ابن النيل شكرى سرحان
وخمسون عاما بين
الفن والحياة
ترددت كثيرا من اختار من جيل الموهوبين ؛ وعندما أمسكت الريموت وقلبت فى القنوات شاهدت فيلم ( ابن النيل ) للمرة
الثلاثين.!! فبادرت فورا
بالبحث والتنقيب.عن
هذا الفنان الموهوب ؛
ووجدت فى مذكرات ابنه الكبير ( يحيى شكرى سرحان ) ما كنت ابحث عنه عن هذا الفنان
العملاق الموهوب ( شكرى سرحان ) ٠
طفولته وبدايته الفنية
كان.الفنان.
طفولته وبدايته الفنية
ولد الفنان ( شكرى سرحان ) فى يوم ١٣ مارس عام ١٩٢٥
وقد.نشا فى القرية حيث التقاليد.والقيم هناك.مثل
الماء والهواء ؛ وكان يذهب إلى الجامع ويصلى وهو عنده سبع سنوات وحفظ القرآن الكريم عند.الشيخ ( عبد العاطى ) ومعه عدد من الأطفال ٠وكان والده يعمل أستاذا للغة العربية بعد تخرجه من الأزهر الشريف ؛ ثم من كلية دار العلوم ٠
وكانت والدته من سيدات القرية ؛
ثم انتقلت العائلة إلى القاهرة حيث سكنا فى حى ( السيدة زينب ) رضى الله عنها ٠؛
ويقول الفنان شكرى سرحان عن هذه الفترة لقد عشنا فى المدينة شتاء،؛ وفى القرية صيفا
وحى السيدة زينب كان له تأثير كبير على بناء شخصيتى ٠
اخى صلاح سرحان هو من احببنى فى الفن
يقول شكرى سرحان فى مذكراته الذى اعطاها لابنه يحيى كنت اعيش مع اخى صلاح سرحان وكان يكبرنى بسنتين ؛ مما جعله.يمسك بزمام الأمور لانه الأكبر ؛ فمنا أسير وراءه كظله ؛ ومن خلاله.عرفت.الكثير.؛ وكنا.ننتهز فرصة عدم وجود.والدى بالبيت ؛ لنفتح الراديو ؛؛ويجعلنى
اسمع معه بعض الاغانى والموسيقى ؛؛وكنا نعيش
معها بوجدان فطرى ؛ وكنا نحاول أن نقلدها وخاصة أن صوته وصوتى كان بهما حلاوة وعذوبة من عند.الله عز وجل ٠
بداية الحاسة الفنية
حين افتتحت سينما صيفية باسم ( سينما الهلال ) بجوار ميدان السيدة زينب ؛ كنت اسير بجوار اخى صلاح ونسمع أصواتا مختلفة وحوارات بين الممثلين والممثلات ؛ فنتوقف لكى نسمع ما يقولون فى اندهاش ؛ وماذا يدور من
أحداث ٠ وقلنا لماذا لا نتسلل إلى الادوار العليا لكى نستطيع مشاهدة الفيلم بحيث لا يرانا أحدا !! كانت السينما صيفية ؛ وكنا فى الإجازة الصيفية ؛.والفرصة ذهبية حيث نشاهد.افلام بالمجان مع الهواء الطلق؛ مرت الايام التى استمتعنا فيها مع اخى وعدد من اولاد
الجيران ؛ ولكن فى يوم
وفى غفلة منا ؛ تنبه بعض السكان فى الادوار الأولى ؛ بما يحدث.منا فى اعلى العمارة ؛ وبدافع من الخوف علينا كاطفال صغار ؛ صعد
الينا رجلان من السكان ؛ واقتادونا إلى أسفل وهم يتوعدوننا.بالذهاب بنا إلى قسم الشرطة ٠
دفعوا بنا أمامهم إلى أسفل ؛ حتى وصلنا الى أول دور به سكان ؛ وكانوا يقفون على الابواب يتفرجون ؛ فجأة تخيلت الكارثة التى
ستحدث لنا فى قسم الشرطة ؛ فالقيت بنفسى على السلالم.فى ثبات عميق كما لو كنت ميتا وقد.صرخت النساء ؛ فسنحت لى الفرصة فانطلقت كالسهم ؛ اقفز السلالم حتى وصلت إلى الشارع ؛!واستطعت أن ازوغ فى زحام المارة ؛
حتى وصلت.الىةالبيت ؛
سالتتى امى ! لم تلهث هكذا !! فقلت لها ٠٠ كنت اشترك فى سباق للجرى مع الاولاد.!!!
قمت مع اخى صلاح
بعرض يشبه السينما
قرر اخى صلاح رحمه الله ؛ وانا.معه ؛ أن نقوم بعرض يشبه السينما فى حجرتنا ؛؛وفى سرية تامة بحيث لا يشعر بما الوالد.؛ وقد.استطاع اخى أن يصنع أشكالا من الورق السميك تشبه الاولادظ؛ والقطط ؛ والكلاب ؛ والحمير ؛؛ثم وضعنا فى منتصف كل منهما.قطعة.خشبة
صغيرة ! وقد.قمنا بتحريكها أمام لمبة الغاز
امام الحائط ٠
سبقنى اخى صلاح
الى عالم التمثيل
سبقنى اخى صلاح بعام.واحد.حين.اشترك.
مع فريق مدرسته فى الحفل التمثيلى الذى أقيم على مسرح الأزبكية ؛ وقد ذهبت لاشاهده ولن انس اول انطباع لى حين دخلت إلى الصالة وشاهدت السيادة الحمراء ٠٠
روعة الكراسى القطيفة
ثم كانت المفاجأة حيث شاهدت الطلبة وهم يرتدون الملابس التاريخية الرائعة والسيوف والعمايم الملونة ؛ المزينة بالريش
الفاخر ؛ فى هذه اللحظات اتخذت القرار وبلا تراجع أن أفعل مثل اخى صلاح فالتحق بفريق التمثيل بالمدرسة الإبراهيمية التى ادرس بها ؛ ومن هنا كان بداية الطريق ٠
أصبحت ممثلا بفرقة
مدرسة الإبراهيمية
عندما علم فريق التمثيل بالمدرسة ٠٠ بأن هناك طالبا جديدا معهم يهوى التمثيل ؛ ويتمنى أن يأخذ فرصة بينهم ؛ وقد رحبوا بى تمام الترحيب ٠
طلب منى الاستاذ المخرج.(.احمد.بدوى )
وهو أكبر مخرجى وزارة التربية والتعليم للمسرح المدرسى ؛ أن أقدم شيئا فى الأداء التمثيلى ؛ وهنا تذكرت أننى احفظ جزءا من (.مجنون ليلى )!التى يغنيها الاستاذ الكبير (.محمد عبد الوهاب )وهى ( سجى الليل )! وقفت ٠٠ وقد ذكرت الله فى قلبى ؛ قائلا : –
( رب اشرح لى صدرى *
ويسر لى امرى * واحلل العقدة من لسانى * يفقهوا قولة *
بدأت فى إلقاء الشعر ؛ بإحساس عميق وموهبة ربانية ؛ وبعد.تسع أبيات
قال لى الاستاذ المخرج ٠
شكرا يا شكرى وأبدى إعجابه بصوتى وتعبيرات وجهى وقد.قال لى الاستاذ المخرج.: –
( انت موهوب وسوف يكون لك مستقبل عظيم فى فن الأداء التمثيلى ؛
لو اتجهت إلى هذا فى المستقبل ) ٠
كنا معنا فى فريق التمثيل طالب اسمه ( محمود.عزمى ) يتمتع بموهبة وحضور مشرحة وقد.اصبحنا اصدقاء لا نفترق لسنوات طويلة وأصبح هو ممثل ٠
وكان معنا أيضا ( لطفى عبد الحميد ) الذى اشتهر بأداء الشخصية الكوميدية ( فتلة ) الذى اشتهر فى فرقة ( ساعة لقلبك ) فيما بعد ٠
استمرت المدرسة الإبراهيمية تحصل على كأس و ارة التربية والتعليم فى التمثيل لمدة ٣ سنوات متتالية ٠
حصلت على أحسن ممثل ومجانية النعليم
عن القضية المشهورة
حصلت على جائزة ( احسن ممثل ) – وكذلك جائزة الوزارة وزير المعارف العمومية فى ذلك الوقت( المرحوم عشماوى باشا.) الذى كان يحضر عرض ثانى بطولة مسرحية لى ( القضية المشهورة )!وهى مقتبسة عن مسرحية عالمية ،؛ وقد كتب الله لى توفيقا كبيرا.ممازجعلةالسبد.الوزير يمنحنى ( جائزة الوزارة مجانية التعليم فى جميع مراحله ) ٠
الالتحاق بالمعهد العالى للفنون المسرحية
فى العام.التالى وتحديدا فى عام ١٩٤٤:،افتتحت الوزارة ؛ المعهد.العالى للفنون المسرحية ؛ ورايت الا اترك الفرصة الذهبية تفلت ؛ وبعد اعتراض شديد وعنيد من والدى ؛ الا.ازه فى النهاية سمح لى ولاخى المرحوم صلاح سرحان
بالالتحاق بالمعهد.وكنت مع اخى حيث تم اختيارنا مع عشرين أخريين من المواهب بعد.تصفية ما يقرب من ثلاثة الآلاف هاو للتمثيل
بأنحاء مصر كلها !! وكانت هذه الدفعة من زملاء الدراسة تضم : –
(.فريد.شوقى / صلاح/منصور/.عمر الحريرى/
محمد.السبع/عبد الرحيم الزرقانى /نبيل الألفى/ كمال حسين/ صلاح سرحان / حمدى غيث /
زكريا سليمان /صلاح نظمى/لطفى عبد الحميد
نعيمة وصفى ) ٠
والدفعة الثانية كانت تضم : –
(.فاتن حمامة / سميحة ايوب/سناء جميل/ ملك.الجمل/.توفيق الدقن /عدلى كاسب /
على الزرقانى/احمد
الجزيرى/ محمود.عزمى
عبد المنعم ابراهيم/ زهرة العلا/ ب انتى عبد.الحميد/ كريمة مختار / ابراهيم الشامى
عبد المنعم.مدبولى ٠
الكوميدى فرانسيز
فى يوم ما اتصل.مدير فرقة ( الكوميدى فرانسيز ) ٠٠ وهى من اكبر الفرق المسرحية العالمية باستاذنا ( زكى طليمات ) وأخبره أنه والفرقة فى سبيلهم للحضور إلى مصر ليقدموا بعض المسرحيات بدار الأوبرا الملكية ؛ وعلى الفور قام استاذنا باختيارى مع صلاح.منصور / وحمدى غيث بالتمثيل فى مسرحية فرنسية عالمية
باسم ( السيد.) ٠
ولقد.نجحنا ولله الحمد.فىوتقديم عرضين
مسرحيتين ؛
وكان من ضمن المدعوين منتج سينمائي كبير اسمه (.جورج منصور )!وقد.تعاقد.مع استاذنا ( زكى طليمات ) على أن يقوم بإدارة شركته السينمائية من النواحى الفنية ٠ وبدأت اسم رائحة السينما ؛ وكانت مفاجأة بكل المقاييس ؛ بانزاستدعانى استاذنا زكى طليمات إلى مكتبه بالمعهد.؛ انا والزميلة
( فاتن حمامة ) واخبرنا بأن المنتج الكبير جورج منصور طلب منه أن يوافق على التعاقد معنا كنجوم جديدة فى شركته ولمدة ثلاث سنوات بعد.اجراء الاختبار السينمائي لنا ؛
على أن ينال كل منا أجرا شهريا قيمته عشرون
جنيها فى السنة الأولى ثم ثلاثون جنيها فى السنة الثانية ثم أربعون جنيها فى السنة الثالثة ٠
هكذا كان جيلنا وجيل من.سبقونا من العمالقة أن الكثير منهم لم يتركوا أرصدة فى البنوك.؛؛لكنهم
تركوا تراثا هائلا من الأعمال الفنية الجيدة لازالت – وسوف تظل –
مشرقة فى نفوس الأجيال جيلا بعد.جيل ٠
الشرف اليابانى
قمت بدور ابن ( الفنان يوسف وهبى ) فى مسرحية عالمية اسمها
( الشرف اليابانى ) ٠
كانت المسرحية تقوم على صراع طويل بين بلدتين ؛ زعيم إحداها هو الفنان يوسف وهبى ؛ وزعيم البلدة الأخرى هو عملاق المسرح الكلاسيك المرحوم (جورج ابيض)
السور العالى
كان أول مشهد.فى الفصل الرابع عبارة عن سور قلعة على ارتفاع ثلاثة أمتار ؛ وانا فى ملابس الحرب اقف فوق سور القلعة فى موقع الحراسة الأمامية ؛ وكان على أن أنزل سلالم القلعة ثم أخرج منها لاواجه أهل بلدتى بالسلاح ؛ وتذكرت أننى أمارس الرياضة ؛ وقفزت من ارتفاع ثلاثة أمتار القفزة سليمة ؛ لكن الحذاء الذى كنت ارتدائه كان شديد.النعومة ؛ وكانت أرضية المسرح سجادة ناعمة ؛ وفؤجيت بجسدى يقع على الأرض بشكل مخجل !!
وقد.قال لى الفنان يوسف وهبى عند.هذه اللحظة :
( اعتقد ان هذا الدرس علمك.وانت فى أول الطريق على ألا تخرج عن توجيهات المخرج ؛
وان تلتزم بها تماما ) ٠
والى اللقاء مع الجزء الثانى مع :
ابن النيل :شكرى سرحان
ليحيى شكرى سرحان
مع تحيات /.
حسنى طلبة