مستقبلي خلفى .. أو تعلمون ؟..مستقبلي خلفى…أربعون عاما مضت منتظرا لا أعرف ماذا أنتظر .. ثم أتت ..تقابلنا فى محطة قطار….ساحرتى…بعد خمس ثوانى أدركت أنها من كنت أنتظر…مجبرة على الرحيل وأنا مجبور على تركها ترحل…فى نصف ساعة ملكتنى وهل يمكن اختصار العمر فى دقائق؟ هذا ما حدث معى…ليس لكلمة الحب مكان فى القصة …او هو عنوانها الكامن فى كل لحظة فيها ..
قالت بأنها سعيدة أنها عرفتنى…وقلت أننى ممتن للحياة أن بها كائنات مثلها وللظروف التى وضعتنى فى طريقها…لكننى نقطة على هذا الطريق ولست رفيق سفر…لحظات مسروقة من نمطية الزمان أعيش على ذكراها ازمانا…
من أجل مثل هذه المرأة تفتح خزائن الذهب ويلقي تحت قدميها فيزداد ألقا وقيمة…من أجلها تقوم الحروب ويفنى الرجال غير نادمين وأنا منهم…من أجلها تشرق الشمس فتعطى للحياة معنى وهدف ..قلت اننى لن أرغب فى الارتباط بها… أعرف اننى لو فعلت لرميت عمرى وماضى ومستقبلي ورهنتهم لارضائها….لا ابخل بهم عليها وهى تستحق .. ولكننى أخشى ألا يكون هذا كافيا فيضيعون هباءا وأخسر رضاها..وسعادتها.
صديقتى مرتبطة…وبعيدة…بعد أحلام الصبا التى لم تحدث ولن تحدث…بعد كوكب شارد لم تلتقطة مراصد البشر ..بعد سنوات الطفولة التى لن تعاش مرة أخرى..بعيدة كسراب تراه عيناك ولكن لن تبلغه ولو قضيت العمر سعيا.
قلت لها أن مشاعرى متضاربة..لا أعلم إن كنت فرحا بلقائها أم حزينا ليقينى بأنها سترحل لا محالة…بداخلي انفجار مكبوت وصرخات فرح وشجن…إجابات بلا أسئلة وامتحان نتيجته الفشل.كيف تنظر فى عين امرأة أنت تعلم أنها لغيرك؟ كيف تستطيع أن تترك يدها بعد أن تقبلها فى لحظة تمنيت أن يتوقف فيها الزمن؟ اى قوة امتلكت لأترك يدها…كم عدد الذنوب التى ارتكبتها لأفعل مثل تلك الفعلة…هذا التخلي هل احتاج الى قوة للترك… أم هو ضعف عدم القدرة على الاحتفاظ.؟
هذا التخلي يؤلمنى…هذا الالم الذى لا مكان له فى جسدك ولا تعلم موضعه لكنك فقط تتألم…قد يكون فى الروح…نعم .. الآن أدركت..هو ألم فى الروح..
أنا آسف.. أنا آسف يا صديقتى على تركك ترحلين…على هذا العمر الذى مضى ولم أعشه فى رحابك..على الثوانى القادمة منه ولن أكون معك…على الظرف الغير مواتى ومتى كان الظرف مواتيأ؟ هى الحياة التى أنا ممتن لها أن أوجدتك..وناقم عليها لبعدك..كنت بجوارى بالأمس الخالد ولكن المسافة بيننا أميال وسنوات وضربات تلقاها كل منا لتكون ما نحن عليه..
ليس للحب مكان فى هذه القصة ولكنه كامن فى كل لحظة فيها…كلمة أحبك أسيرة داخلى لا أستطيع النطق بها…وما جدواها غير تعقيد الحكاية..ما جدوى تلك الكلمة العاجزة عن وصف شعورى الحقيقي…ما جدواها وأنت بعيدة ولن أكون معك.ما عندى أكبر من الحب..عندى شعور جاحد وفاجر..متمرد وشبق وحنون..جرئ. مؤمن وكافر.. مندفع…ألجمته عيناك عند حد التمنى فخر ساجدا فى محرابك…وأطال السجود.. أطال السجود يا منيتي ولم ينل الجنة..ولن ينال الجنة.
رحل قطارها عكس قطارى وعدت وحدى ولكن ليس أنا…ليس كما كنت ولن أعود كما كنت…شئ واحد لم يتغير فى هذا الرجل الذى يمضى نحو الكهولة بإيقاع متسارع..شئ واحد لم يتغير..
أنه مازال..
مجرد عاشق فاشل.
عدد المشاهدات : 68
مرتبط
زر الذهاب إلى الأعلى