كتب/ حسين صيام..
مصر التى في خاطري
قاد الرئيس محمد انور السادات مصر في أحلك ظروفها ، في وقت فقدت مصر فيها زعيم عربي ، حرر المنطقة كلها من رزح الاستعمار ، واعتبروه الأوروبيين انه عنصر قلقل في المنطقة ويحب التخلص منه ،
بالإضافة إلى نكسة انتهت بأرض محتلة ، يجب الاعداد لمعركة للتحرير ، وسط وضع عربي و اقتصادي و دبلوماسي وجبهة داخلية صعب .
قالوا عن الرئيس أنور السادات ما قالوا و انتقدوه حتى رموه بالكفر ، واحلوا دمه حتى سقط شهيدا في يوم عرسة ، ولكن كرئيس دوله يكفية فخرا أنه انتصر على العربدة الاسرائيلية بمرجعيتها البرية القائمة على الاستقواء بأكبر دولة مسلحة و الاحتلال و الاغتصاب و القتل ، في حرب شاملة لـمدة ١٨ يوما بلا هوادة ، انقلبت معها كل الموازين الحربية العالمية بعد الحرب العالمية ، دخلها افعالا لا اقوالا كما يفعلون اليوم ، و جعل من اسرائيل شرذمة قليلون ، لا وزن لهم رغم انهم كان يمتلكون عتاولة الحروب و الخداع ، ظهروا حينئذ بكيان لقيط ، عصابة مسلحة ، مثلها مثل داعش اليوم ، تكونت لتفشّل أية محاولة للتقارب العربي ، أو أن يبزغ نجم زعيم عربي اخر بعد عبد الناصر في المنطقة ، ومع ذلك انهزمت بأمر الله ، و نظرا للتعنت العربي ذهب هذا النصرسدى لم يستفيدوا منه سوى بارتفاع الجزائن بارتفاع اسعار براميل البترول التى ازدحمت اراضيهم بها .
السادات حارب الصهاينة بكل ما يملك من سلاح ، حتى التدريبي منه ، إلى أن نفذ كل ما يملك من عتاد ، و العرب كانوا يعلمون و بالرغم ذلك لم يقدموا سوى القليل مما كان يجب القيام به في حربٍ شاملة إذا تمكنت الصهاينة منها ونحن الجيش الأخيرو حائط الصد للعرب اذا خسرناها خسروا هم عروشهم و بيوتهم واهليهم و بالمقابل نجد ان امريكا فتحت الحربية من قواعدها المتناثرة في انحاء العالم بعتادها و جنودها و ضباطها مما كان له الاثر في انهاء الحرب مبكراً
كانوا يستطيعون أن ياتوا بجيوشهم الجرارة لدعمنا يدا بيد ولكنهم اكتفوا بالقليل لواء أو اثنين وهم يعلمون أهمية المعركة و قوتها التاريخية و الجغرافية .
عندما عاهدناهم على السلام ، لم تكن المعاهدة إلا نتيجة للدمار الهائل التى حل بنا عبر ستة حروب طاحنة حاربنا فيها دولا أوروبية قادرة فقدنا فيها الغالى و النفيس ، شبابا واقتصادا و ازمنة عادت بنا إلى عصور مظلمة لم يمد لنا العرب بعدها يدا رافضين للسلام التى أفضى إلى مقتله أو استشهاده ، ترى ماذا يقولون اليوم عن استشهاده ؟ و قد اتضحت كل النوايا
فقدنا شباباً في عمر الزهور ، حتى امتلئت بيوتنا بالثكالى و الأرامل و اليتامى .
دمرت اقتصادياتنا ، حتى فقدنا السيطرة على كلمتنا امام البنك الدولى ، ممثل الدول الكبرى ،
و شبابنا اليوم لا يستطيع أن يعتمد على نفسه ليتزوج ، في الوقت التى إذا طلب ابناء العرب حينها واليوم من قياداتهم ملوكا كانوا او أمراء او روساء بيوتا او سيارت او رواتبا أو حتى معاشاً جاءوا لهم بكل مترفات الحياة بل صرنا نعمل عندهم أجراء نهان ولا كرامه لنا هذا هو الواقع واليوم يقولون هم واحفادهم أننا عملاء خونه صهاينة فراعنه و لا يعلمون عن مصر إلا ذلك والسؤال اذا كنا عملاء او خونه لماذا:
. يضغطون علينا في جبهتنا الداخلية لتأجيج الفتن و الاضطرابات ؟
. لماذا يصعدون من ازماتنا الاقتصادية ؟
. لماذا جاءوا بدويلة صغير في جرفٍ خليجي يقدمونه علينا لتهميش دورنا المحورى المعلوم للعالم ؟
. لماذا اثيوبيا اليوم تستأسد علينا ؟
. لماذا باب المندب اليوم محتل تاركين لميليشيات صغيره جوهرها البيني هو تهديد سير التجاره العالمية رغم وجود حاملات طائرات اوروبية متعددة مجاورة وبالتالى فقدان مصر لدخل قناة السويس الثمين ؟
.لماذا يسفهون من كل قرارت الرئيس و يظهرونه بصور لا تليق به ويحرجونه امام شعبه و العالم على وسائل التواصل الاجتماعي ؟
وبالمقابل لماذا تقوم مصر بتنويع السلاح من روسيا و فرنسا و الصين و المانيا و اسبانيا وغيرها في الوقت التى اهملت السلاح الامريكي ولو مؤقتا ؟
لماذا تعود مصر للحضن العربي اليوم بتشكيل حلف عربي ، هم يعلموه هذا الحلف طالما حلمنا به ، و بتوجيه استثماراتهم الى مصر ، الدوله المليئة بالطاقه البشرية الشابة و الارض الصحراوية الممتدة ، بجانب استغلال ثرواتها السياحية و الموقع الجغرافي و عندما تم ذلك وجدنا من يخرج علينا بشائعات عواد باع ارضه و قناته و عرضه في حاله من حالات الحنق على التقارب العربي القوى
لماذا تزرع مصر القمح حتى الاكتفاء الذاتي لتحرير خبزنا من الهيمنه الامريكية
نحن ياسادة في عقاب جماعي امريكي او بالأحرى حصار امريكي نتيجة للخروج من جلباب ابي بعدما قامت الاخيرة بتدمير المنطقة دمار تصالح به الكيان الاسرائيلي
عندما يقوم رئيسنا اليوم بالامتناع عن التفوه بكلمة حرب هو يعلم ما وراء هذه الكلمة من توابع ،
يتمنون اليوم التى نحرك فيها مدافعنا تجاههم حتى اذا ما أقدمنا عليها دمرونا عن آخرنا وبريطانيا تنتظر تلك الفرصة لتجدد اطماعها التاريخية و يفعلون بنا ما فعلوه بالعراق ولكننا محظوظين أننا لما نمكن هذا الذي انبرى يتعنتر بلبييك ياسوريا بلا معرفة قتالية او حربية او جلس على الامكانات التجيشية
سوريا اليوم فيها كل جيوش العالم ومخابراتها لم يخرجوا منها ولم يحرروها كما زعموا فماذا كنا فاعلون
فماذا عن الصياح بلن نترك غزة وحدها
و كل الالاعيب السياسية تنسج هناك في غزة على مرأى ومسمع من العالم لم يتحرك صاح او يفعل لانقاذ الابادة العرقية الحادثة بين ظهرانيهم اليوم لا يعرفون سوى اتهام مصر بالتقصير و بيع القضية الفلسطينية ولكنه الخنوع و الموائمات والتعاطف التى يسمن ولا يغنى من جوع وهم ينتظرون اللحظة التى تقرر فيها مصر النزال ليستجمعوا ما بيتوا له ويحتلوا سيناء ومن بعده العالم العربي
السادات نفد بجلدنا من المؤامره الأمريكية بمهادنتهم وهو يعلم أن اللعبة بالايدي وثبتت رؤيته على مر الزمن
فبعد كامب ديفيد سقط الاتحاد السوفيتي وقدم جورباتشوف أوراق اعتماده للامريكا تمهيدا للعولمة الامريكية بالتخلص من أسلحة الدمار الشامل وتم تقسيم بلاده إيذانا بتحويل دفة الصراع إلى محاربة الإسلام و المسلمين اينما وجدوا فماذا كنا نحن فاعلون
أعلنوا الحرب على المسلمين في البوسنة والهرسك ووظفوا الميليشيات الغربية التى الصقوا لها مسمى الاسلام لقتال المسلمين وتدمير جيوشهم واحتلال أراضيهم وتم لهم ما أرادوا حتى قالت مصر كلمتها ، لكن وقتها فماذا كنا نحن فاعلون
شكرا سادات شهيد مصر الوطنى يوم عرسك وشكرا جيش مصر اليوم أنتم حافظتم على قواتنا المسلحة من اجلنا وحدثتموه الى الدرجة التى أرهبت إسرائيل ولو معنويا حتى سمعنا صراخها لأمريكا مرة أخرى أننا نتسلح تسليح حرب فمن سيحاربون وما أشبهه هذا الصوت بصوت العجوز جولدامائير انقذوا اسرائيل
ولكن لن يضطرونا إلى الدخول في غمار حرب قبل الاعداد لها كما أعددنا أنفسنا فكانت مفاجأة العالم بالنصر بعد خطة خداع إستراتيجي شهد لها العالم بأغشيناهم فهم لا يبصرون ومازالوا يدرسونها حتى اليوم و التى كانت هى خطوتنا الاولى نحو النصر على هذه العصابة المسلحة التى تكونت بيننا و ما زال تحديث الجيش المصرى مستمر و متصاعد من أجل يوم هم ينتظروه و إنا شاء الله منتظرون