الجزء الثالث مع الفنان والمطرب والنوسيقار والملحن/محمد فوزى
التقيت بمحمد فوزى
وانا طفل فى سنة ١٩٥٨
كنت فى اسكن مع العائلة فى حى العباسية
وكنت فى سنة ثالثة ابتدائى ؛ وكانت العائلة تعشق صوت المطرب محمد فوزى من خلال إذاعة أغانيه فى الراديو وقتئذ ٠ ولما علما أنه سيقوم بإنشاء أول شركة للاسطوانات فى مصر والشرق الأوسط فى العباسية ٠ اخذنى السيد.الوالد رحمه الله ومعى اخواتى الاعزاء لنشاهد هذا الصرح الكبير ؛ ووجدت أن المئات من سكان حى العباسية يذهبون يوميا
ليروا مرحلة البناء ٠
وشاهدت بعينى الفرحة تعم الجميع ؛ وسكان العمارات المجاورة انقر شركة الاسطوانات الذى كان فى البداية عبارة عن مصنع يقومون بتقديم ثوانى الاكل والمشروبات للعمال المشاركين فى البناء ؛ وفجأة وجدت صباحات التصفيق والزغاريد من كل مكان لظهور الفنان محمد فوزى وسط هذا الجمع الغفير من السكان ؛ وقام بتحيتهم جمبعا ؛ وسلم عليهم فردا فردا وقام بتوزيع بعض الصور له
على المعجبين ؛ ثم قام بمداعبة العمال وتقديم
الشكر بعض الأموال لهم
حافزا لهم على إكمال مهنتهم بنشاط وحيوية ٠
ورايت بعينى مدى التواضع والحب بينه وبين الجماهير وعدم التفرقة بينهم فى المعاملة ؛ فازداد حبى وتعلقى بهذا الفنان العظيم ؛ ودخلت كل أفلامه فى السينمات المنتشرة فى حى العباسية فى ذلك الوقت عدة مرات ٠
انكار الذات
يرفض لحنا لام كلثوم
وبهديه للملحن بليغ !!
طلبت منه كوكب الشرق السيد.(ام كلثوم )
أن يقوم بتلحين اغنية لها فوافق على الفور ؛ وعندما قام بقراءة كلمات الأغنية قال للسيدة ام كلثوم ( لنا باعتذر عن تلحين هذه الأغنية ! فاستغربت ام كلثوم وقالت له لماذا :
الكلمات لم تعجبك !
فأجاب بصراحته المعهودة :-
أرى أن كلمات هذه الأغنية أن بقوم بتلحينها الملحن ( بليغ حمدى ) فهو أجدر منى على تلحبنها ٠ فزاد استغراب ام كلثوم وقالت لكنه لسه مبتدىء !! فأجابها :
ولكنه فنان اتوقع له بأنه سيكون له باع كبير فى فن التلحين المصرى والعربى ٠ وبالفعل اخذت ام كلثوم لنصيحته وشكرته ؛ وأصبح الفن الملحن بليغ حمدى أسهر الملحنين المصريين والعرب ؛. قام بتلحين عدة أغنيات أخرى للسيدة ام كلثوم كلها ناجحة واشتهر بليغ بفضل الله سبحانه. وتعالى اولا وبفضل محمد فوزى الذى أعطاه الفرصة على طبق من ذهب ٠٠
اكرم منتج سينمائى
التقيت مع العديد من الفنانين المنتجين والمخرجين فى ندوة مهرجان الإسكندرية
السينمائى الدولى بمناسبة مرور ١٠٠ عام على مولده عام ٢٠١٨ فى فندق شيراتون المنتزة ٠
فقالواجميعا أن الفنان المنتج محمد.فوزى كان انزه منتج سينمائى ! وكان الفنانين يسعون للعمل معه بحب وإخلاص لانه كان سخى فى المعاملات المالية ؛ ويعطى لقسط العمل كل المتطلبات المادي. والمعنوية اولا بأول ؛ وعمره مااتاخر فى دفع
قيمة التعاقد يومو واحدا
وأنه كان لا يبخل فى الافلام الاستعراضية الغنائية على أفلامه من ناحية الملابس والاكسسوارات والديكورات والمجاميع
وكان يعطف على الكومبارس ويعطيهم فلوس زيادة من جيبه
شخصيا ؛ ومخصوص مبالغ يدفعها لازجه الخير شهريا لبعض الأسر المحتاجة ٠
ندوة مئوية محمد فوزى تتحول الى مظاهرة حب وتأييد
الغريب أنه كانت قبل ندوة ميؤية الفنان محمد.فوزى كانت تنعقد ندوة لتكريم الفنان الراحل ( فاروق
الفيشاوى ) الذى قال فى نهاية تكريمه أنه أصيب (بالمرض الخطير)
والأطباء صرحوا بأنه لا يعيش أكثر من شهرين ثلاثة عل الاكثر ؛؛
فانغمرت القاعة بالحزن الشديد. بعض الفنانات والسيدات بكوا ؛ والبعض غادر الفندق ٠
فاقترح الاستاذ( الامير أباظة ) تغيير مكان القاعة لندوة (.ميؤية الفنان محمد فوزى ) توفيرا للنفقات ؛ وكنت بالقرب منه ؛ فقلت له لا تفعل ذلك فانزمحبى محمد فوزى بالالاف والقاعة ستنمتلىء باذن
الله ؛ واعيدنى مكموعة كبيرة من الصحفيين والفنانين المتواجدين
وتم انعقاد.الندوة فى أكبر قاعات الفندق لتمتلىء القاعة لدرجة أن المنظمين على المهرجان
اضطروا لسحب كراسى المطعم ليجلس عليها السادة الضيوف ٠
وكان يدير الندوة الاستاذ( الامير أباظة )
والصحفى ( اشرف غريب ) واستضاف حفيده الذى بكى من كثرة ترحاب الجمهور والفنانين والصحفيين بالفنان محمد.فوزى ٠
ودارت مناقشات ساخنة لازلت أتذكرها.حتى الآن
وقلت فى الندوة :
سهام الحقد من بعض
رجال الثورة قضت
على محمد فوزى !!
قلت بكل انفعال : كيف تؤمم الدولة المصرية متمثلة فى بعض رجال ثورة ٢٣ يوليو مصنع محمد فوزى للاسطوانات وتجرده من كل ممتلكاته التى حصدها بالعرق والدموع والكفاح ؛ وتركت عدة شركات فنية أخرى بدون تأميم قدفى ذلك الوقت مثل شركة( صوت الفن)
امحمد.عبد.الوهاب ؛ ولم تكتفى بذلك بل حجزت على على شقته وسيارته وقطعة الأرض المملوكة له فى طنطا ؛ وكل ممتلكاته المالية وجواهر زوجته الفنانة ( كريمه ) فى ذلك الوقت ؛ ولم.تكتفى بذلك بل جعل موظفا عندهم بالأجر
( ١٠٠ جنبها فى الشهر )
وجعل ه يجلس فى غرفة البوفيه التى تقدم الشاى والقهوة ؛؛
وازدادت المناقشات حامية وخاصة أن يوحد.فى القاعة بعض الناصريين ؛ الذين قالوا لأن التأميم انطبق على الجمبع ؛ فطلبت الاذن بالكلام مرة ثانية فطلب منى الامير أباظة ان أتكلم بهدوء :
فقلت :- انا هاقول لكل صراحة أن سبب جناية محمد.فوزى ( انه غنى لجلالة الملك فاروق ) مع العلم بأن السيدة أم كلثوم غنت للملك فاروق فى النادى الأهلى وازعم عليها الملك بوسام الكمال وتطلق عليها ( كوكب الشرق ). ان عبد الوهاب وفيد الأطرش ظغظم المطربين والمطربات فى ذلك الوقت غنوا للملك فاروق. ولم يحصل لهم ماحصل لمحمد فوزى الذى مرض مرضا خطيرا ولم ترضى الدولة أن تقوم بعلاجه فى البداية
ولكن نظرا لطلبات نقابة الموسيقيين والنداءات
والطلبات اليومية لعلاجه تم السماح له بالسفر مع زوجته الفنانة كريمة ( وقال الأطباء أن محمد.فوزى أصيب بمرض نادر اطلق عليه مرض محمد.فوزى لأنهم لا يستطيعون علاجه !!
وان خمسة فقط فى العالم أصيبوا به ) ٠
انا اقولها بصراحة أن محمد.فوزى مات من القهر والظلم والحقد.من بعض رجال الثورة الذين أجهضوا عليه معنويا وجردوه من ادميته ؛ ليستولوا على كل ما يملك بحجة التأميم والتاميم برىء من تصرفاتهم الشاذة المؤذية لأعظم فنان مصرى عشقته الجماهير المصرية والعربية حتى هذه اللحظة ) وامتلات القاعة بالتصفيق وسط غل وحقد بعض الناصريين !!
والى اللقاء مع الجزء الرابع مع الفنان والمطرب والموسيقار والملحن ( محمد فوزى ) ٠
مع تحيات /
حسنى طلبة