كتب – حسين محمد صيام
هل الفن رساله؟
قبل أن نتحدث عن الفن لابد أن نفرق بين الفنون وهنا أعنى من الفن التمثيل
فالتمثيل ليس رساله ، نعم فن التمثيل ليس رساله حتى لو كنت تريد إيصال فكره ، ففاقد الشئ لا يعطيه معنى رساله انك تلتزم بالسلوك السوى الراقي ، فليس لك أن تبدوا لنا على التليفزيون بعكس ما أنت عليه في السينما ، إن كنت تمثل دورا اباحيا لمجرد أن الدور يتطلب ذلك فكيف لك أن تمثله على التليفزيون وانت على كل بيت فيه الأطفال بنات و اولاد فيه الاب و الام ، لماذا تكسر حاجز الحياء لمجرد أن دورك يتطلب ذلك ؟ و اذا امتنعت عن تمثيل دورك تليفزيونيا بينما أنت عليه في السينما ، فأين الرسالة هنا ، انت تناقض نفسك اذا انت لست بصاحب رساله ، بل انت منافق
اذا كنتى تحررتى من ملابسك في الشارع لمجرد أنها حرية عامة پينما انتى على تليفزيوناتنا المصرية و العربية السيدة الحسنة الوقورة المتواضعة الكريمة صاحبة الفضل والتفضل ، بل نجدك شديدة الأنانية بينك وبين زملائك إذ انك تفرضين أرائك و تأتين بهذا وترفضين هذه ، اي انك إذا متسلطة ، فأين رسالتكم هنا ، اذا رايناكم وبيتكم مليئا بالبارات أو إذا اقمتم حفلاتكم وجدنا الصخب منها و المجون فكيف تكونين انتى صاحبة الرساله وانت صاحب هدف ، وانت ايها المنتج حينما تنتج فيلما و أعجبتك لأنها كذا وكذا ومن أجلها قمت بما لم يقدم عليه الآخرين ، بل أتيت بنجم شباك سكير ، أو موضوع سيناريو لا يلائم المجتمع المصري ولكن كان معيارك فيه هو جمع المال وليس لان الجمهور يريد ذلك ، نحن لا نريد كل ما تفرضوه علينا ابدا ، بل نريد كلما يهدئ النفوس ويعلي المبادئ و يعلم الطلائع منا كل ما يفيدهم لإيجاد نشيء قادر على تحمل مسئولية بلادنا ، عندما نجد مسرحية أتت بألفاظ خارجة لمجرد أنها جملة مضحكة أو لازمة لممثل يريد أن يشتهر بها ، فأين هذا من الرساله لا يوجد منتج صاحب رساله ولا مخرج يتعمد نشر الفضائل بل يأتى بكل الفضائح ويجبر الممثل ضعيف الشخصية كثير المجون على قبلات واحضان و سلوك صياغتة من أجل أن يكون نجم شباك أو فتى شاشة ،
البنت تصبح فتى احلام لمجرد وجهها الجميل وقد تجدها جاهله أمية عصبية مجنونه تافهه ثم تخرج علينا بنصائح وهى لا تعلم أن لدينا من الخبره ما يسفهها و يقذفها بالكلام في وجهها ولكن فرض الأمر الواقع هو المسيطر على الأمر ، بالتالى لا يوجد لدينا فن رساله على الاقل الان في الفترة التى نمر بها
واذا تخيرنا فيلما دينيا بطله قمة في الرقي الديني ثم نجده في فيلما اخر على احضان الحبايب ياقلبي أين الرسالة هنا
الرساله تجدها في الرسام صاحب رساله لانه بيوصل فكرة ولابد أنه إقتنع بها لدرجة أنه يتمثل بها و الرساله تجدها في الطبيب في المهندس في المحامي في شيخ دعوى
مثقف مطلع على كل الآراء ولا يحجر على رأي منهم لمجرد معارضته له
لدينا من القدوة ما تحمل رسالات يحن لها العقل و يحبها القلب ويقتنع بها في كل زمان ومكان ولكن الإعلام هو من يسفة ويقلب الموازين ولله الامر من قبل و من بعد