«الممر» يفتح شهية صناع السينما للأفلام الحربية
تحقيق /احمدمرسى
تحول فيلم «الممر» الى ملحمة فنية،بعد الاشادات التى حاز عليها من النقاد والجمهور والفنانين،لأول مرة يحدث شبه اجماع على عمل سينمائى بهذا الحجم،الفيلم حقق أصداء كبيرة فى الوسط المصرى والعربى، واستطاع ان يلقى بحجر فى المياة الراكدة للسينما المصرية،وهى المرة الأولى فى تاريخ السينما منذ فترة طويلة أن يحقق فيلم حربى جاد كل هذه النجاحات.
الفنانون المشاركون اعتبروه أهم مرحلة فنية فى حياتهم،ومن لم يشارك فيه تمنى المشاركة ولو كضيف شرف باعتباره فيلمًا يشرف السينما المصرية،واتفق النقاد على أنه أهم فيلم حربى تم تقديمه حتى الأن على مستوى الاخراج والانتاج والسيناريو وكافة عناصر اللغة السينمائية ، أما الجمهور فأكدت الإيرادات الضخمة التى اعلنتها قاعات العرض فى أول ايام عرضه على اشتياق الجمهور ورغبتهم فى مشاهدة فيلم يحترم عقلياتهم ويشحذ الهمم ويعيد اصداء الانتصارات والمشاعر الحربية التى عاشها المصريون ومازالوا يعيشونها..
« تحيامصرحرة » استطلعت اراء النقاد والفنانين حول الفيلم الذى اخرجه شريف عرفة، وكتب له الحوار الشاعر أمير طعيمة، وأبطاله أحمد عز، إياد نصار، هند صبري، محمد جمعة، محمد فراج، محمد الشرنوبي، أحمد صلاح حسني، شريف منير، محمود حافظ، أمير صلاح الدين، أحمد رزق، أحمد فلوكس..
طارق الشناوى:الفيلم احترم عقل المشاهد
الناقد طارق الشناوى قال إن فيلم الممر بداية انطلاقة قوية لتقديم مثل هذه النوعية من الأعمال خلال الأيام القادمة،لان نجاح الممر على المستوى الجماهيرى سيجعل المنتجين يسعون الى تقديم االفلام الحربية والدينية والتاريخية مع ضمان الايرادات، وهذا إن دل فإنما يدل على ان الجمهور يحتاج هذه النوعية من الأفلام التى تحترم عقل المشاهد،وتلامس مشاعره الوطنية وتشحذ الهمم، وتؤكد ان الجمهور لا يبحث عن الاستسهال لكن يهمه العمل المصنوع بشكل جيد ويؤجج المشاعر الوطنية داخله.
وأضاف أن المخرج الموهوب شريف عرفة يعى جيدا كيف يصنع فيلمًا عسكريًا بعمق اجتماعى، ليفهمه الجمهور، ويسعى لتقديم مثل هذه الاعمال التى تجذب الجمهور للسينما و تمكن من توظيف التقنيات الحديثة، وتغلب على تكرار رفض تصوير فيلم عن هزيمة 67، والدولة ساعدته بقدر من المرونة، مشيرا إلى أن حضور الرئيس الراحل جمال عبد الناصر فى بداية الفيلم كان مؤثرا، ثم حرب الاستنزاف، التى أعادت الثقة للجيش وللجبهة الداخلية.
وأضاف أن الأفلام العسكرية نادرة لاصطدامها بأكثر من عائق، منها ضآلة الميزانية، والسذاجة فى التنفيذ التى لا تتناسب أبدًا مع ما حققته قواتنا المسلحة من انتصار أسطورى فى حرب 1973، مشيرًا إلى أن كل من بالفيلم اخرج أفضل ما لديه منهم أحمد عز ومحمد فراج وأحمد فلوكس وأحمد رزق ومحمود حافظ وهند صبري،
أن الموسيقار عمر خيرت منح الشاشة زخما بتلك الرؤية الموسيقية للفيلم وكذلك كلمات الأغنية التى كتبها الشاعر أمير طعيمة.
محمود قاسم: الممر طفرة انتقالية فى عالم السينما
الناقد محمود قاسم قال إن عرض فيلم «الممر» فى هذا الموسم يمثل طفرة انتقالية فى العالم السينمائى لعدة أسباب أهمها أننا منذ 15 عاما لم يعرض فيلما حربيا فى قاعات العرض السينمائى، وكانت الكفاية بأفلام تليفزيونية مثل ناصر 56،وهو الفيلم الذى عرض فى الذكرى الأربعين لتأميم قناة السويس وقتها ما إن تولى نتينياهو رئاسة الوزراء فى اسرائيل،وفى توقيت ارهب العالم كله خرج هذا الفيلم ليقول اننا لدينا زعيم قال لا للاستعمار،ويعتمد على قوة شعبه، وبعدها نجح العديد من الافلام مثل «يوم الكرامة» و«الطريق الى ايلات»، ولذلك نحن نحتاج لهذه النوعية من الافلام رغم انه فيلم تليفزيونى محدود وليس سينمائيا يعرض فى العالم كله ، وكان سبب انتشار الافلام الوطنية وجود قيادات لديها حس وطنى وهذا ما نراه الأن، المنتج هشام عبد الخالق يقدم فيلما يخاطب الحس الوطنى والجمهور يحتاج مساندة معنوية فى المقام الاول، لان الناس «مشروخة من داخلها»، والجمهور دخل لفيلم الممر لانه يريد ان يشعر بلحظة الانتصار الوطنى او ما يطلق عليه لحظة الانتصار الجماعى، فهى اقوى لحظات الوطنية التى يعيشونها.