ج٣) مع دنجوان ووزير داخلية السينما المصرية
الفنان كمال الشناوى
منتج وبطل فيلم
وداع فى الفجر
فى عام ١٩٥٥ اقدم على تجربة الإنتاج فقام بإنتاج فيلم (وداع فى الفجر) أخرجه ( حسن الامام ).والذى عرض فى ١٩٥٦ ؛ وإذا كان الشناوى قد أنتج فيلمه الاول
(.تخليص حق ).كما يقول فقد كان معظم الفنانين العاملين فى الفيلم على رأسهم المخرج حسن الامام مدينيبن له بمبالغ أصبحت فى حكم الديون المعدومة !
فقد.قرر الحصول عليها بتشغيل أصحابها فى فيلم من إنتاجه ؛ وانتج بعدها سبعة عشرا فيلما
طريق الدموع
كانت العلاقة بين كمال الشناوى وأنور وجدى علاقة معقدة فقد اذكت
الصحافة الفنية نيران المنافسة بين النجم الراسخ والمنتج الكبير والمخرج.المشهور أنور
وجدى والشاب الجديد
الوافد.الى عالم السينما ونشرت العديد من الاخبار التى تؤكد أن الشناوى جاء ليحل محل انور وجدى ٠٠ مما اضطر الاخير للهجوم.على الشاب الجديد.الذى رد الهجوم بعنف وأعلن أن أنور وجدى لم يعد
صالحا لدور الفتى الاول
فقد.اصبحب بدينا ثقيل الحركة !!
ويحكى. الشناوى : قابلنى انور وجدى فى فناء أحد الاستديوهات
وحادثنى قائلا: بإكمال قل عنى أننى لست مخرجا ! ولا ممثلا ! ولا اصلح.لادوار الفتى الأول
ولكن اياك.ان تقترب من حجم كرسى !! انت. حين أنظر إلى ذلك الكرش أشعر بأنني شبعان انك ياكمال لاتعرف معنى الجوع الذى عنيت منه ٠٠
كنت فى بداية حياتى
أشترى سندوتش الفول
لافطر بنصفه واترك الباقى للعشاق ؛ بعد ذلك التقينا.فى أكثر من فيلم
وبعد.ان لمع أسمى ٠٠
طلبنى انور للعمل معه لكننى توجست شرا فربما يريد.ان يستدرجنى لعمل فيلم فاشل يقضى على اسمى
فى السوق لكنه طمأنينى
بأنه لن يشاركنى بطولة العمل ولن يخرجه وسيتعهديالاخراج.الى حسن الامام فاستشعرت
الطمأنينة ٠
فيلم ( ليلة الحنة )
بدأ العمل فى فيلم ( ليلة الحنة ).١٩٥١
وصورنا لمدة أربعة أيام
فى اليوم الخامس وجدت أن أنور وجدى هو الذى يقوم بالاخراج
فذهلت واعتبرت ذلك.مؤامرة محبوكة للقضاء على مستقبلى لكن أنور طمأنينى وطلب
منى مشاهدة ما تم تصويره ؛ فوجدت أن النتائج سيئة جدا فحركة الكاميرا سريعة ومتعجلة والشخصيات تائهة داخل الكادر !! لم يكن ذلك مستوى حسن الامام المعهود ٠ فوافقت على أن يكمل انور وجدى اخراج.الفيلم وخرج فيلم
( ليلة الحنة )من بطولتى
وإخراج أنور وجدى ليحصد.نجاحا جماهيريا
عظيما ٠
مخرج بالإكراه !!
لفيلم( تنابلة السلطان)
—————— فؤجيت الجماهير باسم كمال الشناوى مخرجا لفيلم( تنابلة السلطان)٦٥
لكن الفيلم لم يحظ بالنجاح المتوقع رغم اختفاء الصحافة الفنية به ؛ حيث جاء فى أحد المقالات أن كمال الشناوى أظهر براعة ومقدرة فائقة فى اخراج الفيلم الى جانب تمثيله لدور ( الأمير حسن ) وقد.جمع كمال فى الفيلم الموهبة فى التمثيل والإخراج والجرأة روح المغامرة فى الأنتاج ؛ وإذا لم يكن المتفرج قد عرف أنها أول تجربة فى الإخراج
لكمال الشناوى فإنه يظن أن المخرج له ماضي فى الاخراج ؛ ولقد اقدم الشناوى على التجربة فى ثقة كبيرة بنفسه فضلاً عن الجرأة والشجاعة الأدبية !!
ويفسر الشناوى ما حدث قائلا : جاءنى مشروع فيلم(تنابلة
السلطان) وكان المفروض أن يكون.عملا
كوميديا وأسند الاخراج إلى الاستاذ( ابراهيم عمارة )رحمة الله عليه لكننى شخصيا.لم أكن أرغب فى تمثيل فيلم من هذا النوع !! كوميديا هزلية !! فأردت أن يعمق موضوع الفيلم ويصبح
ذا مضمون فتم.تعديل السيناريو وأصبح أكثر جدية ؛ وفجأة أصاب المرض إبراهيم عمارة بعد أن تم إعداد كل
شىء للتصوير وكنت امام الأمر الواقع كمنتج
فاضطررت لاخراج.الفيلم
علما باننى لا أميل شخصيا إلى إخراج مثل هذا النوع من الروايات ؛
والتجربة فى حد.ذاتها
كاخراج لم تكن أقل من أى مخرج متمكن لكن العيب يكمن فى عن أن الفيلم (.تنابلة السلطان)
حيث أعتقد الجمهور أنه فيلم.فكاهى ؛ وأذكر أن حفلة الساعة ١٠ صباحا كان معظم.جمهور سينما قصر النيل من الأطفال !!
وقد.كان من الضرورى بالألوان مع توفير عدد أكبر من المجاميع ؛ باختصار كان يحتاج إلى نفقات أكثر مما كان متاحا له ؛ ولهذا لم يحقق الفيلم نجاحا ماديا ٠
المستحيل
فى المستحيل
يقول الفنان كمال الشناوى : لم أكن أخشى التعامل مع المخرجين الجدد الذين يخرجون لأول مرة ؛ بل كنت أرى
أنهم من الضرورى تشجيع.المواهب الشابة
الجديدة والوقوف إلى جوارها ٠٠ والى جانب المخرج (.حسين كمال)
فى فيلمه ( المستحيل )
عملت مع عدد.كبير من المخرجين الذين يقفون
وراء الكاميرا لأول مرة
لإخراج الأفلام الروائية الطويلة مثل (.يوسف شاهين ) فى فيلم (.بابا امين ) عام ١٩٥٠ و(.كمال
عطية.( حبايبى كثير ) فى عام ١٩٥٠.و( يوسف معلوف ) فى فيلم (.فى الهواء سوا ) عام ١٩٥١ و(حسام الدين مصطفى)
فى فيلم.( كفاية ياعين )
١٩٥١’و( طلبة رضوان ) فى.فيلم(غراميات امرأة)
عام ١٩٦٠(محمد.بسيونى
فى فيلم.(.الرجل الآخر)
عام ١٩٧٣ و(محمد بشير)
فى فيلم (.م ت سميرة )
عام ١٩٨٥ومحمد.الشامى
فى فيلم (شقاوة فى السبعين) عام ١٩٨٨
و( أحمد فؤاد درويش)
فى فيلم.(حلاوة الروح)
عام ١٩٩٠و(عادل عوض)
عام ١٩٩٠.
فى عام ١٩٦٤ أرسل إلى المخرج ( صلاح ابو
سيف ) – كان رئيسا لشركة فيلمنتاج سيناريو فيلم (المستحيل )وحين قرأته ابديت عدة تحفظات على السيناريو
وتحدثت مع المخرج حسين كمال الذى رفض تماما التدخل فى السيناريو وكذلك رفض صلاح ابو سيف التدخل!
بدأ العمل فى الفيلم ،
ووجدت نفسى أمام مخرج.موهوب ومجتهد.
يملك.حسا جماليا راقيا متأثر إلى حد كبير بأسلوب.الاخراج.فى المدارس الأوربية فى هذه الفترة ؛ وكان مدير التصوير الفنان (.عبد.
العزيز فهمى) الذى استحدث اسلوب الإضاءة الناعمة فى السينما المصرية من خلال استخدام العواكس
بدلا من الإضاءةالمباشرة
أثناء التصوير شعرت أننى أمام مخرج حساس
يعشق التمثيل؛ وقادر على استنفار طاقات الممثل الذى يعمل معه ٠
والقصة للكاتب(مصطفى
محمود)والموسيقى التصويرية(محمد.عبد الوهاب) وشارك معى فى الفيلم الفنانين (نادية لطفى/صلاح منصور/
سناء جميل/كريمة مختار) فشل جماهيريا ؛
لكنه نجح فى عدة مهرجانات محلية ودولية
واعتبر أن فيلم المستحيل كان أول فيلم مصرى يصور الانسان من الداخل !!
الرجل الذى فقد.ظله !!
يقول كمال الشناوى عن فيلم ( الرجل الذى فقد.ظله ).: هذا الفيلم ظل محفورا فى ذاكرتى
بمعظم تفاصيله بدءا من موقف المخرج كمال الشيخ الذى لا أنساه حين رفض إخراج الفيلم حين أصرت جهة الإنتاج على ترشيح ممثل اخر !
لقد.كنت سعيدا إلى حد.كبير باختيار لأداء هذا الدور ؛كنت قد.قرات
إلى أية باجزايها الأربعة واعرف أنها تدور فى مراحل زمنية مختلفة ؛كل مرحلة لها شكل وتعبير معين ! وكان التعاون بينى بين الأستاذ كمال الشيخ مثمرا إلى حد.كبير فقداقترحت عليه يوم مشهد وفاة الأب فى المقهى ( عماد حمدى) فى الفيلم إلا يمر المشهد دون أن أعبر بصوتى من خلال جمل الحوار عن مشاعر تجاه الأب رغم تنكرى له ولزوجته مبروكة الخادمة (قامت بدورها الفنانة ماجده)
وطلبت من المخرج الذى اقتنع بوجهة نظرى أن أودع الأب بكلمات قليلةتكشف عن عمق حبى وتأثرى ؛ وقبل هذا المشهد اعرف خبر وفاة الاب من رئيس التحرير
يظهر تأثره بموت الأب ؛
الذى يصادف فى نفس الوقت موعده مع الممثلة
سامية (قامت بدورها الفنانة نيللي) فى هذا المشهد ومشهد.المقهى يتمكن كمال الشناوى من ضبط.درجة الانفعال بدقة موازيا بين مشاعره كابن فقد.والده وشخصية قادرة على سحق مشاعرها الصادقة فى سبيل مصالحها !!
عرض الفيلم عام ١٩٦٨ ونال نجاحا كبيرا ؛ واستحق عنه كمال الشناوى جائزة أحسن ممثل والمخرج كمال الشيخ جائزة أحسن مخرج ٠
نساء الليل
كان كمال الشناوى قد.بلغ ذروة النجاح الفنى على المستويين الجماهيرية والنقدى عن أداءه لفيلم (نساء الليل )
عام ١٩٧٣ الذى أخرجه ( حلمى رفلة )!
نالت الافلام التى تنتجها كمال الشناوى
العديد من الجوائز
لقد نالت الافلام التى أنتجها كمال الشناوى
العديد.من الجوائز فقد.حصل المؤلف
( فائق اسماعيل ) على جائزة التأليف عن فيلم
( ايام بلا حب ) ٦٢
وحصلت الفنانة ( زيزى البدراوى ) على جائزة
أحسن ممثلة عن دورها
( عريس لاختى ) ٦٢
وحصل الفنان ( عبد المنعم ابراهيم ) على الجائزة الثانية فى التمثيل عن دوره فى ( طريق الدموع ) ٦١
كما حصل فيلم :
(.نساء الليل ) ٧٣
على ( ٧ جوائز ) : –
٧جوائز من جوائز الدولة
جائزة أحسن سيناريو
( احمد.عبد.الوهاب )
أحسن افيش ومقدمة فيلم ( حسيب ) ٠
جائزة أحسن إنتاج
( كمال الشناوى )
جائزة أحسن ممثل
( كمال الشناوى )
جائزة أحسن موسيقى تصويرية(عمر خورشيد)
الذى كان يعمل فى مجال الموسيقى التصويرية للسينما لأول
مرة ٠
الكرنك
فنان فوق القمة
يمثل دور ( خالد صفوان ) ذروة النضج الفنى بالنسبة لكمال الشناوى حيث جسد فى براعة واقتدار شخصية
( رئيس جهاز المخابرات المصرية ).فى فيلم ( الكرنك) ١٩٧٥عن قصة للكاتب العالمى ( نجيب محفوظ ) أعده للسينما الكاتب ( ممدوح الليثى )
كان الفيلم فى سعيه لإدانة النظام الناصرى !
مجموعة من الشباب الذين عايشوا فترة ما قبل.الهزيمة فى ١٩٦٧
بانتماءاتهم المختلفة وظروفهم الاجتماعية
والنفسية بالتوازى مع ظروف الوطن فى تلك الفترة من خلال مقهى ( الكرنك ).الشهير ويصور ما لقيته هذه المجموعة من تعذيب وإهانة ومهانة على يد رجال خالد صفوان الذى يبرز من خلال الأداء القوى لكمال الشناوى تعسف النظام ويصور الوجه الكئيب للثورة
ورجالها ٠
أن خالد.صفوان الذى يتفنن فى تنويع أساليب
التعذيب وإهدار الكرامة
والاستهزاء بالبشر وانتهاك القانون وادعايه
بأنه يحمى الثورة !!
فخالد صفوان يبدو مثل
آلة جهنمية سادية للتعذيب والتنكيل بالبشر
يتبنى موقفا.اجوف ويردد عبارات رنان. تفصح عن كذب مقصود يمارس تشوهه النفسى ضد.المواطنين الأبرياء
ويحقق ذاته من خلال
تدمير ذوات الآخرين ٠
لقد.نجح.كمال الشناوى فى تقديم الشخصية بتوازن شديد بلحظات
قوتها المستمدة من السلطة وصعقها الانسانى
مع إجادة تامة لاستخدام
طبقات صوته المميز وتلوينها بتلقائية محسوبة للتعبير عن المواقف والانفعالات المختلفة ٠
ويظل مشهد اغتصاب زينب ( سعاد حسنى )
بأوامر من خالد صفوان
وفى مكتبه وعلى مرأى منه ومن رجاله.يمثل
أقوى وأقسى صفعة وجهت للنظام الناصرى من خلال مهارة سعاد.حسنى وتعبيرها الفذ عن لحظات المقاومة والانكسار والشعور بالمذلة والهوان
كما عبر فى ذات الوقت من خلال براعة كمال الشناوى عن وهن النظام
وسادية أفراده وانحطاط
ممارساتهم !!
يقول كمال الشناوى
عن فيلم الكرنك.
يتذكر كمال الشناوى أنه لم يكن سعيدا بأدائه
لدور خالد صفوان فى أول أيام التصوير يقول :
كان الجميع يهنئوننى بعد.اداء المشهد لكننى لم أكن راضيا عن الأداء كنت أشعر أن ثمة شيئا مفتقد ٠٠ وانتى مازلت فى داخلى بعيدا عن الشخصية ٠٠ وانتى لم أستطع الامساك بتلابيبها
وأثناء عودتى من الاستوديو كنت أفكر طول الطريق وفجأة اهتديت إلى السبب وتنبهت إلى أننى اردى
الدور لما يشبه أداء ضابط الشرطة فى الأقسام ٠٠ عنف وعصبية
لم أكن أدرك أن ضباط المخابرات هم فى الأصل
صباح جيش ٠٠ وأن سلوكهم مختلف تماما ٠٠
وان على أن أعيد حساباتى مرة أخرى ٠٠
وإن ألجأ إلى الاداء الناعم ٠٠ الخالى من الانفعالات الزائدة ٠٠
من هنا استطعت أن أغير من أسلوب الأداء حتى يتفق مع مكونات الشخصية وكنت احيانا
اعيش هذه الشخصية من الداخل لدرجة أننى أطفأت السيجارة ذات مرة أثناء التصوير فى بطن الفنان ( محمد صبحى ) دون أن اشعر
أثناء قيامى بعملية تعذيبه ٠
والحقيقة والتاريخ أننى لم أكن معاديا لعبد الناصر أو الصورة فى البداية ؛ ويوم أعلن عبد الناصر تنحيه عن الحكم نزلت مع الجماهير البامية الراقصة ؛ أنا كنت ضد الممارسات الخاطئة!
للاسف فقد لوث بعض الأشخاص ثوب الثورة !
الفيلم من إخراج (.على بدرخان ) الذى حصل من خلاله على جائزة أحسن مخرج ؛ وحصل كلا من الفنانين (.كمال الشناوى
سعاد.حسنى / نور الشريف ) أحسن ممثلين
ومثل الفيلم مصر فى عدة مهرجانات عربية ودولية ٠
المراجع : –
شمس لا تغيب
للكاتب / على أبو شادى
والى اللقاء مع الجزء الرابع مع دنجوان ووزير داخلية السينما المصرية الفنان كمال الشناوى ٠
مع تحيات
حسنى طلبة