الفنان / محمود رضا
حكاية راقص من الشوارع المظلمة إلى اضواء الشهرة
للاسف الشديد حلت ذكرى وفاة أشهر مصمم ومدرب وراقص مصر الفنان ( محمود رضا ) يوم ١٠ يوليو بدون شو اعلامى .وهو الذى قدم الكثير لفن الرقص الاستعراضي المتطور ,
وفرقته الاستعراضية قدمت العشرات من اجمل التابلوهات الراقصة فى حزيع محافظات مصر وفى جميع دول العالم ٠
بدايته الفنية
الفنان ( محمود رضا ) ابن محافظة القاهرة ولد فى ١٨ مارس ١٩٣٠ ؛ وكان منذ نعومة أظافره يعشق الفن عموما ؛ وفن الرقص خاصة
وقد.حكى فى حديث تليفزيونى حسب ما رواه
( القناة الإخبارية ) وقال :
كنت اذهب الى الأفلام الأمريكية والأوروبية الاستعراضية أكثر من ٢٠ مرة ؛ من أجل أن أتعلم حركة واحدة ؛ وكنت اذهب الى اقرب شارع مظلم واقف وأحاول أن اقلد ما شاهدته من استعراضات راقصة على الشاشة قبل نسيانه !!
انضم لفرقة أرجنتينية
تقدم فنون راقصة
استعراضية
ويضيف محمود رضا كنت منذ صغرى وانا متفوق فى الرقص وأظهر فى مشاهد راقصة فى العديد من الأفلام ( الابيض والاسود ) ثم ( الملون ) ولكنها لم تحقق هدفى وحلمى من عشقى لفن الرقص الاستعراضي ؛وحبى وعشقى لهذا الفن ؛ حتى عندما التحقت بكلية التجارة لم اترك فن الرقص ؛ وكان عندى امتحان فى الكلية ؛ وعلمت فى أحد الأيام أن هناك فرقة أرجنتينية تقدم فقرتها الاستعراضية فى أحد.ملاهى شارع الهرم ؛ فذهبت لمساعدتهم ؛ ويتابع الفنان رضا قائلا: حينما شاهدونى قالوا لى : بتعرف ترقص ؛ فرديت بالايجاب ؛ على الفور ؛ فطلبوا أن يشاهدونى فأعجبوا برقصى
فقرروا ان انضم لفرقتهم الاستعراضية ؛ وسافرت معهم إلى أكثر من دولة ؛
فكرة تأسيس فرقة رضا
للفنون الشعبية
ويكمل رضا حديثه قائلا :
بعد.عودتى إلى مصر بعد ستة أشهر مع الفرقة الاستعراضية الأرجنتينية
جاءت إلى فكرة ( تأسيس فرقة رضا للفنون الشعبية )
إذ قلت لنفسى : لماذا لا يكون لدينا فلكور مصرى يعبر عن ثقافتنا ؟
وأخذت ابحث عن فرقة لتحقيق حلمى ٠
الفنانة ( فريدة فهمى )
ويكمل قائلا : وكنت على علاقة بعائلة الفنانة ( فريدة فهمى ) فذهبت إليهم وعرضت عليها فكرة الانضمام للفرقة ؛ فرحبت مباشرة لأنها كانت تعشق هذا الفن ؛ مما سهل ماموريتى ٠
وحكى فى حديث تليفزيونى قائلا: تكونت الفرقة فى البداية من ١٤ راقصا وراقصة ووصل عدد الموسيقيين إلى حوالى ١٣’فردا ؛ وتوكلت على الله وبدأت الاستعراضات ؛ وكان أولها فى عام ١٩٥٩ على مسرح الأزبكية الصيفى ؛
ونجحت الفرقة نجاحا كبيرا
واستمرت الفرقة فى النجاح
وتجولنا وقدمنا عروضا استعراضية فى جميع محافظات مصر ؛ ورقصات
واستعراضات مختلفة بنجاح منقطع النظير ٠
التأميم وانضمام الفرقة
الى وزارة الثقافة
فى أول الستينيات ؛ ظهر قانون ( التأميم ) وانضمت الفرقة إلى ( وزارة الثقافة )
ويكمل محمود رضا قائلا :
كان هذا تطور مهم للفرقة ؛ فقد.زاد عدد الراقصين إلى ٨٠ راقصا وراقصة ؛ بينما تخطى عدد العازفين ١٠٠ عازف ؛ وجابت الفرقة العالم كله أكثر من مرة ٠
الرقص المسرحى
الاستعراضي
يعتمد الفنان محمود رضا على فن ( الرقص المسرحى
الاستعراضي ) إذ يقول :
نسميه رقصت شعبيا وفنونا ؛ إذ تعتمد على الموسيقى والاغنيات والحكايات والأساطير ؛ ولا تقدم رقصا شعبيا متعارف عليه ؛ لا يمكننا القول إننا نستلهم ما ما نقدمه من الفنون الشعبية ؛ لأن محمود رضا كان يحلم دائما أن يحكى تاريخ وتراث مصر من خلال رقصاته ؛ قرر أن يجوب المحافظات ؛ لكن هذه المرة بشكل مختلف ؛
إذ يقول : قدمت فى الب.اية الاستعراضات فى القاهرة ؛ ولكننى قررت بعدها ان نسافر إلى كل محافظة للتعرف على عاداتها وتقاليدها وتفاصيلها.؛ وبدانا بمحافظة الأقصر مرورا بأسوان وسوهاج وأسيوط ؛ ودرسنا طبيعة كل بلد وقدمنا له ارقى انواع الاستعراضات التى تتلاءم مع عادات وتقاليد وخصائص كل محافظة ٠
توثيق رقصات فرقة
رضا من خلال
الأفلام السينمائية
وجاءت بعد هذه المرحلة فترة مهمة فى تاريخ فرقة رضا للفنون الشعبية وهى
( توثيق ما يقدمونه من خلال الأفلام السينمائية )
ويكمل محمود رضا قائلا:
لقد شاركت فى العديد من الأفلام السينمائية كراقص ولكنها لم تشبع حبى وميولى وهيامى لفن الاستعراض ؛ فقررت أن يكون اشتراك فرقتى الاستعراضية فى افلام سينمائية ؛ وباعتبر هذه فترة مهمة ؛ فاشتركت مع الفرقة فى ثلاثة أفلام سينمائية ( بطولة مطلقة ) وهى افلام ( إجازة نصف السنة – غرام فى الكرنك –
حرام الورقة ) ؛ وكان نجاح هذه الأفلام عند عرضها سينمائيا نجاحا كبيرا ؛ ساعدت فى انتشار أكثر للفرقة فى جميع محافظات مصر ؛ وجميع دول العالم ٠
قرر أن يعتزل الرقص
ويظل مدربا ومصمم
للرقصات الاستعراضية
ويضيف الفنان محمود رضا : اكتفيت ببطولة هذه الأفلام الثلاثة لى والفنانة فريدة فهمى ولجميع أفراد الفرقة الاستعراضية ؛ لاننى مش غاوى تمثيل ؛ لكن. استمريت فى التدريب وتصميم الاستعراضات ٠
الفنانة ( شيرين رضا )
وتضيف ابنته الفنانة / شيرين رضا ) للقناة الإخبارية قائلة : كان هناك توافق ملحوظ ببن ولدى الفنان محمود رضا والفنانة فريدة فهمى الذى حكى عنها
والدى محمود رضا : عندما بدأنا فرقة رضا كنت اصمم الرقصة للبنات من خلال الفنانة فريدة فهمى ؛ وكانت تقدم الرقصات افضل مما كنت اتوقع ؛ وهو ما أدى إلى أن حصل بيننا كيمياء ملحوظة فى كل العروض ؛ التى قدمناها لأنها كانت تفهم ما اريد تقديمه من النظرة ومن الحركة ٠
وكان آخر عرض مسرحي قدمه الفنان محمود رضا كراقص كان عمره ٤٢ عاما
وتضيف الفنانة شيرين رضا كان والدى يقدم عرض
على بابا والاربعين حرامى
على مسرح بمدينة الإسكندرية ؛ ليصاب بفيروس فى الوجه كان خطرا جدا على العين !! ولكنه استمر كمصمم للرقصات ؛ واضافت بأن والدها لم يغضب لا قفه عن الرقص ؛ وكان اهم شىء بالنسبة له هو الاستمرار فى التدريب وتصميم الرقصات ٠
الموسيقار ( على اسماعيل)
أن الموسيقار ( على اسماعيل ) هو رفيق مشوار الفنان محمود رضا ؛ وكانت هناك (كيمياء خاصة بينهما)
وفكر واحد ؛ فهو أحد مؤسسى الفرقة ؛ وكان من أسباب نجاح وطموح فرقة رضا لتحقيق كل هذا النجاح من تقديم العديد.من الاستعراضات على نطاق أوسع ؛ وكان الموسيقار على اسماعيل يسافر إلى جميع المحافظات ليشاهد.فلكور البلد والثقافة المتوارثة هناك
ولم يترك فرقة رضا إلا حينما توفى ورحل عن عالمنا تاركا وراءه الآلاف من الموسيقى والاستعراضات الخالدة التى ما زالت تحمل اسمه حتى يومنا هذا ٠
والى اللقاء،فى الجزء الثانى مع الفنان ( محمود رضا )؛
حكاية راقص من الشوارع المظلمة إلى اضواء الشهرة والعالمية ٠
مع تحيات /
حسنى طلبة