ) …. خلف سيدنا ابراهيم وستنا سارة النبي اسحاق بعد ما بلغوا من الكبر عتيا…. وعاشوا لحد ما شافوا كمان حفيدهم “يعقوب” اللي اتربى على رجل سيدنا ابراهيم… وده اللي هنتكلم عليه النهارد المشهد الأول ?… ولادة ونشأة سيدنا يعقوب سيدنا اسحاق وزوجته قعدوا من غير خلفة لمدة اربعين سنة ، فدعاله سيدنا ابراهيم بالذرية الصالحة … فرزق الله سيدنا اسحاق بتوأم .. هما العيص .. والد الروم ويعقوب عليه السلام وهو اسرائيل الذي ينتسب له بنو اسرائيل واتسمى يعقوب لإنه أثناء الولادة جاء عقب أخيه اتولدوا في أرض كنعان وهي فلسطين حالي كان العيص شديد الغيرة من أخيه يعقوب …. لإنه حظي بنبؤة النبوه وورث النبوة عن جده ابراهيم وأبيه اسحاق ، وكان أفضل في الصيد ، ولإن ربنا إداله ذكاء أكتر ، وجمال أكتر فكان كل شوية العيص يهدد أخوه يعقوب بإنه هيأذيه …. عشان مش عايز يعقوب يتحب أكتر منه فأمرت الأم يعقوب انه يذهب إلى خاله في العراق ” الأرض الأصلية لجده سيدنا ابراهيم ” لحمايته من غدر العيص المشهد الثاني … Leya & Rachel ? وصل سيدنا يعقوب العراق …. في العراق هتحصل قصة حب جميلة جدا … سيدنا يعقوب شاف بنات خاله … الكبيرة اسمها ” ليا ” … Leya والصغيرة اسمها ” راحيل ” .. بالانجليزي Rachel حب سيدنا يعقوب “راحيل” من أول نظرة … لإنها كانت أجمل …. فطلب من خاله يتجوز من “راحيل” …. وافق خاله بس اشترط عليه يشتغل عنده في رعي الغنم سبع سنوات أولا …. بعد ما السبع سنين خلصت …. وفي ليلة الزفاف كشف الغطاء عن وجه العروسة ليجدها “ليا” وليست “راحيل” … فراح لخاله وقاله : ايه السبب اللي خلاك غدرت بيا وتعطيني “ليا Leya ” بدل ” راحيل Rachel ” فأجابه خاله : إن الأخت الكبيرة لازم تتجوز قبل الصغيرة ، ولو عايز تتجوز راحيل اشتغل عندي في رعي الغنم سبع سنين كمان وافق سيدنا يعقوب ، وبعد كده اتجوز “راحيل” اللي كان نفسه يتجوزها من البداية وكان وقتها في الشرع يجوز الجمع في الزواج من أختين ولم يكن محرم. المشهد الثالث … أحلام يعقوب عليه السلام ? كان سيدنا يعقوب نفسه في ولد من راحيل لكن الله شاء إن سيدنا يعقوب يخلف من ليا 6 أولاد …. وتفضل راحيل فترة طويلة بدون خلفة راحيل عارفة ان ليها مكانة خاصة في قلب جوزها عشان كده كانت بتتألم إنها مش عارفة تجيبله ولد وهي عارفة كويس ان زوجها بيتمنى الانجاب منها… تعمل ايه راحيل ؟؟ قدمت لزوجها يعقوب عليه السلام جارية لها عشان يطأها وينجب منها …. وكان أيضا مباح في الشرع وقتها بصفتها ملك اليمين فأنجبت له ذكرين ” دان ” و ” نفتالي ” …. غارت ” ليا ” من ضرتها وأختها راحيل … فوهبت هي كمان جاريتها ليعقوب عليه السلام … فأنجب منها أيضا ذكرين بالإضافة ل6 أولاد كان “يعقوب عليه السلام” أنجبهم من زوجته الأولى ” ليا ” عد معايا كده ولاد سيدنا يعقوب لحد دلوقتي …. وهقولك ليه ضروري تعدهم … يعقوب أنجب من ليا 6 أولاد …. بالاضافة ل2 من جارية ” ليا ” … و2 من جارية “راحيل” كده حصيلة الأولاد عشرة …. إلا إن يعقوب كان طمعان في فضل ربنا أكتر … ودعا ربنه انه يرزقه وينعم عليه بالانجاب ممن أحبها أشد الحب وهي راحيل…. استجاب الله لدعوات يعقوب عليه السلام بعد طول انتظار ، وأنجب أخيرا من راحيل ولدين… هما يوسف عليه السلام وأخيه الأصغر بنيامين عشان كده كان الأب يعقوب يميل ميلا قلبيا ليوسف عليه السلام أكتر من باقي أخواته …. ليه الحب ده كله لابنه يوسف ؟؟!!!! لإنها الفرحة اللي كان مستنيها بعد طوووووول انتظااااااار وشوق من زوجته الحبيبة راحيل….. رغم انه خلف عشرة من قبل كده ، لكن يظل خبر انجاب راحيل أخيرا هو الخبر الأسعد لقلب يعقوب ودي حاجة لا حرج على الأب فيها…. أن يحب ابنا أكتر من باقي اخواته …. لأن القلب بيد مالك القلوب ربنا سبحانه وتعالى اه بيحب يوسف أكتر … بس مبينعكسش ده على معاملة بقية أبنائه ، وبيعاملهم نفس المعاملة عشان كده معلش هقول قصة صغيرة جدا بره سياق قصة يعقوب ويوسف بس مشابهة في المعنى … جاء للرسول عليه الصلاة والسلام رجل اسمه النعمان ابن البشير كان بيحب أحد أبنائه أكتر من الباقيين …. قال للنبي ( أشهدك أني أعطيت أحد أبنائي عطية ) فسأله الرسول عليه الصلاة والسلام ( وهل أعطيت باقي أبنائك مثلها ) فقال ( لا ) … فأجابه النبي : ( لا أشهد الزور ) وبكى النبي وقال ( اتقوا الله واعدلوا بين ابنائكم اذا أردتم أن يكونوا لكم في البر سواء ) ورث يوسف عليه السلام الجمال من أمه العراقية راحيل ، ومن جدته سارة اللي كانت عراقية شديدة الجمال ، جمالها ملوش مثيل يقول الألباني ورث يوسف جمال جدته سارة التي أعطيت سدس الحسن … ويقول ابن اسحاق ذهب يوسف وأمه راحيل معا ثلثي الحسن فتخيل حسن سيدنا يوسف ممكن يكون عامل ازاي ، حسن ملوش مثيل في العالمين. لما سيدنا يوسف عليه السلام كبر وبقى شاب شديد الجمال قص رؤياه على أبيه …. ( إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ ) كده فهمنا بقى ال11 كوكبا دول عدد أخواته … 6 من ليا 2 من جارية راحيل 2 من جارية ليا وأخيه بنيامين اختلف العلماء هل الأولاد ال12 دول هم أسباط بنو إسرائيل .. وألا بحسب التوراة هم 12 آخرين من ذرية يعقوب عليه السلام … لكن اجتمع العلماء أن الأسباط من ذرية يعقوب ، وأنهم هم مؤسسو القبائل الاثني عشر لإسرائيل .. بسم الله الرحمن الرحيم.. { وَلَقَدْ آَتَيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ } .. الجاثية { أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطَ كَانُواْ هُوداً أَوْ نَصَارَى قُلْ أَأَنتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللّهُ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَتَمَ شَهَادَةً عِندَهُ مِنَ اللّهِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ } …. البقرة نقف هنا عند نقطة مهمة جدا…. وهي إن تعدد الزوجات مكنش خير أبدا ليعقوب عليه السلام …. فأولاده ومكايده كانوا سبب في حزنه وألمه وفقده لبصره من الحزن على يوسف وسبب في تعبه المشهد الرابع … عودة يعقوب لفلسطين بعد عشرين سنة رجع يعقوب عليه السلام مع زوجاته الأربعة وأولاده …. وأثناء سيره شعر بألم شديد في رجله ، وقالوله ان ده مرض عرق النسا …. فنذز نذر لربنا انه لو خف من مرضه هيبطل ياكل أشهى طعام بيحبه وهو لحم الإبل ، ويبطل يشرب أكتر شراب بيحبه وهو لبن الإبل وفعلا خف سيدنا يعقوب من مرضه فحرم على نفسه لحم الإبل ، ولبن الإبل فلما بني يعقوب شافوه حرموه على نفسهم كمان ظنا منهم ان ده أمر الله …. عشان كده ربنا سبحانه وتعالى أباح ليهم كل الطعام ( كل الطعام حل لبني اسرائيل إلا ما حرم اسرائيل على نفسه ) يعني اسرائيل ” يعقوب ” حرم لحم الإبل على نفسه بس مش عليهم لماوصل يعقوب عليه السلام ليلا لفلسطين ، جلس لينام قليلا في بقعة طاهرة … فرأى في الرؤية ملائكة تصعد وتهبط من السماء للأرض والعكس ، وأوحى له الله في الرؤية ببناء المسجد الأقصى في نفس المكان اللي نام فيه …. وسمي الأقصى نظرا للبعد عن بيت الله الحرام… وهو بيت الله الثاني بعد المسجد الحرام في مكه المشهد الخامس … مشهد فقد ابنه يوسف ??? فهمنا ليه سيدنا يعقوب بيحب يوسف أكتر وعرفنا قصة الحب العظيمة لراحيل طبعا كلنا عارفين القصة المشهورة …. اخوات يوسف ال10 باستثناء بنيامين كانوا عايزين يخلصوا من يوسف عشان قلوبهم مليانة بالحقد ، لأن أبوهم بيحب يوسف أكتر منهم قالوا يجب أن نتخلص من يوسف ليصبح أبونا خالصاً لنا لا لغيرنا ذهب الأخوة إلى أبيهم قائلين : إننا نحب يوسف مثلك فهو أخونا أجمعين سألهم يعقوب : ماذا تريدون ؟ قالوا لأبيهم : اسمح ليوسف أن يلعب معنا ويفرح وإنا له لحافظون قال يعقوب : أخاف أن تنشغلوا وتتركوه ، فيأكله الذئب وأنتم عنه غافلون فرد الإخوة مستنكرين : كيف يحدث هذا ونحن كثيرون ؟! وافق الأب فذهبوا بيوسف إلى الصحراء كي يقتلوه فأشار عليهم واحد منهم أن يلقوه في البئر ويتركوه ألقوه في البئر .. ثم أمسكوا بقميص يوسف ونزعوه … وذبحوا شاة وأخذوا دمها وجاءوا بالقميص ولطخوه جاءوا بأغنامهم في الليل عشاء يبكون …. قالوا : يا أبانا تركنا يوسف مع أغنامنا وذهبنا نتسابق في الجري مسرعين ولما عدنا من السباق وجدنا الذئب أكله … ونعرف أنك ستكذبنا ولو كنا صادقين قدموا القميص لأبيهم فرآه سليماً غير مقطوع … إلا أن عليه دماء خروف ذبحوه قال بل سَولتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ عرف يعقوب ببصيرة الأب أنهم يكذبون . رد فعل سيدنا يعقوب !!! قال وقتها ( فصبر جميل ) ، قرر يصبر على الابتلاء بدون شكوى وقال بعدها والله المستعان على ما تصفون ياما سمعت آية ( والله المستعان على ما تصفون ) بس مفهمتش معناها ومكنتش بقف عندها لو أولاد سيدنا يعقوب قالوله يوسف مات وسكتوا… أو قالوله اتقتل وسكتوا …. كان هيبقى أرحم من وصفهم المرعب ، انهم يقولوا كده مباشرة من غير مقدمات ” الديب كله ” الوصف اللي يخلي سيدنا يعقوب يتأذي نفسيا من الوصف نفسه ، فيقول وهو بيتألم ( الله المستعان على ما تصفون) طريقة الوصف محتاجة عون من ربنا … إن يتقالك حبيبك اتقطع .. الديب كله مش هتستحمل خبر زي ده إلا بعون كبير من ربنا عشان كده محتاجين نتعلم …. نتعلم يبقى عندنا دم في نقل الخبر السئ … نتعلم يبقى عندنا أخلاق واحنا بنوصف الحالة لشخص معين …. زي مثلا واحد عربية نقل مقلوبة بيه… يمسك واحد الموبايل ويتصل بمراته قال يعني بيعمل خير يقولها : ” الحقي جوزك بسرعة ، مقلوب والعربية فرمته وبينزف تعالي الحقية قبل ما يموت ” وزي مثلا تسأل حد من قرايبك في المستشفى أخبار أبويا ايه.. يردوا عليك : ” يا تلحقه يا متلحقوش ، ده الدكاترة غلبت معاه ، معموله 3 عمليات وبين الحياة والموت ” محتاجين نقول لعديمي الإحساس حوالينا كل يوم أشباه البشر ( الله المستعان على ما تصفون ) فصبر جميل… الصبر الجميل هو ايه ؟؟!! جواب سيدنا الشافعي على السؤال ده… هو الذي لا يكون فيه جزع ، ولا فزع ، ولا شكوى إلا لله. حزن يعقوب على أحب ابنائه ، ومن كثرة البكا فقد بصره …. انتو متخيلين كم الحب!!! متخيلين طيب مشاعر راحيل وقتها اللي كانت بتتقطع على ضياع ابنها من ناحية ، وكانت من ناحية بتتقطع على حزن زوجها اللي كان برضو ليه مكانة عظيمة في قلبها كان حبه ليوسف أقوى من أي شئ … ومرجعش ليه بصره إلا بمعجزة … بعد ما وجد يوسف مرة تانية … وكان في الوقت ده عزيز مصر !. ” إنما أشكو بثي وحزني إلى الله ” .. قالها سيدنا يعقوب حين كان يخفي خلفها ألم فقدان أحب وأقرب الناس لقلبه ، كان يخفي خلفها حزن وفقد واشتياق وصبر ، فلم يخذله ربه ، لم يتركه ، وعاد له غائبه فى النهاية ، وجبر كسره ، ولم يضيع الله صبره ودعائه من هنا يجب أن تعلم أنك مهما طال عليك البلاء فلن ينسى الله دعائك وصبرك عندما قال الله تعالى على لسان يعقوب عليه السلام ” وَلا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ ” كان يريد أن يعلمنا درسا عظيما … إذا انتصرت على اليأس فى داخلك لن يهزمك شيء فى هذه الحياة حين اشتد الحزن على يعقوب وبلغ مداه ، ووصل حدا لا يحتمله بشر….. سجد لله في ليلة من الليالي ، وهو في السجود كان يبكي ويقول : ( يارب ، أما ترحم ضعفي ، أما ترحم شيبتي ، أما ترحم كبر سني ، أما ترحم ذلي ، أما ترحم فقري ) ؟ يقول الله تعالى : { وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ } فأوحى الله إليه : ” يا يعقوب، وعزتي وجلالي وارتفاعي على خلقي ، لو كان يوسف ميتاً لأحييته لك ” ثم جاءته البشرى في اليوم الثاني فقال لأولاده : { قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ } مهما اشتدت عليكم الأزمات ، وضاقت عليكم الأرزاق ، وعصفت بكم الهموم ، والتفت حولكم الكربات ، لاتيأسوا من روح الله أبدًا المشهد الأخير … مشهد وفاة الأب يعقوب ??? بعت سيدنا يوسف إبن يعقوب لأبوه يطلب منه زيارة مصر….. أتى نبي الله “يعقوب” لمصر ، أقام فيها فترة بسيطة في عز إبنه يوسف ، وقبل وفاته وهو على فراش الموت يحتضر جمع أبناؤه كلهم…. وكل اللي كان بيشغل باله هو انه يطمن على شئ واحد .. سألهم : ماذا تعبدون من بعدي؟ قالوا .. نعبد إلهك وإله أبائك ، إلها واحدا ونحن له مسلمون بعدها توفى سيدنا يعقوب عليه السلام ، وكان بلغ من العمر 180 سنة ، وكان يعقوب قد أوصى ابنه يوسف ان يدفنه مع ابيه اسحاق …. وبالفعل بعد وفاته قاد يوسف موكب عظيم ودفنه سيدنا يوسف عليه السلام في مدينة الخليل .. بسم الله الرحمن الرحيم .. { أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُواْ نَعْبُدُ إِلَـهَكَ وَإِلَـهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَـهاً وَاحِداً وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ } .. البقرة الحب ده هبة ونعمة كبيرة من ربنا…. مش كل الناس تعرف تحب ، ومش كل الناس تتمنى الخير لغيرها ممكن يبقوا اخوات وميتمنوش الخير لبعض العيص كان قلبه فيه حقد وسواد تجاه أخوه يعقوب …. كرهه ليعقوب هو اللي خلى الأم تخاف ان العيص يأذي يعقوب ، فأمرت يعقوب يسافر لحد ما غضب أخوه يهدى سافر يعقوب ومكنش حابب السفر لكن خد بالك من جزئية عمري ما كنت بفكر فيها ، ولا بركز فيها ، لحد ما بصتلها بطريقة مختلفة تماما …. وفي الحقيقة لو كل الناس فهمت المقصود من القصة دي هترضي بحياتها الحقيقة …. كان يعقوب عليه السلام كاره السفر ، بس مش دايما بنشوف الصورة كاملة …. أو غالبا دايما فيه حاجة عقلنا مش بيستوعبها ولا بيفهمها … فيه حاجة بنشوفها مش كويسة وهي في الحقيقة السبب في نجاتنا وبسببها حصل خير لينا …. سفر يعقوب عليه السلام كان خير ليه لإنه هناك التقى براحيل وأحبها ، ربنا كان شايله نصيبه ورزقه بامرأة يحبها في أرض تانية …. ولولا زواجه من راحيل ، لما رزقه الله بنبي منح وحده نصف الجمال على الأرض وهو سيدنا يوسف …. قال الله تعالى ( وعسي أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم ) وكما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : ( لو عرضت عليكم الاقدار جميعا لأخترتم ما أختاره الله لكم ) أحب يعقوب يوسف حبا شديدا فابتلاه الله بضياعه ، فلما صار قلبه خالصا لله دون أغيار من يوسف وأخيه ، رد الله إليه ولديه … وننهي القصة بهذا الدعاء الجميل ليوسف عليه السلام : رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنتَ وَلِيِّي فِي الدُّنُيَا وَالآخِرَ . ونقص عليك من أنباء الرسل ما_نثبت به فؤادك ✍️✍️بقلم : حنان الجيزاوي ( سيدنا يعقوب أبو يوسف عليهما السلام) قصته كانت أعظم قصص الصبر في التاريخ …… هو أول من بنى بيت المقدس في فلسطين ، وجدده فيما بعد سيدنا سليمان من ذرية يعقوب يطلق على سيدنا يعقوب اسم ” اسرائيل ” … يعني عبد الله في اللغة العبرية …. واتذكر بالاسم ده مرتين في القرآن الكريم مشهد ضروري تعرفه قبل القصة …. ? في حديث ضيف ابراهيم… ستنا سارة العراقية زوجة سيدنا ابراهيم مكنتش بتخلف ، وكبرت وعجزت وهي لسا مبتخلفش … صبرت صبر جميل بدون شكوى ، لحد ما ربنا كافئها بمعجزة إلهية وخلفت اسحاق …. الملايكة بنفسهم هم اللي نزلوا للأرض يبشروهم بالخبر السعيد ده…. تخيل مش طبيب مستشفي ، أو ناس عادية بتقولك مبروك جالك ولد لأ !!! دي الملايكة بنفسها هي اللي بتبشر ومش بس كده … قالولها : ( ومن وراء اسحاق يعقوب ) …. خلف سيدنا ابراهيم وستنا سارة النبي اسحاق بعد ما بلغوا من الكبر عتيا…. وعاشوا لحد ما شافوا كمان حفيدهم “يعقوب” اللي اتربى على رجل سيدنا ابراهيم… وده اللي هنتكلم عليه النهارد المشهد الأول ?… ولادة ونشأة سيدنا يعقوب سيدنا اسحاق وزوجته قعدوا من غير خلفة لمدة اربعين سنة ، فدعاله سيدنا ابراهيم بالذرية الصالحة … فرزق الله سيدنا اسحاق بتوأم .. هما العيص .. والد الروم ويعقوب عليه السلام وهو اسرائيل الذي ينتسب له بنو اسرائيل واتسمى يعقوب لإنه أثناء الولادة جاء عقب أخيه اتولدوا في أرض كنعان وهي فلسطين حالي كان العيص شديد الغيرة من أخيه يعقوب …. لإنه حظي بنبؤة النبوه وورث النبوة عن جده ابراهيم وأبيه اسحاق ، وكان أفضل في الصيد ، ولإن ربنا إداله ذكاء أكتر ، وجمال أكتر فكان كل شوية العيص يهدد أخوه يعقوب بإنه هيأذيه …. عشان مش عايز يعقوب يتحب أكتر منه فأمرت الأم يعقوب انه يذهب إلى خاله في العراق ” الأرض الأصلية لجده سيدنا ابراهيم ” لحمايته من غدر العيص المشهد الثاني … Leya & Rachel ? وصل سيدنا يعقوب العراق …. في العراق هتحصل قصة حب جميلة جدا … سيدنا يعقوب شاف بنات خاله … الكبيرة اسمها ” ليا ” … Leya والصغيرة اسمها ” راحيل ” .. بالانجليزي Rachel حب سيدنا يعقوب “راحيل” من أول نظرة … لإنها كانت أجمل …. فطلب من خاله يتجوز من “راحيل” …. وافق خاله بس اشترط عليه يشتغل عنده في رعي الغنم سبع سنوات أولا …. بعد ما السبع سنين خلصت …. وفي ليلة الزفاف كشف الغطاء عن وجه العروسة ليجدها “ليا” وليست “راحيل” … فراح لخاله وقاله : ايه السبب اللي خلاك غدرت بيا وتعطيني “ليا Leya ” بدل ” راحيل Rachel ” فأجابه خاله : إن الأخت الكبيرة لازم تتجوز قبل الصغيرة ، ولو عايز تتجوز راحيل اشتغل عندي في رعي الغنم سبع سنين كمان وافق سيدنا يعقوب ، وبعد كده اتجوز “راحيل” اللي كان نفسه يتجوزها من البداية وكان وقتها في الشرع يجوز الجمع في الزواج من أختين ولم يكن محرم. المشهد الثالث … أحلام يعقوب عليه السلام ? كان سيدنا يعقوب نفسه في ولد من راحيل لكن الله شاء إن سيدنا يعقوب يخلف من ليا 6 أولاد …. وتفضل راحيل فترة طويلة بدون خلفة راحيل عارفة ان ليها مكانة خاصة في قلب جوزها عشان كده كانت بتتألم إنها مش عارفة تجيبله ولد وهي عارفة كويس ان زوجها بيتمنى الانجاب منها… تعمل ايه راحيل ؟؟ قدمت لزوجها يعقوب عليه السلام جارية لها عشان يطأها وينجب منها …. وكان أيضا مباح في الشرع وقتها بصفتها ملك اليمين فأنجبت له ذكرين ” دان ” و ” نفتالي ” …. غارت ” ليا ” من ضرتها وأختها راحيل … فوهبت هي كمان جاريتها ليعقوب عليه السلام … فأنجب منها أيضا ذكرين بالإضافة ل6 أولاد كان “يعقوب عليه السلام” أنجبهم من زوجته الأولى ” ليا ” عد معايا كده ولاد سيدنا يعقوب لحد دلوقتي …. وهقولك ليه ضروري تعدهم … يعقوب أنجب من ليا 6 أولاد …. بالاضافة ل2 من جارية ” ليا ” … و2 من جارية “راحيل” كده حصيلة الأولاد عشرة …. إلا إن يعقوب كان طمعان في فضل ربنا أكتر … ودعا ربنه انه يرزقه وينعم عليه بالانجاب ممن أحبها أشد الحب وهي راحيل…. استجاب الله لدعوات يعقوب عليه السلام بعد طول انتظار ، وأنجب أخيرا من راحيل ولدين… هما يوسف عليه السلام وأخيه الأصغر بنيامين عشان كده كان الأب يعقوب يميل ميلا قلبيا ليوسف عليه السلام أكتر من باقي أخواته …. ليه الحب ده كله لابنه يوسف ؟؟!!!! لإنها الفرحة اللي كان مستنيها بعد طوووووول انتظااااااار وشوق من زوجته الحبيبة راحيل….. رغم انه خلف عشرة من قبل كده ، لكن يظل خبر انجاب راحيل أخيرا هو الخبر الأسعد لقلب يعقوب ودي حاجة لا حرج على الأب فيها…. أن يحب ابنا أكتر من باقي اخواته …. لأن القلب بيد مالك القلوب ربنا سبحانه وتعالى اه بيحب يوسف أكتر … بس مبينعكسش ده على معاملة بقية أبنائه ، وبيعاملهم نفس المعاملة عشان كده معلش هقول قصة صغيرة جدا بره سياق قصة يعقوب ويوسف بس مشابهة في المعنى … جاء للرسول عليه الصلاة والسلام رجل اسمه النعمان ابن البشير كان بيحب أحد أبنائه أكتر من الباقيين …. قال للنبي ( أشهدك أني أعطيت أحد أبنائي عطية ) فسأله الرسول عليه الصلاة والسلام ( وهل أعطيت باقي أبنائك مثلها ) فقال ( لا ) … فأجابه النبي : ( لا أشهد الزور ) وبكى النبي وقال ( اتقوا الله واعدلوا بين ابنائكم اذا أردتم أن يكونوا لكم في البر سواء ) ورث يوسف عليه السلام الجمال من أمه العراقية راحيل ، ومن جدته سارة اللي كانت عراقية شديدة الجمال ، جمالها ملوش مثيل يقول الألباني ورث يوسف جمال جدته سارة التي أعطيت سدس الحسن … ويقول ابن اسحاق ذهب يوسف وأمه راحيل معا ثلثي الحسن فتخيل حسن سيدنا يوسف ممكن يكون عامل ازاي ، حسن ملوش مثيل في العالمين. لما سيدنا يوسف عليه السلام كبر وبقى شاب شديد الجمال قص رؤياه على أبيه …. ( إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ ) كده فهمنا بقى ال11 كوكبا دول عدد أخواته … 6 من ليا 2 من جارية راحيل 2 من جارية ليا وأخيه بنيامين اختلف العلماء هل الأولاد ال12 دول هم أسباط بنو إسرائيل .. وألا بحسب التوراة هم 12 آخرين من ذرية يعقوب عليه السلام … لكن اجتمع العلماء أن الأسباط من ذرية يعقوب ، وأنهم هم مؤسسو القبائل الاثني عشر لإسرائيل .. بسم الله الرحمن الرحيم.. { وَلَقَدْ آَتَيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ } .. الجاثية { أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطَ كَانُواْ هُوداً أَوْ نَصَارَى قُلْ أَأَنتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللّهُ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَتَمَ شَهَادَةً عِندَهُ مِنَ اللّهِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ } …. البقرة نقف هنا عند نقطة مهمة جدا…. وهي إن تعدد الزوجات مكنش خير أبدا ليعقوب عليه السلام …. فأولاده ومكايده كانوا سبب في حزنه وألمه وفقده لبصره من الحزن على يوسف وسبب في تعبه المشهد الرابع … عودة يعقوب لفلسطين بعد عشرين سنة رجع يعقوب عليه السلام مع زوجاته الأربعة وأولاده …. وأثناء سيره شعر بألم شديد في رجله ، وقالوله ان ده مرض عرق النسا …. فنذز نذر لربنا انه لو خف من مرضه هيبطل ياكل أشهى طعام بيحبه وهو لحم الإبل ، ويبطل يشرب أكتر شراب بيحبه وهو لبن الإبل وفعلا خف سيدنا يعقوب من مرضه فحرم على نفسه لحم الإبل ، ولبن الإبل فلما بني يعقوب شافوه حرموه على نفسهم كمان ظنا منهم ان ده أمر الله …. عشان كده ربنا سبحانه وتعالى أباح ليهم كل الطعام ( كل الطعام حل لبني اسرائيل إلا ما حرم اسرائيل على نفسه ) يعني اسرائيل ” يعقوب ” حرم لحم الإبل على نفسه بس مش عليهم لماوصل يعقوب عليه السلام ليلا لفلسطين ، جلس لينام قليلا في بقعة طاهرة … فرأى في الرؤية ملائكة تصعد وتهبط من السماء للأرض والعكس ، وأوحى له الله في الرؤية ببناء المسجد الأقصى في نفس المكان اللي نام فيه …. وسمي الأقصى نظرا للبعد عن بيت الله الحرام… وهو بيت الله الثاني بعد المسجد الحرام في مكه المشهد الخامس … مشهد فقد ابنه يوسف ??? فهمنا ليه سيدنا يعقوب بيحب يوسف أكتر وعرفنا قصة الحب العظيمة لراحيل طبعا كلنا عارفين القصة المشهورة …. اخوات يوسف ال10 باستثناء بنيامين كانوا عايزين يخلصوا من يوسف عشان قلوبهم مليانة بالحقد ، لأن أبوهم بيحب يوسف أكتر منهم قالوا يجب أن نتخلص من يوسف ليصبح أبونا خالصاً لنا لا لغيرنا ذهب الأخوة إلى أبيهم قائلين : إننا نحب يوسف مثلك فهو أخونا أجمعين سألهم يعقوب : ماذا تريدون ؟ قالوا لأبيهم : اسمح ليوسف أن يلعب معنا ويفرح وإنا له لحافظون قال يعقوب : أخاف أن تنشغلوا وتتركوه ، فيأكله الذئب وأنتم عنه غافلون فرد الإخوة مستنكرين : كيف يحدث هذا ونحن كثيرون ؟! وافق الأب فذهبوا بيوسف إلى الصحراء كي يقتلوه فأشار عليهم واحد منهم أن يلقوه في البئر ويتركوه ألقوه في البئر .. ثم أمسكوا بقميص يوسف ونزعوه … وذبحوا شاة وأخذوا دمها وجاءوا بالقميص ولطخوه جاءوا بأغنامهم في الليل عشاء يبكون …. قالوا : يا أبانا تركنا يوسف مع أغنامنا وذهبنا نتسابق في الجري مسرعين ولما عدنا من السباق وجدنا الذئب أكله … ونعرف أنك ستكذبنا ولو كنا صادقين قدموا القميص لأبيهم فرآه سليماً غير مقطوع … إلا أن عليه دماء خروف ذبحوه قال بل سَولتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ عرف يعقوب ببصيرة الأب أنهم يكذبون . رد فعل سيدنا يعقوب !!! قال وقتها ( فصبر جميل ) ، قرر يصبر على الابتلاء بدون شكوى وقال بعدها والله المستعان على ما تصفون ياما سمعت آية ( والله المستعان على ما تصفون ) بس مفهمتش معناها ومكنتش بقف عندها لو أولاد سيدنا يعقوب قالوله يوسف مات وسكتوا… أو قالوله اتقتل وسكتوا …. كان هيبقى أرحم من وصفهم المرعب ، انهم يقولوا كده مباشرة من غير مقدمات ” الديب كله ” الوصف اللي يخلي سيدنا يعقوب يتأذي نفسيا من الوصف نفسه ، فيقول وهو بيتألم ( الله المستعان على ما تصفون) طريقة الوصف محتاجة عون من ربنا … إن يتقالك حبيبك اتقطع .. الديب كله مش هتستحمل خبر زي ده إلا بعون كبير من ربنا عشان كده محتاجين نتعلم …. نتعلم يبقى عندنا دم في نقل الخبر السئ … نتعلم يبقى عندنا أخلاق واحنا بنوصف الحالة لشخص معين …. زي مثلا واحد عربية نقل مقلوبة بيه… يمسك واحد الموبايل ويتصل بمراته قال يعني بيعمل خير يقولها : ” الحقي جوزك بسرعة ، مقلوب والعربية فرمته وبينزف تعالي الحقية قبل ما يموت ” وزي مثلا تسأل حد من قرايبك في المستشفى أخبار أبويا ايه.. يردوا عليك : ” يا تلحقه يا متلحقوش ، ده الدكاترة غلبت معاه ، معموله 3 عمليات وبين الحياة والموت ” محتاجين نقول لعديمي الإحساس حوالينا كل يوم أشباه البشر ( الله المستعان على ما تصفون ) فصبر جميل… الصبر الجميل هو ايه ؟؟!! جواب سيدنا الشافعي على السؤال ده… هو الذي لا يكون فيه جزع ، ولا فزع ، ولا شكوى إلا لله. حزن يعقوب على أحب ابنائه ، ومن كثرة البكا فقد بصره …. انتو متخيلين كم الحب!!! متخيلين طيب مشاعر راحيل وقتها اللي كانت بتتقطع على ضياع ابنها من ناحية ، وكانت من ناحية بتتقطع على حزن زوجها اللي كان برضو ليه مكانة عظيمة في قلبها كان حبه ليوسف أقوى من أي شئ … ومرجعش ليه بصره إلا بمعجزة … بعد ما وجد يوسف مرة تانية … وكان في الوقت ده عزيز مصر !. ” إنما أشكو بثي وحزني إلى الله ” .. قالها سيدنا يعقوب حين كان يخفي خلفها ألم فقدان أحب وأقرب الناس لقلبه ، كان يخفي خلفها حزن وفقد واشتياق وصبر ، فلم يخذله ربه ، لم يتركه ، وعاد له غائبه فى النهاية ، وجبر كسره ، ولم يضيع الله صبره ودعائه من هنا يجب أن تعلم أنك مهما طال عليك البلاء فلن ينسى الله دعائك وصبرك عندما قال الله تعالى على لسان يعقوب عليه السلام ” وَلا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ ” كان يريد أن يعلمنا درسا عظيما … إذا انتصرت على اليأس فى داخلك لن يهزمك شيء فى هذه الحياة حين اشتد الحزن على يعقوب وبلغ مداه ، ووصل حدا لا يحتمله بشر….. سجد لله في ليلة من الليالي ، وهو في السجود كان يبكي ويقول : ( يارب ، أما ترحم ضعفي ، أما ترحم شيبتي ، أما ترحم كبر سني ، أما ترحم ذلي ، أما ترحم فقري ) ؟ يقول الله تعالى : { وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ } فأوحى الله إليه : ” يا يعقوب، وعزتي وجلالي وارتفاعي على خلقي ، لو كان يوسف ميتاً لأحييته لك ” ثم جاءته البشرى في اليوم الثاني فقال لأولاده : { قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ } مهما اشتدت عليكم الأزمات ، وضاقت عليكم الأرزاق ، وعصفت بكم الهموم ، والتفت حولكم الكربات ، لاتيأسوا من روح الله أبدًا المشهد الأخير … مشهد وفاة الأب يعقوب ??? بعت سيدنا يوسف إبن يعقوب لأبوه يطلب منه زيارة مصر….. أتى نبي الله “يعقوب” لمصر ، أقام فيها فترة بسيطة في عز إبنه يوسف ، وقبل وفاته وهو على فراش الموت يحتضر جمع أبناؤه كلهم…. وكل اللي كان بيشغل باله هو انه يطمن على شئ واحد .. سألهم : ماذا تعبدون من بعدي؟ قالوا .. نعبد إلهك وإله أبائك ، إلها واحدا ونحن له مسلمون بعدها توفى سيدنا يعقوب عليه السلام ، وكان بلغ من العمر 180 سنة ، وكان يعقوب قد أوصى ابنه يوسف ان يدفنه مع ابيه اسحاق …. وبالفعل بعد وفاته قاد يوسف موكب عظيم ودفنه سيدنا يوسف عليه السلام في مدينة الخليل .. بسم الله الرحمن الرحيم .. { أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُواْ نَعْبُدُ إِلَـهَكَ وَإِلَـهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَـهاً وَاحِداً وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ } .. البقرة الحب ده هبة ونعمة كبيرة من ربنا…. مش كل الناس تعرف تحب ، ومش كل الناس تتمنى الخير لغيرها ممكن يبقوا اخوات وميتمنوش الخير لبعض العيص كان قلبه فيه حقد وسواد تجاه أخوه يعقوب …. كرهه ليعقوب هو اللي خلى الأم تخاف ان العيص يأذي يعقوب ، فأمرت يعقوب يسافر لحد ما غضب أخوه يهدى سافر يعقوب ومكنش حابب السفر لكن خد بالك من جزئية عمري ما كنت بفكر فيها ، ولا بركز فيها ، لحد ما بصتلها بطريقة مختلفة تماما …. وفي الحقيقة لو كل الناس فهمت المقصود من القصة دي هترضي بحياتها الحقيقة …. كان يعقوب عليه السلام كاره السفر ، بس مش دايما بنشوف الصورة كاملة …. أو غالبا دايما فيه حاجة عقلنا مش بيستوعبها ولا بيفهمها … فيه حاجة بنشوفها مش كويسة وهي في الحقيقة السبب في نجاتنا وبسببها حصل خير لينا …. سفر يعقوب عليه السلام كان خير ليه لإنه هناك التقى براحيل وأحبها ، ربنا كان شايله نصيبه ورزقه بامرأة يحبها في أرض تانية …. ولولا زواجه من راحيل ، لما رزقه الله بنبي منح وحده نصف الجمال على الأرض وهو سيدنا يوسف …. قال الله تعالى ( وعسي أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم ) وكما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : ( لو عرضت عليكم الاقدار جميعا لأخترتم ما أختاره الله لكم ) أحب يعقوب يوسف حبا شديدا فابتلاه الله بضياعه ، فلما صار قلبه خالصا لله دون أغيار من يوسف وأخيه ، رد الله إليه ولديه … وننهي القصة بهذا الدعاء الجميل ليوسف عليه السلام : رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنتَ وَلِيِّي فِي الدُّنُيَا وَالآخِرَ . ونقص عليك من أنباء الرسل ما_نثبت به فؤادك ✍️