إبراهيم عبد المجيد عن ترجمته لـ”رسائل من مصر”: كشف جوانب لا يتوقف عندها المؤرخون.
شيماء عارف
صدر مؤخراً للكاتب والروائى الكبير إبراهيم عبد المجيد، كتاب “رسائل من مصر” عن بيت الياسمين للنشر بالقاهرة، وهي ترجمته لرسائل الأديبة البريطانية لوسى دوف جوردن، والتى جاءت لمصر من أجل العلاج من مرض السل عام 1862 وتوفيت ودفُنت بها 1869.
حول ترجمته لهذا الكتاب والذى تضمن أكثر من 130 رسالة قال الكاتب إبراهيم عبد المجيد لبوابة تحيا مصر حره: إن “الكتاب شديد الفتنة والجمال؛ لأنه معني بحياة الناس العادية، وصورة المرأة المصرية جميلة فيه، ويكفى أن تكتب الكاتبة لزوجها تطالبه بالمجئ لمصر لرؤية هذه المرأة التى تختلف عن قرينتها الأوروبية”.
ويضيف “تجسد هذه الرسائل علاقة جوردن الطيبة بالعبيد؛ حيث كانوا يتقاتلوا لكى تقوم بشرائها لأنها كانت تقوم بمعاملتهم معاملة حسنة وبتعليمهم، فضلاً عن أنهم كانوا يرفضون الذهاب لطبيب الحكومة لكى يعالجهم ويذهبون لها لتقوم بمداواتهم، كما كان يتم تخصيص جزء من خطبة الجمعة للدعاء لها بالشفاء من مرض السل”.
ويستكمل: “فى رسائل جوردن نتعرف على شخصيات لم يذكرها التاريخ منها الشيخ يوسف أبو الحجاج أمام مسجد أبو الحجاج عمره 29 عاما، فرغم أنه لم يتعلم فى فرنسا مثل رفاعة الطهطاوى وطه حسين، ولكنه كان يفهم ويعى مثلهم فى السياسة والدين”.
كما نكتشف كمًا كبيرًا من المحبة بين المسيـحيين والمسلمين، وكذلك نتعرف على العنف الذى تعرض أى شخص يعترض على السياسة، وذلك من جانب البوليس الذى كانوا يطلقون عليه “الانكشارية”، نظام السخرة الذى تم تطبيقه على بعض المصريين آنذاك”.
ويواصل إبراهيم عبد المجيد:” كتاب جوردن كشف لى جوانب قليلاً ما يقف عندها المؤرخون رغم النهضة التى وجدت فى ذلك الوقت”.
ولفت إلى أن منزلها كانت بمثابة منتدى ثقافى يرتاده الراغبون فى الثقافة. ويقول إنها أخذت خفة الدم من المصريين فكانت تردد النكت وتكتبها بالإنجليزية بحروف أجنبية وتنطق بالعربية”، مضيفًا أن ترجمة الكتاب كانت ممتعة له كونه لم يكن يعرف معظم الأحداث التى تضمنها.
وأشار إلى أن رسائل جوردن نشُرت عام 1875 عن طريق ابنتها، ثم قامت الابنة بإعادة نشره فى طبعة عام 1902 ولكنها قامت فى الطبعتين بحذف بعض الرسائل الخاصة التى رأت أنها تسئ إليها، إلا أن حفيدها قام بنشر هذه الرسائل فى الكتاب التالى عام “1969.
