القصة الكاملة أنا القاتلة.. “حاول يغتصبني” وقتلته دفاعا عن شرفي
اخترت طريقي في الحياة باكرا جدا، لم أكن حينها قد تجاوزت عامي الثامن، وقررت أن أترك الدراسة، بعد أن أنهيت السنة الثالثة من المرحلة الابتدائية، وأن أنتظر نصيبي في ابن الحلال، ومن وقتها وحياتي تسير على وتيرة واحدة تقريبا.
بعد أن تركت دراستي بعدة أعوام قررت أن أخرج للعمل لأعين أسرتي على ظروف المعيشة، فوالدي يعمل سائقا، وأمي تعمل بائعة في محل لعب، ولي ثلاثة أشقاء؛ بدأت عملي وقتها في معرض بمسقط رأسي في مركز طامية بالفيوم، لكن بعد مدة عثرت على فرصة عمل أفضل بمصنع شمع في مدينة أكتوبر، وانتقلت للعمل به سريعا.
تعرفت خلال عملي في مصنع الشمع على صديقتي “إيمان” وتوطدت علاقتنا بشدة، تحدثت معها حول طموحي في التزوج من ابن الحلال، وكيف أنني تركت الدراسة لهذا السبب؛ منذ عام تقريبا خرجت مع إيمان لنتناول وجبة سويا، لكنها فاجأتني بحضور شاب يدعى “وائل” ليتناول معنا الطعام، كانت نظراته مليئة بالحب خلال جلستنا سويا، وبعدها تبادلنا أرقام الهاتف واشتعلت بيننا قصة حب، كنت أظن نهايتها ستكون عش الزوجية، رغم أني بالكاد أتممت عامي الخامس عشر.
كنت أتحدث مع “وائل” يوميا بالساعات، أوهمني خلال تلك الفترة أنه يحبني بشدة ودائما ما قال لي “هتجوزك يا أميرة”، كانت تلك الجملة وحدها كفيلة بأن تمنحني ثقة في “وائل” لا حدود لها؛ قابلته مرة أخرى في مقهى بأكتوبر، تبادلنا الحديث سويا، ونفس النظرة المفعمة بالحب كانت تملأ عينيه، فكنت حينها في قمة سعادتي.
لمرة أخيرة التقيت بـ”وائل” وكانت تلك المرة هي النهاية الحقيقية لكل شئ، بعد أن اقتلعتني من أبراج أحلامي الشاهقة وألقت بي علي الأرض بكل قوة، فارتكب دون أن أدري جريمة قتل ما كنت لأفعلها في أسوأ كوابيسي، وتحولت حياتي من وقتها لمسلسل مستمر من رعب لا ينتهي.
ذلك اليوم اتفقت مع “وائل” أن نلتقى سويا في حديقة الحيوان بالجيزة، ونقضى النهار معا، وبالفعل قابلته في الثانية عشرة ظهرا، لكنه لم يكن وحيدا، فقد اصطحب معه صديقه “إبراهيم”، ساعات أربع مرت بسرعة خاطفة رقص قلبي خلالها فرحا، وأثناء ذلك عبث “وائل” بحقيبتي وأخذ منها هاتفا صغيرا أحمله معي، كنت أظنه يمزح معي وسيعيده بعد قليل، لكن ذلك لم يحدث، وكانت تلك هي البداية لكل شئ.
بعد انتهاء وقتنا معا ركب ثلاثتنا أتوبيس نقل عام، جلست أنا على أحد مقاعده وأضطر “وائل” وصديقه للوقوف نظرا للازدحام الشديد، لكن بعد قليل فوجئت بعدم وجودهما، اتصلت على حبيبي مرات عدة لأستعيد هاتفي لكن دون جدوى إلى أن رد علي شخص ما، وأخبرني أنه سائق وأن “وائل” نسى هاتفه معه، وطلب مني مقابلته في محطة وقود بقرية “برنشت” بالعياط لاستعادة الهاتف مرة أخرى، وصف لي الطريق بدقة، وبالفعل التقيته بعدها بساعة تقريبا.
فور مقابلة سائق الميكروباص، والذي عرفت فيما بعد أنه يدعى “مهند”، أخبرني أن “وائل” استعاد بالفعل هاتفه، رددت حينها غاضبة “أمال بتكمني وتوصفلي الطريق ليه لما هو خد التليفون”، لكن مع ذلك لم أجد بدا من أن أطلب منه إيصالي لمنزلي، خاصة أن كل ما أملكه هو 5 جنيهات، لا تكفى للعودة مرة أخرى، ووافق “مهند” دون تردد.
ركبت معه السيارة وكان بجانبه أحد أصدقائه، والذي غادر السيارة بعد قليل، وظللت مع “مهند” وحيدة في الميكروباص على الطريق الصحراوي في اتجاه منزلي، لكنني فوجئت به ينحرف بالسيارة إلي “مدق” جبلي على جانب الطريق، سألته عن سبب تغيير مساره، ففوجئت به يقول لي “هاتي بوسة”، رفضت فورًا، وفوجئت به يلكمني في وجهي، ويخرج سكينا من خلف كرسيه ويوجهه نحوي، وقال لي “هنام معاكي بالعافية”، اضطررت تحت تهديد السلاح إلى أن أجاريه فيما يطلب، خوفا من بطشه، بعد أن وافقته تخلى “مهند” عن السكين، وترك مقعده بالسيارة وتوجه ناحيتي، بسرعة امتدت يدي لأمسك السكين، وعند اقترابه من باب السيارة باغته بطعنة في رقبته، استدار قليلا من أثر الضربة، ليسمح لي بطعنة مجددا في صدره وبطنه.
خلع “مهند” قميصه ووضعه على الجرح في رقبته ليوقف النزيف، وتحرك ببطء ناحية “شنطة السيارة”، ظننت أنه سيستعين بأداة لمهاجمتي؛ فكرت أنه لا يمكنني التراجع الآن، نزلت من السيارة واتجهت نحوه بسرعة، وباستخدام السكين وطعنته مرات عدة حتى خر غارقا في دمائه بدون حركة.
تمسكت بالسكين جيدا وكأنه أملي الوحيد في النجاة وتركت “مهند” ممدا علي الأرض، وتحركت ناحية الطريق، وعندها قابلت شابين يستقلان “تروسيكل”، أثارت الدماء على ملابسي والسكين في يدي مخاوفهما، لكني أخبرتهما أن 4 أشخاص حاولوا اغتصابي لكني هربت منهم، فأقلاني حتى مسجد بالقرية، دخلت المسجد وقابلت عاملا يدعى “عم حجاج”، ودخلت لحمام المسجد وغسلت ملابسي الغارقة في الدماء واتصلت بوالدي ليقابلني، بعد أن أخبرته بما حدث.
مرت عدة ساعات قبل أن يأتي والدي ويصطحبني لقسم الشرطة، وحينها أخبرت الضابط المسئول بأنني دافعت عن شرفي وقتلت “مهند”، وسلمته السكين، ومن ثم دللتهم على مكان الجثة؛ وحينما واجهني وكيل النائب العامة باتهامي بالقتل رددت بلا ندم “نعم أنا القاتلة.. حاول خطفي واغتصابي وكنت بدافع عن شرفي”.
تجدر الإشارة إلي أن القصة عبارة عن سرد تحليلي مبني علي أقوال “أميرة. أ”، الشهيرة بفتاة العياط، في تحقيقات النيابة العامة، وذلك على خلفية اتهامها بقتل سائق، حاول اغتصابها، وجددت محكمة الجنايات المنعقدة في غرفة المشورة، اليوم الأربعاء، حبس المتهمة، 30 يوما علي ذمة التحقيقات، لحين ورود تقرير الطب الشرعي للفصل في أسباب وملابسات جريمة القتل، بينما جدد قاضي المعارضات حبس “وائل” وصديقه، 15 يوما علي ذمة التحقيقات لاتهامهما بمساعدة القتيل في استدراج وتسهيل خطف “أميرة”.