٣) قصة حياة النظارة المضيئة فى السينما
المصرية نادية لطفى
أمينة رزق ٩٠ سنة وحوضها كسر وكانت
بتمثل وتبدع !!
عندما سأل الناقد
طارق الشناوى الفنانة
نادية لطفى عن سبب اعتزالها الفن مبكرا وهى فى عز شهرتها علشان
الزمن وكبر السن ؟
- أجابت نادية لطفى بتلقائية هذه حكايات كانت تروى زمان(فام
كلثوم) مثلا.لم تتزوج حتى تجاوزت الخمسين سنة من عمرها كى لا يغضب جمهورها !! هذا العصر انتهى ؛ هذه روايات عندما كانت السينما فى بداياتها كان صناعة النجم فى غموضه ؛ وعندما ادخل الشيوعيين الفن فى السياسة وقرب الفن من السلطة أزال عنه غموضه
الفنانة العظيمة (أمينة رزق) كانت قد.تخكت سن التسعين وحوضها
كسر ؛ ومع ذلك كانت بتصور وهى مكسورة !!
وسافرت الكويت وأخذت الجائزة وعملت مسرحيتين !!
فقال لها الناقد طارق الشناوى أنها وقعت وهى بتمثل على المسرح ؟
فأجابته نادية لطفى لا الحقيقة هى كانت حادثة
(عربة كارو) قد.صدمتها
فى العتبة مما أدى إلى وضع شريحة فى الحوض ؛ فقلت (لمريم فخر الدين) لما تزوريها
خدينى معاكى فاتصلت بى بعدها وقالت لى أن أمينة رزق فى الكويت
تتسلم جائزة بمناسبة عيد المسرح !!
قلت لها وهى ما زالت تتعالج فى المستشفى سافرت ؟ ايوه اخذت الجائزة وقامت بتمثيل
روايتين على المسرح ٠
فيصلوا لها الدور على أنها مكسورة ٠٠ وكانت فى المستشفى ووقعت
أمام المستشفى وعملت الدور هكذا ٠٠
الفنانة أمينة رزق من عشقها للفن تحدت الزمن
والعمر لأن الفن يجرى فى عروقها طلبوا منها أن تمثل.وهى جالسة على الكرسى لان حوضها مكسور فقالت لا الجمهور ذنيه ايه انا لازم أحيى الجماهير التى جاءت لمشهدتى وأصرت على تكملة المشهد وهى واقفة بما سبب لها الأم رهيبة !!
فنانة لن تتكرر أمينة رزق
كلما شاهدت أفلاما مثل
( بائعة الخبز /.اعز الحبايب) ابكى على هؤلاء العظماء من الفنانين الذين ذهبوا حياتهم للفن !!
عضوة فى جمعية
الحمير !!
سألها الناقد.كارق الشناوى وقال لها سمعت انك عضوة فى جمعية
(. الحمير ) !! تعليقك ؟
- بالفعل انا عضوة فى جمعية ( الحمير ) التى أنشأها الفنان ( زكى طليمات ) وانا اعطونى لقب ( حدوة ) فى الجمعية ؛ والناس يعتقدون أنها جمعية رفق بالحيوان وكان سبب التسمية الفنان
( سيف وانلى ) الكارتيرى الساخر الذى قال : أن سلوك الحمار هو خدمة الإنسان منذ
بداية الخليقة الذى ينقل إليه الطعام والزراعة وخلافه بدون أن يشتكى
لديه صبر فظيع ولا يحصل على واحد من عشرة بما يحصل عليه الحصان بالرغم من أنه يفيد.البنى آدم أكثر !!
جمعية انتاج مع فريد
شوقى ورشدى اباظة
- قال لها الناقد.طارق الشناوى سمعت بانك
أنتجت. للسينما ؟
- انت متابع جيد.لنشاطى الفنى انا كونت مع الفنان(فريد شوقى) اول من عملت معه فى السينما فى فيلم
( سلطان ) وكان معنا فى الفيلم فى بداياته يمكن سادس فيلم له الفنان (.رشدى أباظة )
الذى أصبح منافسا
لفريد.شوقى كونا شركة إنتاج سينمائية وهما من أعز الاصدقاء ثم يليهم الفنانين ( احمد مظهر/
احمد.رمزى /زكى طليمات وبالطبع الفنانة سعاد.حسنى/تحية كاريوكا /زوزو نبيل )
نادية لطفى ومشاركتها
مع الصليب الأحمر فى
علاج الجنود
قال.عنها.لواء طيار ( سمير موسى ) بداية معرفتى بالفنانة فاتن حمامة منذ أكثر من ثلاثين عاما فى عيد ميلاد الفنان(جورج سيدهم) بنادى البحرية الخاص بالقوات المسلحة
عرفت نادية لطفى الانسانة ٠٠ المحبة لمصر والوطنية من الدرجة الأولى واسالوا خط النار فى ٧٣ ومستشفيات القوات المسلحة وزيارات المعسكرات خلال حرب الاستنزاف واثنار الحرب وبعد.الحرب زيارة المستشفيات والمشاركة مع ( الصليب الأحمر ) فى علاج المرضى والجرحى ( متطوعة )
طوال فترة الخرب تركت بيتها والفن وتفرغت لخدمة الوطن والتخفيف عن المرضى والمصابين للجنود وصف جنود.
والضباط ٠ وكانت الابتسامة على وجهها دائما إنسانة قيمة عندها اعتزاز بالنفس ؛ التى لا تخاف قول الحق مهما كان الثمن !! عرفتها من الملحمة الوطنية بين المسلمين والمسيحيين المصريين ؛ اسالوا المساجد والكنائس فى ذلك ٠
وكانت تضيف على المكان بهجة وسرور فتجدها امامك مسمتعة
وتجد.فيها كرم الضيافة وهذا نابع من جذورها مشرقا ية الذين يتصفون دائما بالكرم وحسن الضيافة ٠
نادية لطفى ٠٠ فنانة شاملة واسالوا عنها ( النظارة السوداء/
قاع المدينة /أبى فوق الشجرة /المومياء /
السمان والخريف /
قصر الشوق / مذكرات تلميذة / الناصر صلاح الدين وفي ها من الأعمال السينمائية البارزة التى رشقت فى عقول.وقلوب كل المصريين وغير المصريين والتى تركت بصمة مضيئة فى تاريخ السينما المصرية ) ٠
قلبها يتسع للجميع
ويحمل هموم الكون !!
قال عنها الدكتور( محمد المراكبى) أن الفنانة الانسانة نادية لطفى لها مواقف إنسانية ووطنية لا ينكرها أحد ؛ حيث تحركت فى حرب ٧٣’ لترعى الجنود المصابين
فى القصر العينى ؛ وانطلقت إلى لبنان لترعى الفلسطينين حين جاروا عليهم هناك ؛ وحين حوصرت بيروت
ظلت هناك حتى رفع الحصار !!
اتسع قلبها فيفيض رحمة فلا تنسى الفنان(جورج سيدهم) الذى تخلى عنه
الكثير خلال مرضه ! وتقول بكره تيجى حنحتفل بعيد.ميلاد
جورج عندى بالبيت ؛
لتعود الابتسامة لجورج سيدهم ٠
أصيب أحد.الممثلين
الشبان بحساسية مفرطة أثناء حضورها عرض مسرحية بمسرح البالون
فتحمله بسيارتها.الى مستشفى العجوزة لإنقاذه كنت شاهدا على هذا الموقف ٠
قلبها لا يعرف الإساءة فترعى جارها المصاب
بتوقف التنفس مع النوم
رغم تكرار إساءته لها.برفع صوت المذياع
فيؤرقها.فلا تنام بعد.التصوير.؛ ورغم معاتبته له فيعلق.عليها
(.ام بيومى ) حتى أنها تسأل عنه في الامارات
كان هناك وقد.ساءت حالته !! وتطلب منها مساعدته لعلاجه بالقاهرة ٠
فى الآونة الأخيرة عانت الكثير من الآلام
وأجريت لها عملية جراحية بالظهر ؛ لكن رغم ذلك تقابل.الناس
ابتسامتها المعهودة مع روح المرح و المداعبة٠
فتكتم آلامها وتفيض حبا
مع ابتسامة مرحة على الأخريين ٠
حتى أنها رغم.مرضها
بمستشفى المعادى كانت
تزور مذيع القناة.الاولى
( جورج.رشاد.)الذى أصيب فى حادث.نقل
على أثره.المستشفى ٠
نادية لطفى لم تعش لنفسها.بل عاشت
للاخريين أنكرت.نفسها
وزاد.عطاءها.٠
نادية لطفى
والعمل الاجتماعى
قال عنها.الكاتب(خيرى
شلبى)
من المؤكد.ان نادية لطفى وهى تتجه إلى العمل الاجتماعى العام
كانت تمارس شيئا أصيلا فيها ؛ لا يشوبه الافتعال أو المنظرة ؛ ولهذا كنا نصدقها حيث نسافر إلى صابرا شاتيلا لمؤاساة
الجرحى وشد.وشد.ازر المواطنيين الفلسطينيين
ونصدقها حين تشارك فى أعمال الخير؛ والانضمام إلى الجمعيات الخيرية فى كل مناسبة من المناسبات الوطنية ٠
ولهذا احتفظت نادية لطفى باحترامها.طول العمر ؛ كانت وردة تملأ الدنيا عطرا وشذى ؛ وحينما تقدم بها العمر وأبعدها عن الشاشة الفضية ؛ كانت هى صاحبة المبادرة الذكية فى الاعتزال فى الوقت
المناسب ؛ والأهم من ذلك أنها.- بطيبة قلبها وسخاء عطائها الخيرة
المضيئة استطاعت أن تطيل عمر اوراق الورد.فلا يدب فيها الذبول ! واذا كان رافد الفن الذى يسقى الوردة ويحقنه بالنضارة قد انقطع؛ فإن رافد الخير والروح الطيبة والوفاء وقيم الوفاء والإنسانية
كان ذلك فى أعماقها
منابع العطر والشذى ؛
ولسوف يظل هذا العطر فى أنوف الأجيال زمنا طويلا أظنه لن ينتهى ٠
المراجع :
نادية لطفى
سيدة اللمسة الساحرة
للكاتب الناقد
طارق الشناوى
والى اللقاء مع الجزء الرابع والاخير مع قصة حياة النظارة المضيئة فى السينما المصرية الفنانة الموهوبة نادية لطفى ٠
مع تحيات/
حسنى طلبة