728x90
728x90
previous arrow
next arrow
تقارير

ذكري ثورة 23 يوليو 1952 الذكري 71 ذكرى خالدة للثورة العظيمة التي غيرت وجه التاريخ في العالم

728x90
728x90
previous arrow
next arrow

 

كتب / السيد محفوظ

إنه تاريخ لا يُنسى وباقٍ في العقول والقلوب، 23 يوليو/ تموز 1952، تاريخ الثورة المصرية الكبرى “الأم” بقيادة الزعيم الخالد الذكر “جمال عبدالناصر” ومعه رفاقه من “الضباط الأحرار”، والتي أحدثت تحوّلاً عميقاً ليس في تغيير وجه الحياة في مصر على نحو جذري (حيث أسّست لعهد الكرامة الأول في التاريخ المصري)،.بشعارها ” إرفع رأسك يا أخي فقد مضى عهد الإستعباد ” ، عبر تقديمها لشعبها بعد إنهائها للإحتلال البريطاني، والقضاء على الإستعمار وأعوانه في الداخل ؛ العديد من الإنجازات في مجالات الإصلاح الزراعي، والثورة الصناعية، وبناء جيش وطني قوي، وتأميمها لقناة السويس لتصبح “القناة لمصر بعدما كانت مصر للقناة”.

وكذلك بنائها أهم مشروع حياتي لكل المصريين وهو “السد العالي” ليؤكّد هذا السد الوطني على أن “مصر” ليست “هبة النيل” فقط كما حفظ التاريخ ذلك عن المؤرخ اليوناني الشهير “هيرودوت” (حوالي 484 ق.م – 425 ق.م) ، بل ان “النيل هبة المصريين”.شاء من شاء وأبى من أبى.

 

كما أكّدت ثورة ٢٣ يوليو على أرض الواقع مع “الناصر جمال عبدالناصر”، مبدأ “مصر التاريخ” الحياتي: “الدين لله والوطن للجميع” – وهو الذي كان شعار ثورة الشعب المصري في 1919/3/8 التي قادها إبن الأزهر الشريف “سعد زغلول” والتي تعانق فيها الهلال مع الصليب” – راسمًا فيها ومعها إطار “الدولة الوطنية المصرية” – دولة القانون والمواطنة.- التي فيها المصريون “متعدّدون في الدين ومتحدين في المواطنة” – وهذا هو رمز العيش المشترك الحقيقي -.

وقد أشار “بابا الڤاتيكان” – فرنسيس – بهذا المبدأ الحياتي حينما زار مصر في 2017/4/28 قائلًا للمصريين: “لديكم مبدأ عظيم، المنطقة بأثرها متعطّشة له، فرووا عطشها بتصديره لها”.

 

كما أحدثت “ثورة 23 يوليو/ تموز 1952” بقيادة “الناصر جمال عبدالناصر” تحوّلًا عميقًا في تاريخ مصر المعاصر، أنهى مرحلة.. ومهّد الطريق أمام مرحلة جديدة دعّمت من قدرات “مصر التاريخ”، على مواصلة مسيرة “البقاء والإنماء” بقرارها السيادي الوطني في دوائره الثلاث “الدائرة العربية ، الدائرة الافريقية ، الدائرة الاسلامية”، وقد أك؟د عليها “ناصر” في كتابه “فلسفة الثورة”، ولقد كان “ناصر” صادقًا مع نفسه، ومع فلسفته، ومع إيمانه بالدور الذي الذي تستطيع مصر ان تقوم به في محيطها العربي اولًت ، ثم في محيطها الأفريقي ثانيًا، ثم في محيطها الإسلامي ثالثًا.

 

وحمى هذه الدوائر ولا يزال الجيش الوطني المصري – إبن الشعب المصري العظيم – بعقيدته القتالية التي زرعها “ناصر” في وجدان أفراده “النصر أو الشهادة”، والتي تأك؟دت في حرب العاشر من رمضان 1393 الدفاعية أو حرب 1973/10/6، والتي أسّس لها “ناصر” بـ”حرب الاستنزاف” 1967- 1970.

 

كما نجحت “ثورة 23 يوليو/ تموز 1952” في إحداث تحوّلًا عميقًا في التاريخ العربي المعاصر، وفي التاريخ الأفريقي المعاصر، لا بل وفي التاريخ العالمي المعاصر، أي أن صداها تجاوز تأثيره نطاق مصر والوطن العربي لتصبح رمزًا لنضال شعوب عديدة في أفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية، كانت تكافح من أجل استقلالها الوطني.. وتتوق إلى غدٍ جديد يصون عزتها وكرامتها.. حتى تحقّقت أحلامها، وكان ذلك إيذانًا ببدء حقبة جديدة في التاريخ الإنساني المعاصر، وولادة “العالم الثالث” 1959- 1960.

 

بعدما شهد العالم انحسار موجة الإستعمار التي بدأت منذ انعقاد “مؤتمر باندونغ” 1955 – عاصمة جاوة الغربية بأندونيسيا – والذي اس؟س لمبدأ “الحياد الإيجابي”، والذي كان قد سبقه ظهور مصطلح “التعايش السلمي” 1954 والذي ظهر عن اجتماع الدول الثلاث “الهند – الصين الشعبية – مصر”.

 

وقد بلّور “مؤتمر باندونغ” الفكرة التي حملتها مصر وهي “القضاء على الإستعمار” -أو تصفية الإستعمار- وذلك لقهر “التمييز العنصري”، ولإعلاء دور “حقوق الإنسان الدولية”، وهذا كله بلّور فكرة “الحياد الإيجابي”، والإنتقال بتجمع الدول “الآسيو- أفروية” من تعبير جغرافي لا أهمية له إلى “رقم سياسي” في قوته السياسية الضاغطة، والتي أصبح لها دورها في “الجمعية العامة للأمم المتحدة” بزعامة “ناصر” و”نهرو”.

 

وقد مهّد ذلك لقرار “تصفية الإستعمار” الذي أودع الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ”15″ العادية في 1960/10/10 والذي أعدته مصر بدعم من الإتحاد السوڤياتي، والذي أقرّ في 1960/10/14 لتصبح القارة الأفريقية محرّرة من الإستعمار القديم “البريطاني – الفرنسي – البلجيكي وغيرها”، وبعد القرار كرّمت الدول الافريقية “ناصر” بانتخابه بالإجماع أول رئيس لمنظمة الوحدة الافريقية ما بين 1964/7/17 الى 1965/10/21.( وقد تحوّل أسمها في2002/7/9 إلى منظمة الإتحاد الأفريقي).

 

هذا ، ومع تحرّر القارة الأفريقية أخذت “فلسفة عدم الإنحياز” تشق طريقها بقوة إلى القاموس السياسي الدولي منذ 1961 والتي كان الرئيس الهندي “نهرو” قد أطلقها 1947، وتبناها “ناصر” لتصبح معه ومع “نهرو” و”تيتو” -الرئيس اليوغوسلاڤي ليوغسلافيا القديمة -( قبل إنشطارها في 1991 إلى ٧ دول معترف بها دوليًا، و ٥ دول غير.معترف بها دوليًا)- عالمية الانتشار بانعقاد “مؤتمر بلغراد” 1961 – عاصمة يوغوسلاڤيا القديمة – ( قد أُسند ألى ” ناصر” بالإجماع منصب الأمين العام لحركة عدم الانحياز في 5 أكتوبر 1964 إلى 8 سبتمبر 1970 حينما طلب “ناصر” إعفائه من هذا المنصب لظروف صحية ، وكان ذلك قبل حوالي ثلاثة أسابيع من وفاته في 1970/9/30).

 

هذا ، ولقد جسّدت فكرة “عدم الإنحياز” ، عدم الإنحياز السياسب عن المعسكرين الغربي والشرقي، في أصعب فترة اجتازها العالم وهي فترة “الحرب الباردة” بين المعسكرين التي سقطت في 1990 بعد تفجير الاتحاد السوڤياتي إلى 15 دولة.

 

وفي عشية الذكرى الـ”71″ لـ”ثورة النصف الثاني من القرن العشرين ، أُكّد على أن ثورة 23 يوليو 1952 التي غيّرت وجه «مصر التاريخ»، ووجه المنطقة وقعت في قلب العالم القديم، ملتقى الحضارات المختلفة، ومهد الأديان السماوية..فهي كانت ابنة التيار الوطني والقومي، تلهب الرجال -حتى الآن- بذكرى صراعاتها في سبيل الحرية، والعدالة الاجتماعية و”المساواة في المواطنة”، كما تلهبهم بحلمها عن :القومية العربية: أو تثير أحقادهم.

 

إنها ابنة النور، فهي هزمت هجمات الامتيازات القديمة، وسحرت العقول بجهدها العظيم في سبيل تنظيم المجتمع على أسس وطنية عقلية جديدة مؤسّس على أن “الدين لله والوطن للجميع” ، في إطار ” القومية العربية الجامعة “.

 

فثورة 23 يوليو 1952 مع كونها موضع إعجاب دائم، وموضع خوف دائم، ستستمر حيّة أبدًا في وجدان الرجال .

 

تحيا مصر.. تحيا الأمة العربية..

اظهر المزيد
728x90
728x90
previous arrow
next arrow
زر الذهاب إلى الأعلى