المشهد الاخير…
الصندرة
بيتنا القديم بكرموز…. يقال بأنه مسكون ..لمجاورته لمقابر العامود …جثة جارتنا المذبوحه التى عثروا عليها منذ أشهر فى البيت أكدت هذا الاعتقاد ورسخته..هذه إشاعة كاذبة..فانا لا أومن بالأشباح..عدا هذا الذى يسكن رأسي منذ رحيل امى.. فأنا لا أومن بالاشباح..اعتدت على وجوده الخفى وإمنت بأنه الاستثناء الذى يثبت القاعده.
لم اجد مكانا ألوذ به بعد موت العجوز الا هنا… شىء ما يربطنى بهذا المكان..ليس الاصدقاء فلا اصدقاء لى سوي نفسي…ورغم تيسر الحال لم افكر فى الانتقال منه ..ربما ذكريات قديمة او روح ابي وامى العالقة هنا..اطمئنانى لمجاورتى لهم فمدفنهم ليس ببعيد.
دخلت الشقه ابحث عن شئ ما…لا بد من وجود اشياء قلبى يحدثنى…بدأت بأدراج النيش.. تحت كراسي السفرة..خلف الوسادات وتحت المراتب…دولاب حجره النوم..تحت السجاجيد..بين الكتب لاحظت شيئا…عشرات النسخ من كتاب واحد..دكتور جيكل ومستر هايد…اعرف قصة هذا الكتاب الشهيرة عن شخص بداخله شخصيتان أحدهما طيبة والآخرى شريرة..لا اتذكر الأحداث لكن القصة معروفه…ما الذى يجعلنى اشترى عشرات النسخ من كتاب واحد؟
بدرج الكومودينو المجاور للسرير عثرت على علب ادوية مستخدمة…أرمودافينيل..
أولانزابين..أسيتوفينازين..هالوبيريدول..
انا اتعاطى الدواء وان كنت لا اعرف السبب…أصبحت اتناوله تقائيا حتى نسيت الأسباب ..لم اجد نشرات طبية داخل العلب..أمسكت تليفونى وبحثت عن أسماء الادوية و دواعى الاستعمال على الشبكه فتغلغل ما قرأت إلى قرارة نفسي وكأننى انظر لأول مرة فى حياتى إلى مرٱة…
(الأمراض/الاضطرابات الاضطرابات النفسيه/اضطراب الهويه الانشقاقي (او الانشطارى)
Dissociative Identity Disorder
-الاسم الشائع: ازدواجية الشخصية تعرف على أنها اضطراب نفسي مزمن يصيب شخصية الفرد، مما يجعله يشعر بأن لديه شخصيتين في جسد واحد، ويؤثر هذا الاضطراب بشكل كبير على أفكار المصاب، وتصرفاته، ويؤدي هذا الاضطراب إلى مناقضة الفرد المصاب لنفسه، وعجز الأفراد المحيطين بالمصاب عن فهم شخصيته الحقيقية.
-أعراض الازدواجية في الشخصية:
تتعدد أعراض الازدواجية في الشخصية، وفي ما يلي بعض هذه الأعراض، والعلامات:
القلق المستمر.
العيش في الأوهام.
الشعور بالاكتئاب المستمر.
فقدان الذاكرة، وصعوبة تذكر الأحداث القريبة.
سيطرة أفكار الانتحار، أو إيذاء النفس على المصاب.
شعور المصاب بانفصاله عن شخصيته الحقيقية، ومشاعره الحقيقية.
—اسباب الإصابة بازدواجية الشخصية:
تعد اسباب اذدواجيه الشخصيه غير معروفه بشكل دقيق حتى الآن.
– تأثير الازدواجية في الشخصية على المصاب:
تؤثر الازدواجية في الشخصية على المصاب بشكل سلبي، حيث يعاني المصاب من الضياع، وعدم القدرة على تحديد شخصيته الحقيقية، فمن الصعب جدًا التعامل مع شخصيتين مختلفتين في جسد واحد، كما يؤثر هذا الاضطراب بشكل سلبي على علاقة المصاب مع الأشخاص من حوله، فقد يبدأ المصاب في تعامله مع الآخرين بشخصية معينة، ومن ثم تتغير هذه الشخصية كليًا بعد فترة زمنية، أو في نفس الفنرة، والوقت، فيعاني المصاب من حاجته للانفصال عن الواقع الذي يعيش فيه لمدة معينة من الوقت، وقد تصل هذه المدة إلى دقائق طويلة.
-العلاج النفسي :
يتمثل هذا النوع من العلاج اللجوء إلى طبيب مختص بالصحة النفسية للتحدث معه، وقد يلجأ الطبيب المختص إلى استخدام وسائل لتساعده على علاج المريض مثل التنويم المغناطيسي، ووصف الأدوية للمصاب مثل الأدوية المضادة للاكتئاب، والأدوية المضادة للقلق..
ومن الشائع لغير المتخصصين الخلط فيما بين ازدواجية الشخصيه وبين مرض نفسي ٱخر وهو الفصام العقلي أو الشيزوفرينا Schizophrenia
وهو مرض نفسي مختلف يعانى المريض فيه من الانفصال عن الواقع فى صوره اوهام وهلاوس).
أنا؟؟…
ارتجت الأرض من تحتى واشتبكت الأفكار داخلى بمشاهد غابت عن وعيي وتتتسرب الان فيه كحرائق تدمر ما بقي منى.. جلسات العلاج النفسي التى لم اكملها…الفترات الزمنية التى تسقط من ذاكرتى..الدم..
الدم.
إنعدم الزمان والمكان ولم يتبق امامى إلا الصندرة..لابد من البحث في الصندرة…اسرار مرعبة تكمن هناك أشعر بذلك ..استخدمت السلم الخشبي القديم وصعدت إليها…الكراكيب المتواجدة منذ ايام جدى والتى لا اعلم ما فائدتها ولكن احتفظ بها لمجرد اعتقاد بأنني قد احتاج إليها يوما ما…سنوات مرت ولم يأت هذا اليوم..فتشت وسط تلك الكراكيب فلاحظت وجود شنطة زرقاء متوسطة الحجم…لا اتذكر هذه الشنطة…سحبتها..نزلت بها ووضعتها على منضدة الصالة..فتحتها فوجدت بداخلها ثلاث اكياس سوداء..بدأت بالكيس الأكبر حجما…فتحته..هالنى وجود أموال بداخله..ثلاثه لفات علمت بخبرتى أن كل منها يحتوى مائة ورقة…لفتان فئه المئتين جنيه ولفه فئه المائة…المجموع خمسين ألفا…أموال السيدة العجوز…تذكرت الان هذا اليوم…خدعتها وخبئت المال هنا…لم اصرف منه جنيها…يبدو شخصيتى الأخرى تفعل الشر لمجرد الشر.
فتحت الكيس الثانى فكأنى لدغنى ثعبان..سكين عليه آثار دماء جافة…عرفت فورا أنها دماء..ذكرى جارتى الذبيحة قفزت امامى…احببتها لحد الجنون.. عشقتها . لم تبادلنى الشعور…قالت بأنه لا أمان لي…وكانت على حق…
طعنتى الاولى لها لم تقتلها…لم اكن اعلم قوه الدفع اللازمه كى يخترق النصل جسدا ٱدميا…الطعنات التاليه كانت أقوى..ثلاثه عشر طعنه ..لم اعدهم وقتها ولكن الصحف ذكرت ذلك..ذكروا أيضا أن رجال المباحث أفادوا بأن جثتها قطع منها اجزاء من لحم الفخد والسمانه…وأنهم وجدوا بقايا منها مطهوه فى أحد الاوانى وطبقين…قالوا بأن الفاعل قد أكلها..
أكلتها نعم..لٱخلدها بداخلى..لتصبح جزئا من تكويني..لم أذق لحما قط بهذا المذاق العذب ولا اكلت ابدا بمثل هذه الشهية…لم يكن بمطبخها سمن فإستخدمت زيت الدره للقلى.. وكانت وجبه لا تنسي.
الان ادركت علتى وعرفت جرائمى..او بعضها ..لا دفاع لى أمام اى محكمة ..ازدواجيه شخصية او شيزوفرنيا لن يبالى أحد بالمصطلحات…وحتى إن نجوت من عقاب الآخرين فكيف أنجو من عذاب ضميري..دم العجوز وحبيبتى فى رقبتى..فأين المفر..
قد اجد الإجابة فى الكيس الاخير..فتحته.. استقر به مسدس عيار ٣٨..الخزانه تتسع لست طلقات لم اجد به إلا واحدة…من اين حصلت عليه؟ ومتى؟ لا اعلم..فقط ومضات لمشاهد إطلاق نار..لا اتذكر ضد من.. أو معالم الضحايا ولكننى اعرف اننى استخدمت هذا السلاح من قبل….لمن ادخرت الطلقة الاخيرة إذن ؟
تعالت الطرقات على الباب…لابد أن زملائى قد أبلغوا عنى…سيعثر الطارقون حتما على الأموال والسكين….علت الاصوات الآمرة:
-ٱفتح الباب.
لن اتركهم يأخذوننى حيا..سأدافع عن نفسي حتى النهاية..تشبثت بمقعدى ..أن الباب تحت الضربات القويه ..ادركت الآن لمن الطلقه الاخيره…أمسكت بالسلاح ..اشتدت الضربات…..لن أتردد..سأدافع عن نفسي..سأدافع عن نفسى ضد نفسي..انفتح الباب ..وجهت فوهة المسدس إلى رأسي ..
واطلقت النار.
……………..
يومان فى حياتك لابد وأن تتذكرهم..يوم ميلادك..ويوم موتك..اما الباقى فمجرد تفاصيل..
يكمن فيها الشيطان.
عدد المشاهدات : 59
مرتبط
زر الذهاب إلى الأعلى