728x90
728x90
previous arrow
next arrow
أدبفن

(لا تقطفني) قصة قصيرة للكاتب السعودي حامد الفهمى

728x90
728x90
previous arrow
next arrow

#لا_تقطفني
كنتُ أُسربُ إيقاعاً للغياب
واجتهد في التأويل كي أُؤدِّب عطري من العزف بين يديها .. وتسقط كأوراق في ساعة خريف
كما ليلةٍ باردة رغم حرارة قلبي ..!!
وعجزتُ عن تحريف لهفي إلى نعاس مطلق ..
تفقَّدتُ نبضي، فليس ثمةَ ممراتٍ سريَّة بأوردتي،
لكنَّها غادرتي فجأة،
لم تترك لي مدفأةَ صوتها المعتاد ..
ذهبتُ خارج الألوان، نسيتُ أن أضعَ لغتي في حواسها الصغيرة.
شيءٌ ما يتمزق، وخدشٌ يطفو بأنيابٍ لامعة ..
فأتوخى مجاهرة الأطفال؛ وأنفضُ غبار غرقي بقبضة من دخان؛
كمن يستبدل دمعهً بغيمةٍ تُشيِّع تلَّ ثرثرته!
وأسوة برقةِ المناديل؛ نمتُ هادئاً، ساكناً برفقة هالاتي السوداء،
فأصبحتُ وأنا أبحثُ عند الفجر عن العصافير أسمعُها؛ تذكرني بمشاعري من فمها ..!
شاهِقة فوضاي الآن؛ كشُعلة البُسطاء التي تحتفظ بالدفء،
كطلاءِ الصبح الذي يتفرَّس إغفاءة المحبين،
وحول فنجاني وشاية شفتيها
و لطائفَ متراكمة كالغمامِ من أنفاسها البِكر،
معصوبة العينين، أنشرها على مساماتي النحيلة،
وأتلاشى.!

 

اظهر المزيد
728x90
728x90
previous arrow
next arrow
زر الذهاب إلى الأعلى