سليمان شاه وتفاصيل حبسه بالموصل…
بقلم/ عمر صابر أحمد
كان سليمان شاه بن السلطان محمد بن ملك شاه عند عمه السلطان سنجر، وجعله وليّ عهده، وخطب له على منابر خراسان فلما وقعت فتنة الغز وأسر سنجر قدمه أمراء خراسان على أنفسهم. ثم عجز ومضى إلى خوارزم شاه فزّوجه ابنة أخيه، ثم سعى به عنده فأخرجه من بلده، وجاء إلى أصبهان فمنعه الشحنة من الدخول فمضى إلى قاشان، فبعث السلطان محمد شاه ابن أخيه محمود عسكرا ليدفعه عنها فسار إلى خوزستان فمنعه ملك شاه منها فقصد اللحف ونزل. وأرسل المقتفي في أثره فطلبه في زوجته رهينة ببغداد فبعث بها مع جواريها وأتباعها فأكرمهم المقتفي، وأذن له في القدوم وخرج الوزير ابن هبيرة وقاضي القضاة والفتيان لتلقيه، وخلع عليه المقتفي وأقام ببغداد. حتى إذا دخلت سنة إحدى وخمسين أحضر بدار الخلافة، وحضر قاضي القضاة والأعيان واستحلف على الطاعة والتجافي للخليفة عن العراق، وخطب له ببغداد ولقب ألقاب أبيه، وأمدّ بثلاثة آلاف من العسكر، وجعل معه الأمير دوران أمير حاجب صاحب الجبلة. وسار إلى بلاد الجبل في ربيع الأوّل من السنة، وسار المقتفي إلى حلوان وبعث إلى ملك شاه بن السلطان محمود يدعوه إلى موافقة عمه سليمان شاه، وأن يكون وليّ عهده فقدم في ألفي فارس وتحالفا وأمدّهما المقتفي بالمال والأسلحة، واجتمع معهم ايلد كز صاحب كنجة وأرانية، وساروا لقتال السلطان محمد فلما بلغه خبرهم أرسل إلى قطب الدين مودود بن زنكي ونائبه زين الدين علي كوجك في المساعدة والارتفاق فأجاباه، وسارا للقاء عمه سليمان شاه ومن معه، واقتتلوا في جمادى الأولى فهزمهما السلطان محمد وافترقوا، وتّوجه سليمان شاه إلى بغداد على شهرزور وكانت لصاحب الموصل، وبها الأمير بوران من جهة علي كوجك نائب الموصل فاعترضه هنالك كوجك وبوران فاحتمله كوجك إلى الموصل فحبسه بها، وبعث إلى السلطان محمد بالخبر وانه على الطاعة والمساعدة فقبل منه وشكر.له