ذكرى ميلاد الفنانة
( شادية )
أمس يوم ٨ فبراير كانت ذكرى ميلاد الفنانة الممثلة والمطربة العظيمة فاطمة أحمد كمال شاكر الشهيرة
باسم ( شادية ) حيث تاريخ ميلادها : –
٨ فبراير ١٩٣٢
وتاريخ وفاتها : –
٢٨ نوفمبر ٢٠١٧
شادية
قمة فى الغناء والتمثيل
المطربة ( شادية ) تختلف عن اقرانها من المطربات .. مطربات الفيلم الواحد أو المطربات الاتى
يمثلن كى يقدمن أغنياتهم فقط!
كما تفوقت على الممثلات المحترفات .. خاصة أن فنها تميز بالجرأة!!
فعلى المستوى الموسيقى نجدها اعتمدت فى رحلتها الفنية على الملحنين / محمود الشريف ومنير مراد وبليغ حمدى ..
ولم يمنعها ذلك من الملحنين البارزين فى الخمسينات والستينات امثال : الموجى وكمال الطويل ومحمد فوزى فى فيلم ( العقل فى اجازة ) ١٩٤٧ وفريد الأطرش فى فيلمى : ( ودعت حبك ) عام ١٩٥٦وفيلم
( انت حبيبي) عام ١٩٥٧ والفيلمان من اخراج يوسف شاهين بالإضافة إلى الملحنين: محمد عبد الوهاب والسنباطى وأحمد صدقى وعبد العزيز محمود وغيرهم ..
كما غنت أعمالا متميزة لكل من سيد مكاوى عن ( بحر البقر ) للشاعر صلاح جاهين وكذلك لخالد الأمير وعمار الشريعى ..
فكان الحصاد الموسيقى لشادية
ما يقرب من ٧٠٠ اغنية لا تخلو واحدة منها من جديد وخاصة ما قدمه لها القمم الثلاثة/ محمود الشريف ومنير مراد وبليغ حمدى
فلم تستسلم للهويس المغلق فى فيلم ( شيء من الخوف ) رائعة المخرج حسين كمال وغنت لبليغ الأغنية الشعبية ( قولوا لغين الشمس ) وقدمت فيلما غنائيا بالكامل به حوالى ١٠ اغانى درامية وهو فيلم ( أضواء المدينة ) واخيرا مسرحية )ريا وسكينة ) رائعة المخرج حسين كمال الحان بليغ حمدى ..
وفى التمثيل نجد أن ( شادية ) تفوقت على الجميع بأنها جمعت بين الغناء والتمثيل
وتفوقت فى تقديم حصيلة فيلمية ما يقرب من ال١٢٠ فيلما حرصت أن تقدم فيها شخصية المرأة الفاعلة والمقاومة والجريئة والمتمردة على التقاليد.
فمن افلامها الموسيقية الخفيفة نجد ( معلش بازهر ) حيث تصر على الزواج من جارها
وحبيبها من وراء أهلها !!
وتمثل شخصية المدير العام فى الفيلم الناعم لقضايا المرأة المعاصرة ( مراتى مدير. عام )
الذى حصل على ثانى افضل فيلم سينمائي فى الافلام الكوميدية فى تاريخ السينما المصرية.. ولا ننسى جملتها الشهيرة فى الفيلم ( ما الفائدة
من بناء مبانى جديدة إذا كانت العقول قديمة !!) .. وظهرت فى هذا الفيلم بدون أن تغنى وتفوقت على نفسها وعلى نجمات السينما فى هذا الفيلم وفيما بعده من افلام فى فن التمثيل بل وابدعت فيه ..
وهى باعتراف الكاتب العالمى الراحل نجيب محفوظ قال : أن الفنانة شادية ابرع من قامت واحادت دور المرأة فى رواياتى
على شاشة السينما . وكلها حصلت فيها على جائزة أحسن ممثلة .. فمن ينسى دورها الرائع
نور فى ( اللص والكلاب ) ١٩٦٢
ودور حميدة فى فيلم ( زقاق المدق ) عام ١٩٦٣ ودور كريمة
فى فيلم ( الطريق ) عام ١٩٩٦
ودور زهرة فى فيلم ( ميرامار )
عام ١٩٦٩ وكل هذه الأفلام قامت فيها بالتمثيل ولم تغنى فيها وابدعت وتفوقت بالتمثيل فيها جميعا ..كذلك فى فيلم ( مراتى
مدير عام ) ١٩٦٦ وفيلم ( كرامة
زوجتى ) عام ١٩٦٧ لفكرة جريئة حول هل من حق المرأة أن تخون زوجها متى خانها !! وقدمته فى قالب كوميدى خفيف يقلل من رد الفعل حول فكرته !!
ونذكر أيضا أن الفنانة شادية قبلت أن تمثل مع عبد الحليم حافظ فى فيلم ( معبودة الجماهير ) دون أن تغنى اغنية مستقلة .. فقط غنت معه اغنية مشتركة ( حاجة غريبة ) الحان
منير مراد ..
خاضت بشجاعة تجربة الافلام النفسية فى فيلمى ( عفريت مراتى ) بمعالجة كوميدية عام ١٩٦٨ وفيلم
( ذات الوجهين ) بمعالجة اجتماعية جريئة ١٩٧٣
ونذكر جرأتها فى تقديم المرأة اللعوب فى فيلم ( لواحظ)
١٩٥٧ ودور الزوجة الخائنة فى فيلم ( ارحم حبى) ١٩٥٩ الذى تطمع فى الطبيب صديق زوجها
وتطارده وتغنى له بشهوة مكشوفة ( أن راح منك ياعين )
للملحن منير مراد ..
وهكذا لم يخلو فيلما من افلامها مهما كان بسيطا من الجرأة .فقد شاهدنا لها أفلام مثل ( بشرة خير ) – ( الهواء مالوش دواء ) – ( فى الهواءسوا)
مع كمال الشناوى ..وفيلم (أنا وحبيبى ) مع الممثل والمطرب والملحن منير مراد ..وفيلم
( قطر الندى ) مع انور وجدى ..
وكلها سوف نجد فيها اغانى عن المرأة مثل ( أنا بنت حلوة )
واغانى عن ( مصر والسودان )
واغانى عن العهد الجديد عن :
( ثورة يوليو ) فى هذا الوقت !!
الفنانة الكبيرة شادية أكثر بكثير فى اختزالها فى المطربة المكشوفة أو الدلوعة !!
الحقيقة استطاعت الفنانة الرائعة ( شادية ) أن تعبر عبر مراحل عمرها عن الفتاة والمرأة
المصرية .. فمن ينسى دورها الجرىء فى فيلم ( المرأة المجهولة ) اخراج محمود ذو الفقار . عندما اصرت على القيام بدور ام لشكرى سرحان وهى فى عز شبابها !! وأخذت عن دورها فى هذا الفيلم جائزة أحسن ممثلة فى السينما المصرية ..
ولا ننسى أغنيتها فى هذا الفيلم
( سيد الحبايب ياضنايا انت )
وهذا الفيلم مقتبس.عن فيلم اجنبى بعنوان ( مدام x ) الذى يقول مخرجه عندما شاهد عرض الفيلم فى مصر ( أن الفنانة شادية تفوقت على الفنانة الأجنبية التى قامت ببطولة الفيلم الأجنبى الاصلى ) !!
ومن ينسى منظر ( فتح الهويس ) فى رائعة الكاتب ثروت أباظة ( شىء من الخوف ) الذى منع عرضه فى البداية .. لان مجلس قيادة الثورة اعترض على الفيلم حيث أشاروا لدور ( عتريس ) فى الفيلم الذى اداه ببراعة الفنان محمود مرسى إلى شخصية ( جمال عبد الناصر) ولولا تدخل انور السادات فى هذا الفيلم وفى فيلم ( ميرامار) عن رائعة نحيب محفوظ الذى وصفه الناصريين والاشتراكيين :
أنه ضد سياسة جمال عبد الناصر
وفيه إسقاط سياسى على الاتحاد الاشتراكى والاشتراكية والميثاق !! وعرضا الفيلمين
وسط استغراب الرقابة واصبحا من احسن الافلام فى تاريخ السينما المصرية !!
رحم الله الفنانة الكبيرة العملاقة ( شادية ) التى رحلت بجسدها فقط أما أغانيها الخفيفة والعاطفية والوطنية والدينية وافلامها المتنوعة
ستظل فى وجدان كل مصرى وعربى اصيل يحب ويعشق
زمن الفن الجميل غناء وتمثيلا. .
حسنى طلبة
نائب رئيس تحرير جريدة
تحيا مصر حرة