الفنان/ سمير غانم صاحب البسمة والسعادة
الفنان/ سمير غانم
صاحب البسمة والسعادة
لملايين المشاهدين
كتب : حسنى طلبة
طفولته وعائلته
يقول الفنان ( سمير غانم ) فى اخر حوار صحفى مع الكاتب ( طارق الشناوى) فى شهر أكتوبر من عام ٢٠١٧
أنا عشت فى الاسكندرية
ولكننى من مواليد ( ابو كساه) مركز الفيوم ٠ والدى كان لواء شرطة ٠ وهو ما ساعدنى فى بداية المشوار على دخولى كلية الشرطة بعد أن حصلت على شهادة
( التوجيهية ) وكنت أنا اخر دفعة تحمل هذه الشهادة قبل أن يصبح اسمها ( الثانوية العامة)
حصلت عليها من محافظة بنى سويف ٠ كان أبى يأخذنا معه ٠ اقصد ( أسرته الصغيرة )
امى واخواتى فى العديد من المحافظات ٠
أنا عايز احكى ( مواقف إنسانية ) حدثت لى فى حياة والدى ووالدتى ( رحمة الله عليهما )؛وكيف كان حبه لى ولاخويا ( سيد ) الذى توفى ٠كان حب الوالدة له دفء كبير ٠ وكان أبى يخدم فى الفيوم وكنا نروح المدرسة ٠ وكان العسكرى ياخذنى إلى المدرسة ثم ياتى ليعيدنى مرة ثانية للمنزل ٠ وفى يوم لم يأت العسكرى بعد انتهاء اليوم الدراسى ٠ فقلت لروح بمفردى فسرقت الشنطة منى ٠كانت فى الفيوم العديد من الحوادث الإجرامية ٠ وكنا مرعوب من والدى ٠ ولكن الوالدة هدأت الموقف ٠ وقال اخيرا : لا تذهب من والى المدرسة إلى أن ياتى العسكرى وياخذك ٠
كان والدى صفته الشدة والحزم ٠ ولكننى لم اخذ منه سوى ما يحمله فى داخله من صفات الطيبة ٠ وهذا ما ورثته عنه ٠
الالتحاق بكلية الزراعة
سافرت إلى الإسكندرية للالتحاق بكلية الزراعة وكنت أخذ مصروف ( ١٠ جنيه ) شهريا كنت ادفع منها ايجار غرفة داخل شقة فى ( سبورتنج ) وكان الحمام مشتركا ٠
وكان وقتها جارنا البواب
( عم عبده ) جلبابه ابيض شكله حلو ومعجب بنفسه ٠ كل خادمات الشارع يموتوا
فيه ٠ وكنت احفظ كلمات المغازلة له مع الخادمات ( انا حاسس
الجمر طالع منور ٠ ياترى الجمر ده جاى منين ) وهذه الحوارات مازالت متعلقة فى ذهنى واستخدمها احيانا فى إحدى المشاهد فى افلامى ومسرحياتى ٠
فيساله الكاتب / طارق الشناوى وهل تكفى ال١٠
جنيهات فقط وانت والدك لواء حتى بمقياس زمن الخمسينيات ؟
بالطبع فى هذا الوقت كانت تكفى وزيادة ٠
بداية الميول الفنية
متى ظهرت على الفنان ( سمير غانم ) الميول الفنية ؟
بدأت تظهر على الميول الفنية فى تقليدى
للضباط ٠ وانا فى فترة الراحة فى الكلية٠
وكنت فى ال١٧ عاما من عمرى عندما التحقت بكلية الشرطة ٠ ولكننى لم اكمل نفس طريق والدى وغيرت المسار قليلا والتحقت بالقوات المسلحة لارتدى زى ضابط طيار ٠ فشرف الانضمام إلى القوات المسلحة بعد ثورة ٢٣ يوليو ٥٢ حلم كل الشباب فى ذلك الوقت ٠ ولكننى سقطت فى الكشف الطبى لأن نظرى لم يكن حادا !! وهكذا لم يجد أمامه سوى الالتحاق بإحدى الكليات التى لتلائم مجموعى الضعيف إلى حد ما فى الثانوية العامة فالتحقت بكلية الزراعة جامعة الإسكندرية ٠ ليقف فى طابور طويل لعدد من الفنانين كانت خطواتهم الدراسية تبدأ من كلية الزراعة لينطلقوا بعدها على خشبة المسرح وشاشات السينما والتليفزيون ٠٠
سمير غانم هو نبت فنى عفوى لم يدرس فن الأداء الدرامى٠ ولم يعد.نفسه كثيرا فى تعلم حرفة التمثيل ٠ انطلق كما هو ٠ وأحبه الناس كما هو ٠ وهكذا صنع اسمه من خلال الطاقة الإيجابية التى يبثها فى الناس ٠
سمير غانم كان – هو العنوان الاثير للارتجال الفنى فى عالمنا العربى كله ٠ وهو جزء من تراثنا الابيض والاسود قبل عصر الألوان فهو نجم غير عادى لزمن الفن الجميل ٠
ثلاثى اضواء المسرح سمير/ جورج /الضيف
وسمير غانم هو صاحب البذرة الاولى / لثلاثى اضواء المسرح ) ووجد فى التمثيل فرصة لزيادة دخله ال ١٠ جنبهات شهريا.وفى الجامعة التقى بكثيرين مثله من مجانين الفن ٠ كان أشهرهم ( عادل نصيف )وهو الوحيد الذى من الممكن أن تحد له توثيقا فى الارشيف فى ( اسكتش ) صار شهيرا وقتها ولا يزال البعض يتذكره ( دكتور الحقنى – المغص جوه فى بطنى) هذا الاسكتش
له فى الحقيقة تسجيلان
واحد بعادل نصيف واخر للضيف أحمد ويشاركهم طبعا فى الحالتين جورج
كان لدى سمير غانم رغبة عارمة كى ينجح فى تكوين ( ثلثى ) فنى قادر على تقديم ضحكات للناس ٠ هو فيما يبدو لا يريد مواجهة الجمهور منفردا
كان اسم ( جورج سيدهم ) قد بدأ يتردد وهناك من بوصفه بالفنان
الكوميدى خفيف الدم الصاعد فى كلية الزراعة جامعة القاهرة – كان التعارف سهلا للغاية بين سمير وجورج فكلا منهما له الرغبة فى العمل مع أخريين ٠ وتصادف فى نفس التوقيت تراجع عادل نصيف !! وفضل أن يكمل دراسته فى أمريكا
ويعمل أيضا هناك ٠وقال لهم اريد الهجرة ٠
فكان القدر وراء بحثهم عن الثالث ٠ فكان ( الضيف أحمد ) هو الحل لتكتمل الثلاثية ،فقد.وصلةلسمعجورج أن فنانا فى كلية الآداب جامعة عين شمس يمتلك خفة دم ويقدم على مسرح الجامعة عددا من الأعمال الفنية ٠
وتجمع الثلاثة سمير وجورج والضيف ٠
وكانت طموح الضيف اصلا موجهة ليكون مخرجا وليس ممثلا
السمين ( جورج ) والاصلع ( سمير ) والأقصر ( الضيف )
وكان لابد من توافر شىء آخر ليفك هذه الشفرة الثلاثية الأبعاد للضحك !!
سمير تبدو على ملامحه
امارات الوسامة ٠ وهو يريد التأكيد على ذلك ٠
وهكذا بدأت علاقته بالباروكة مثل الباروكه التى يرتديها كلا من الفنانين فريد شوقى/ المليجى/ سمير صبرى/
عزت ابو عوف/محسن سرحان وغيرهم ٠
وهكذا ظلت الباروكه ملازمة لسمير غانم طوال حياته الفنية حتى يعد أن وصل إلى سن الثمانينيات ظلت الباروكه لا تفارقه !!
المخرج (محمد سالم)
كان منذ افتتاح التليفزيون المصرى فى بداية الستينيات الفنان
( نور الدمرداش) يلقب بملك ( الدراما ) وكان
المخرج ( محمد سالم )
يلقب ( ملك المنوعات )!
وكان سمير وجورج والضيف ( كى جى وان)
تمثيل ينتظرون ضربة حظ ٠ كانت الحركة داخل مبنى التليفزيون لا تزال متعثرة بسبب السقالات !!لانه لم يكن قد.تم بناءه كاملا من الداخل ٠. لكنهم لم يصعدوا بتلك السقالات
بل كان وجود محمد سالم بمثابة مصعد.نقل
( الثلاثى ) فى لحظات إلى الطابق الأعلى ٠
وكان التليفزيون يحمل أيضا صفتين ( العربى ) والذى ولد ( عملاقا ) الاول العربى وكان لصيقا
به ٠ للانتاج فى ذلك الزمن كنا لا نزال نخمل اسم ( الجمهورية العربية المتحدة ) ومصر هى الإقليم الجنوبى وسوريا الإقليم الشمالى ٠ وهكذا
أعلنت القاهرة ودمشق فى نفس التوقيت بدء الارسال عام ١٩٦٠ وتحديدا فى ٢١ يوليو ٠ وأتصور أن اختيار الرئيس ( جمال عبد الناصر) لهذا التاريخ لم يكن عشوائيا ٠ ليسبق افتتاح التليفزيون العربى بيومين فقط احتفالات مصر بثورة ٢٣ يوليو ٠٠¿
أما زمن العملاق فهو الذى ارتبط بالتليفزيون ٠
فتستطيع.انوتضعه فى إطار زمن التضخم الذى كان يطلق على ما تقدمه مصر مثل : الصواريخ
محدودة المدى التى حملت اسماء ( الظافر)
و( القاهر )٠
الرحلة كانت كاثبات وجود وتحقيق تواجد جماهيرى وشهرة ٠ انطلقت من ( ماسبيرو ) وكانت للمحطة الأولى
( لثلاثى اضواء المسرح)
فى الفوازير ( ابيض واسود) كانت مصر كلها تنتظر هذا ( الثلاثى ) بعد.مدفع الافطار مباشرة ؛ ليبدد الضحك صبر انتظار المدفع ٠
كانت الفوازير يكتبها الشاعر ( حسين السيد )
ويخرجها ( محمد سالم )
الذى كان حريصا أن يطلق العنان لسمير غانم ليضيف ما يحلو له ؛ لقد كانت الفوازير تحيل الاستوديو إلى مسرح ؛
ولم نكن نعرف وقتئذ تقنية المونتاج الاليكتروني ؛ ولهذا فإن هامش الأخطاء مسموح به ؛ لأن البديل فى تلك الحالة هو إعادة تصوير ( الفزورة ) كاملة !!
كان ارتباط الثلاثى برمضان مثل ( طبق الشوربة الساخن )؛ وسط العرقسوس ؛ ودقات طبلة المسحراتى ؛ وبرع حسين السيد فى كتابتها
بالرغم من أنه شاعر عاطفى من الطراز الأول وهو الذى كتب روائع الموسيقار ( محمد عبد الوهاب ) ٠
وظل الثلاثى يحقق النجاح ٠ ابو الآخر ؛ وتزداد دائرة الشهرة لكل منهم ٠ ولا يخلو الأمر بين الحين والآخر أن يقدم كل منهم دورا بمفرده فى عمل فنى ٠ ثم يعود إلى ( الثلاثى)
مجددا فى عمل آخر ؛ حتى أن الرئيس ( جمال عبد الناصر) فى زفاف ابنته ( منى ) إلى ( اشرف مروان ) يطلب استدعاؤهم لتقديم فقرة فى الحفل ٠
ويستمر المشوار ؛ ولكن الثلاثى يعزف الحزن العميق فى عز النجاح
عندما يرحل ( الضيف أحمد ) فى أبريل عام ١٩٧٠ وكان فى مطلع الثلاثينيات من عمره ٠
ويغادر ( الثلاثى) وقد صارا ( ثنائيا) وهو الخبر الذى نزل عليهما كالصاعقة ؛ فقد كانت لهم احلام عديدة مشتركة ؛ ولكن قبل ذلك كان الضيف هو الصديق الذى يبعث الدفء فى تلك العلاقة الثلاثية ٠
وانتقلنا معه فى مناطق عديدة فى صعيد مصر٠
( ابويا اصلا صعيدى)٠
وعلى فكرة جدى كان
( عمدة ) فى أسيوط فى منطقة اسمها ( عرب لطولة) ورغم ذلك لم ازر بلدى الا مرة واحدة طوال حياتى !! حين كنا اقدم عرضا مسرحيا هناك ٠ وعلم اقاربى بقدومى لتقديم هذا العرض ٩ وكانت بداية شهرتى ٠ وفؤجيت باحتفال اعمامى وعائلتي بى وكأنهم يحضرون لحملة انتخابية ٠ حيث وجدت لافتات معلقة فى شوارع اسيوط مكتوب عليها مرحبا بك يا سمير فى بلدك ( هذا اليوم أظل اتذكره إلى الآن ) ٠