الرئيس التونسي الأسبق المنصف المرزوقي: «الجماعة» دعمتنى في 2011 (حوار)
إدارة الموقع – جوار منقول ل المنصف المرزوقى الرئيس التونسى الأسبق
قال المنصف المرزوقى الرئيس التونسى الأسبق، المرشح لانتخابات الرئاسة التونسية، إنه ترشح للانتخابات لقناعته الشخصية بضرورة مواصلة برنامجه الرئاسى بمحاربة الفقر والفساد، معتبرا أن مواجهته للفساد هي التي أخرجته من قصر الرئاسة بسبب محاربة كبار الفاسدين له، بحسب تعبيره.
■ لماذا تخوض انتخابات الرئاسة التونسية؟
– قرار ترشحى للانتخابات نابع من رغبتى في مواصلة الجهد والعمل، الذي بدأته في الدورة الرئاسية التي شغلتها في الفترة من 2011 حتى عام 2014، وكان برنامجى الرئاسى ولايزال ينصب على محاربة الفقر وترسيخ مبدأ الحريات العامة وحقوق الإنسان، والعمل على مشروع الاتحاد المغاربى، وقوامه تونس وليبيا والمغرب والجزائر، وانفتاح تونس على إفريقيا، وفتح الأسواق الإفريقية للاقتصاد التونسى، ووقت أن زرت 5 دول إفريقية كان برفقتى رجال أعمال، ولدى قناعة بأنه هناك ضرورة للاهتمام بالقارة الإفريقية، لكن أغلب هذه الملفات تم تعطيلها في الفترة الماضية، وتراجعت الحريات لذلك فإننى حريص على وضع قطار الثورة من جديد على مساره الطبيعى.
■ لكن هناك من يقول إنك لم تفعل شيئا خلال رئاستك لتونس.. فما ردك؟
– أرد على من يروجون الشائعات بأننى لم أفعل شيئا خلال فترة منصبى في الرئاسة، بأننى على ثقة في قرار الشعب التونسى وصندوق الانتخابات.
■ لماذا تصر على دخول الانتخابات رغم خسارتك لها في 2014؟
– كما ذكرت لكم، عندى مشروع وبرنامج أريد تحقيقه، وحصولى على نسبة 44% من أصوات الناخبين مقابل 56% للرئيس الراحل الباجى قايد السبسى، يعنى أننى لم أتعرض لهزيمة كما كان يتمناها خصومى، ومازلت أحظى بثقة الكثير من التونسيين.
■ هناك 26 مرشحا للانتخابات الرئاسية.. لماذا لم تتفقوا على مرشح توافقى؟
– أولا هذا شىء إيجابى وصحى للحياة السياسية في تونس، بعدما كان يغلب عليها طابع الاستبداد السياسى واحتكار كرسى الرئاسة من النخبة الفاسدة، وزيادة أعداد المرشحين موجودة في أغلب الدول الديمقراطية، وطبيعة المرحلة السياسية التي تعيشها تونس وتمر بها حاليا، تفرض وجود أكثر من مرشح، في ظل الطموحات الشخصية والحزبية، وهذا نتاج الثورة التونسية، التي كفلت لأى شخص تتوافر فيه الشروط القانونية حق الترشح، ورغم ذلك هناك خلاف داخل كل حركة أو حزب سياسى على شخص المرشح من الداخل، وهذا أمر طبيعى. فنحن السياسيين لسنا ملائكة، كما أن وجود أكثر من مرشح رئاسى يعطى الفرصة لأبناء الشعب التونسى، الذي أشعل ثورات الحرية، أن يتعرف على برامج المرشحين الرئاسيين وأهدافهم والتحقق من مدى قدرتهم على تحقيق هذه البرامج، التي تعود بالنفع على التونسيين في الداخل والخارج، وتكفل لهم الحرية والتقدم في كافة المجالات.
■ في عام 2011 حظيت بدعم حركة النهضة (إخوان تونس) للوصول إلى كرسى الحكم.. فلماذا لم ترد الجميل وتعلن دعمك لمرشحهم عبدالفتاح مورو؟
– هذه قواعد اللعبة السياسية، ففى عام 2011 عقب الإطاحة بالرئيس الأسبق زين العابدين بن على، شهدت تونس مرحلة انتقالية ووقتها كان من المهم دعم مرشح توافقى، من خلال التفاهمات داخل التحالفات بين الأحزاب السياسية والقواعد الشعبية التي شاركت في نجاح الثورة، لكن الفترة التي نعيشها الآن هي مرحلة ديمقراطية، ويحق لأى مرشح مستقل أو أي حزب سياسى أصبحت له قواعد حزبية أن يدخل المعترك الانتخابى الرئاسى، وأعود وأكرر لولا الثورة التونسية ما كان لدينا إلا مرشح رئاسى واحد مدى الحياة، ونتيجة انتخابية معروفة ومحسومة سلفا.
■ كونك خارجًا من رحم «اليسار».. هل يمكن القول بأن هذا التيار السياسى نجح في الوصول إلى الحكم لكنه أخفق واقعيًا؟
– أنا أنتمى لمفهوم اليسار الاجتماعى، القائم على محاربة الفساد والفقر والوصول بالحريات لبر الأمان وعدم الردة على حقوق الإنسان والمواطنة، خلافا لليسار الأيدولوجى المبنى على معاداة الإسلام والإسلاميين. وانطلاقا من قناعتى السياسية اليسارية أنا حريص دوما على تحقيق المطالب الاجتماعية المشروعة للأغلبية ومواجهة الفساد الذي عطّل مسار العدالة الاجتماعية.
■ هل يمكن تحقيق مفهوم الحريات وحقوق الإنسان على حساب العدالة الاجتماعية؟
– هذان الملفان مرتبطان ببعضهما البعض، فلا حرية بدون مساواة وعدالة اجتماعية، وفى اعتقادى لا يسبق أحدهما الآخر، فخلال عملى السياسى تعرضت لمضايقات كبيرة أعتبرها لا تساوى شيئا مقابل النهوض بوطنى تونس، وأن تظل دولة صاحبة قرار سيادى وشعبًا يمارس حقوقه ويلتزم بواجباته وفق الدستور والقانون، وخلال فترة حكم الرئيس الأسبق زين العابدين بن على، لم أتعرض للتعذيب الجسدى، لكننى تعرضت للحبس في زنزانة انفرادية طيلة 4 شهور، وذلك في مارس عام 1994، ووقتها حصلت على دعم التونسيين في الداخل والخارج في محاولة للضغط على السلطات للإفراج عنى، كما كانت هناك حملة دولية وتدخل من الزعيم الإفريقى نيلسون مانديلا ورئيس جنوب إفريقيا في هذا التوقيت.
■ حال وصولك إلى الحكم مرة أخرى.. هل ستعيد حساباتك في التعامل مع بعض الدول؟
– أولا، مواقفى الشخصية تجاه كل الدول تنطلق من مبدأ «لا ضرر ولا ضرار»، وبالنسبة لبعض الدول العربية، كان هناك تدخل في الشأن التونسى، لذلك طلبت منهم عدم التدخل في شؤوننا وإذا وصلت للحكم لن أتدخل في شؤون أي دولة، ومنها مصر، حتى لو كان هناك خلاف في وجهات النظر واختلاف في المواقف من قضايا الحريات وحقوق الإنسان.
■ ومتى نراك في زيارة للقاهرة؟
– هذا الأمر سابق لأوانه الحديث فيه، وسيحدده الفوز في الانتخابات والوصول للحكم من عدمه، لكن تبقى مصر دولة رائدة وعظيمة، أكن لشعبها كل المحبة وإن اختلفت مع حكومتها، وموقفى من سوريا هو أيضا من منطلق المحبة والصداقة للشعب السورى، كما أننى لا أريد إلا الخير والتعايش السلمى بين كل الشعوب، خاصة شعوب أمتنا العربية.