ج٢) مع دنجوان ووزير داخلية السينما المصرية
الفنان كمال الشناوى
غابة من الأفلام
لم يكن لقاء شادية وكمال الشناوى مجرد.
صدفة ؛ بل كان فى وقته
لصالح السينما المصرية ؛! يقول كمال الشناوى رأيه فى هذه الفترة الزمنية : –
( فوجئت بأن الممثلات الاتى يقفن امامى اكبر من اتظاهر بالوقوع فى قصة حب معهن ! فقد كنت ابدو المتفرج ولكننى شاب يطمع فى اموالهن ؛ كما تبدو البطلة وكأنها راغبة فى شبابى !
لذا كانت الفنانة شادية هى طوق نجاة بالنسبة لى كما كنت طوق نجاتها
أيضا ٠
شادية
وكمال الشناوى
صنع حلمى رفلة بذكائه وحسه الفنى العملى من كمال الشناوى وسادية ثنائيا متوازيا ؛ ومنافسا
لانور وجدى وليلى مراد.
وان كان ارخص من ناحية الاجر ٠٠ وغامر – مطمئنا – بأن يضيعهما
معا على قمة في الافيش
أى اعطاهما دور البطولة
دون تردد.! ولم.يخسر الرهان ؛ ذلك.لان الفتى والفتاة بشبابهما وحيويتها وروحهما المرحة شكلا معا إضافة نوعية جديدة للسينما التجارية السائدة التى كانت تعتمد.غلى النجم بصورة أساسية ؛ تستثمره إلى أقصى درجة ؛ وتستغله الى ابعد
مدى ؛ ثم ما تلبث أن تهجره – كاالغوانى – إلى نجم جديد.اكثر شبابا وحيوية !!
قدم من الفنانة شادية مجموعة من الأفلام الثنائية منها : –
الروح والجسد ١٩٤٨
ساعة لقلبك. ١٩٥٠
ظلمونى الناس. ١٩٥٠
ايام شبابى. ١٩٥٠
ليلة الحنة. ١٩٥١
فى الهواء سوا. ١٩٥١
الدنيا حلوة. ١٩٥١
الهواء مالوش.دواء ١٩٥١
بشرة خير ١٩٥٢
قليل البخت. ١٩٥٢
حبات. انت. ١٩٥٢
مغامرات
اسماعيل ياسين. ١٩٥٣ الحقونى بالماذون ١٩٥٤
وداع فى الفجر. ١٩٥٦
لواحظ. ١٩٥٧
قلوب العذارى. ١٩٥٨
ارحم حبى. ١٩٥٩
عش الغرام. ١٩٥٩
يقول كمال الشناوى
عن هذه الفتى
من ١٩٤٧ حتى ١٩٥٩
قدمت العديد من الأفلام من هذا اللون
عام ١٩٤٧. قدمت فيلمين
عام ١٩٤٨ قدمت ٩ أفلام
عام ١٩٤٩ قدمت ٧ افلام
عام ١٩٥٠. قدمت ١١ فيلم
وهذه الأرقام تعتبر مذهلة فكنت اتنقل من استوديو إلى استوديو – ومن بلاتوه إلى بلاتوه !!
وتعاملت فى هذه الفترة مع ١٧ مخرجا قدم ا معى ٢٨ فيلما فى خلال أربعة
سنوات !! وبعد.انوقدمت كل هذه الأفلام بدأت اننى لم أقدم جديدا !! فبدأت أعترض على هذه الأدوار بدأت أميل للأدوار الاكثر عمقا ٠٠ والطريف أننى كنت احاول حتى فى الافلام الخفيفة أن أقدم بعض الانفعالات والتعبيرات
أثناء القاء الحوار ٠٠ الا
أننى كنت افاجا حين اشاهد الفيلم بأن هناك
مجزرة قد.حدثت وحذفت الأجزاء التى حاولت فيها أن أقدم أداء مختلفا أو تعبيرا عن موقف ما !! كان
المخرجون والمونترون
يريدون حوارا طويلا تبدأ به اللقطة وتنتهى به
بدأت فى المرحلة الثانية
افكر فى أدوار تكون أكثر عمقا.من تلك الادوار !!
أدوار أرضى عنها شخصيا وتستنفر موهبتى وتستفيد.من
خبراتى.التى اكتسبتها مع أكثر من ٨٠ عملا مع عشرات المخرجين والممثلين والممثلات ٠
اعتراف صريح
من كمال الشناوى
ذات مرة ؛ بعدما أصبحت نجما شهيرا ؛ حاولت الاتصال تليفونيا بأحد الاصدقاء القدامى وكان يعمل معيدا بمعهد
التربية ؛ المعهد الذى تخرجت منه – وسمعت صوتا من الناحية الأخرى
يسالني من الذى يريد ذلك الزميل ؛ فأجبته بثقة : انا كمال الشناوى
فتساءل عمن يكون كمال الشناوى ؟ فدهشت ٠ واحبته بعنف متسائلا كيف لا يعرف كمال الشناوى إلا أن الصوت جاء حزينا ٠٠ غاضبا
متهكما !! فعرفت فيه صوت استاذى ومعلمى الاستاذ(يوسف عفيفى)
الذى أصبح عميدا للمعهد. والذى راح يعنفنى بشدة على تلك الأعمال التى قمت بأداءها قائلا بحسرة : هل هذا هو ما علمته لك؟ عل انت سعيد بشهرتك واسمك على الحوائط!! وجمت تماما
كان الرجل هو الذى فتح لى آفاق المعرفة فى كل فروع الفن ٠ حاولت الدفاع عن نفسى بأن تلك.هى ظروف السينما
فجاء صوته أمرا هادرا
سيبها !! وعد إلى بيتك
ومعهدك ونفسك !! شرحت له أننى غير راض لما قدمته من افلام
وبالفعل ! لم اكن راضيا على الاطلاق ٠٠ كانت الآلة الحهنمية اقوى ٠٠ سحقت أحلاما كثيرا وأشواقا لصنع سينما مختلفة ٠
صممت أن أقدم
أعمالا جيدة
قدم لى الكاتب(.ابو السعود.الابيارى ).عدة سيناريوهات لعدة افلام معظمها عبارة عن حواديت تحكى ثم يحولها الابيارى إلى قصة فيلم !! رفضتها جميعا !!
ثم قدم لى الكاتب والمخرج.( السيد.بدير ) نصا ل. والفنانة شادية عندما قرأتها – وجدتها عبارة عن ( كولاج قص ولزق ) عن أعمال وشخصيات سبق أداؤها فى افلام سابقة فرفضتها وايدتنى فى الرفض الفنانة شادية ٠
عباس ابو الذهب
الشرير الوسيم فى
المرأة المجهولة
جاء دور (.عباس ابو الذهب ).- البلطجى – فى فيلم ( المرأة المجهولة )
حيث تألف مع هذا الدور كمال الشناوى ٠٠ بالرغم من أن مخرج الفيلم ( كمال الشيخ ) قد.اسند.له فى البداية دور (.الزوج المحترم )
للفنانة ( شادية ) فى الفيلم ؛ الذى اداه فى الفيلم الفنان.عماد حمدى ورفضه الفنان كمال
الشناوى لانه.راى فى دور عباس فترة تمتد.من الشباب إلى الكهولة يمنحه إمكانيات وفيرة لإبراز قدراته التعبيرية ؛
ولذكاء كمال الشناوى فقد.راهن على نجاح هذا الدور بالرغم من اعتراض المخرج والمنتج فى بداية العمل ؛ والمعتاد.فى السينما المصرية فى أدوار الشر تعتمد.على تقطيب الوجه ورفع الحواجب
والاعلان المجانى والمستمر للممثل أنه شرير ؛ ولكن الشناوى اختار أسلوب جديد فى أداء دور الشرير الذى يتحرك بنعومة ويتحدث برقة ويرتدي ملابس شديدة الأناقة ويخفى تحت جلد وجهه الوسيم طوفانا من الشر ما يلبث أن ينفجر إذا دعت الضرورة ؛ يطارد فريسته
فى دهاء وينقض عليها
فى وحشية ؛ متحجر القلب ؛ حلو اللسان : فبدأ وكأنه تمثال مجسد.للشرالجميل !!
إلا أن أداء كمال الشناوى قد.اكسب عباس ابو الذهب مذاقا خاصا وحضورا مقنعا وتميزا ملموسا ؛ وفجر لأول مرة تقريبا.طاقات.ابداعية كامنة عند.كمال الشناوى
لم يستطع عشرات المخرجين والكتاب على مدى أكثر من عشر سنوات اكتشافها حتى أعلن تمرده ٠ واختار بنفسه ولنفسه ٠ دورا ينقذه من التكرار الممل
واقدامه بشجاعة على أداء دور حذره الكثير منه وربما فقد بسببه مئات من المعجبات !
وان احتفظ باحترام الآلاف من عشاق السينما
رءوف علوان الانتهازية
الوسيم( اللص والكلاب )
تكتسب رواية ( اللص والكلاب ).أهميتها من أنها.اولى الروايات التى كتبها (.نجيب محفوظ )
١٩٦١”بعد.( اولاد.حارتنا )
اعتمدت اللص والكلاب على حادثة حقيقية نشرتها الصحف عام ١٩٦٠
تحت اسم قضية محمود أمين سليمان الذى لقب
( بالسفاح ) اقراها نحيب محفوظ برؤيته الابداعية ؛ كما.المح إلى أثر هؤلاء الذين خانوا
الاشتراكية والنضال القديم وتسلقوا.على حساب الثورة وشعاراتها
وكان رءوف علوان الصحفى المثقف ؛ المناضل القديم ؛ والانتهازى هو الذى صاغ
عقل وسلوك بطل الرواية
( سعيد.مهران ) يصفه سعيد.بانه (.دماغه توزن ارميدان) مع العائلة الحافية ٠٠ بس مخ ٠٠ تسمع منه كلام موزون٠٠
كلام.قرارى كأنه خطيب
كلامنجى ؛ ويقدم له تبريرا كاملا وموضوعيا
لسلوكه ٠٠ ياسلام لو كان الافوكاتو بتاعك.شيخ
منصر٠٠ ضميرك يبقى مستريح !!
اتاحت شخصية رءوف علوان لكمال الشناوى بعد.خمسة عشر عاما من البحث المضنى عن شخصية درامية متكاملة الابعاد ٠اتاحت له الفرصة ليقدم للسينما وجها آخر لكمال الشناوى ؛ يتجاوز نجاحه فى عباس ابو الذهب ويرتقى باداءه الواثق إلى آفاق جديدة فى عالم السينما ؛ مستثمرا قوة ووضوح نبرات صوته وقدراته على تلوينها وفقا للحظة الدرامية ؛ التى ربما تكشف عن ضعف داخلى يحرص على اخفاءه أو قوة زائفة يحاول اظهارها أو تعبر عن حقد
دفين يتجلى على قسماته الوسيمة !!
اقوال كمال الشناوى عن
شخصية رءوف علوان
يقول كمال الشناوى عن دور ( رءوف علوان ) : –
(.لقد.استفدت فى أداء الدور من خبرتى فى عالم الصحافة ؛ حيث كنت صديقا لعشرات الصحفيين كنت دايم التردد على دار أخبار اليوم بالذات وبالمناسبة أنا لدى هواية الكتابة للصحافة منذ أن كنت طالبا حيث كنت أصدر مجلة اسمها ( الجرس )
وكنت أخرى عم دا أسبوعيا فى مجلة ( دنيا الفن ) وغيرها تحت اسم ( على الماشى ) و (.خمسة دردشة ) مع رءوف علوان كنت تؤدى دور الشر الناعم المختلفة تحت قناع من الهدوء الظاهرى والدماثة المفتعلة !! دون أن تسقط فى شرك تنميط.
الشر كما.كان سائدا فى تلك الفترة ٠
من لحظات الأداء التى اذكرها طريقة أدائى لعملية إعلان الحرب ضد.فريمة سعيد مهران ومحاولة تأليب الرأى العام عليه !! حرصت فى هذه المشاهد.على أن يكون الأداء لاهثا ديناميكية الأوامر تصدر سريعة متلاحقة دون أى تقطيع فى الحوار ؛ أننى اتعجل القبض عليه ٠٠ احاول الامساك به ؛ وحين تم القبض عليه.شعرت بالراحة والرضا !!
وانا اشكر الفنانة شادية فى أدائها دور البطولة أمامى لأهم عملين فى حياتى الفنية السينمائية ( المرأة المجهولة عام ١٩٥٩ / اللص والكلاب عام ١٩٦٢) بعد.حوالى أكثر من ٦٠ فيلما اعتبرها افلام كوميدية مسلية وبعضها افلام تجارية !!
لم تشبع حسى ونبوغى الفنى الذى احسسته بعد اداءى لشخصيتى ( عباس ابو الذهب / رءوف علوان ) ٠
المراجع : –
شمس لا تغيب
للكاتب على أبو شادى
والى اللقاء مع الجزء الثالث مع دنجوان ووزير داخلية السينما المصرية الفنان كمال الشناوى ٠
مع تحيات /
حسنى طلبة