بقلم: د. إيمان النجار
(أتمنى أن يأتى بعد موتى من ينصفنى) هكذا قالت مي زيادة صاحبة أكبر صالون أدبى فى أوائل القرن العشرين. الكاتبة اللبنانية الجنسية والمصرية الهوية التى أثرت الأدب العربى بكتابات متنوعة فى شتى المجالات.
يبدو أن مي زياده عانت طوال حياتها من الخلط بين جمال شكل الأديب وجمال إنتاجه الأدبى، هذا هو السبب فى العزلة الداخلية التى عاشتها مي فى أواخر أيامها رغم إعجاب جميع أدباء عصرها بشخصيتها وعذوبتها ثقافتها مثل العقاد و طه حسين ولكنها ظلت بالنسبة لهم لغزا محيرا …فآثرت الوحدة والعزلة حتى حبها الوحيد جبران خليل جبران كان عن طريق الرسائل الأدبية بينهما وهو فى الولايات المتحدة الأمريكية وظلت هذة الرسائل بينهما دون أن يرى أحدما الآخر حتى توفى جبران خليل جبران ليترك فى حياة مي جرحا بالغ القسوة. لدرجة أن النقاد أطلقوا على علاقة مي وجبران اسم (الحب السماوى الملائكي) وكأنه إحدى الأساطير الغامضة ..
ولكن هذه العلاقة الفريدة تركت لنا تراثا أدبيا رفيع المستوى متمثلا فى الرسائل المتبادلة بينهم .
حيث صرحت مي لإحدى المجلات بتلك العبارة: (كل ما سكبه قلبى على الورق من آلام وأوجاع ما هي إلا خيوطا نبهت أعماقى بقوة أكتفت بالصمت الذى حاول أن يتحول إلى همسى يتسلل إلى النفس) ..