أول سؤال برلماني بشأن البعثة المصرية الأولمبية المشاركة في أولمبياد باريس ٢٠٢٤
تقدمت الدكتورة/ مها عبد الناصر، عضو مجلس النواب ونائب رئيس الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي بسؤال برلماني بشأن: البعثة المصرية الأولمبية المشاركة في أولمبياد باريس ٢٠٢٤
قالت عبد الناصر إن البعثة المصرية الأولمبية والشعب المصري كله عاشوا أيامًا لا يُحسدون عليها في ظل النتائج المخيبة للآمال التي حققتها البعثة يوما تلو الآخر في دورة الألعاب الأولمبية بباريس.
وأوضحت النائبة أن مصر شاركت بأكبر بعثة في تاريخها، ضمت ١٦٤ لاعبًا في ٢٢ رياضة مختلفة بدعم مالي وصل إلى ١.٢٥ مليار جنيه مصري من ميزانية الدولة “وفقًا لبيان السيد وزير الشباب والرياضة ٢٠٢٤” تم إنفاقه على إعداد اللاعبين بعيدا عن تكلفة السفر والإقامة في العاصمة الفرنسية، إلا أنه للأسف لم تتمكن مصر من الحصول سوى على ثلاث ميداليات فقط، وهو ما يختلف مع المستهدف الذي أعلنته اللجنة الأولمبية المصرية التي أكدت أنها تستهدف تحقيق ما بين ٧ :١١ ميدالية.
وأضافت النائبة:على الرغم من استيائنا الشديد من نتائج البعثة، إلا أننا نود التعرض لأبعاد وملابسات ذلك الإخفاق بشكل موضوعي لنتمكن من إعادة الأمور إلى نصابها وتكون أولمبياد باريس هي نقطة البداية لإصلاح الرياضة المصرية.
شاركت البعثة الأوليمبية المصرية بـ ١٦٤ لاعبًا، تنافسوا في ٢٢ لعبة من 32 وهو ما يعني أن مصر لم تشارك في حوالي ثُلث الألعاب، فما هي أسس اختيار الألعاب التي نشارك فيها
والتي يجب أن يكون من أهمها وجود خطة عملية لإعداد البطل الأوليمبي بشكل مثالي، مما يترتب عليه زيادة احتمالية تحقيق نتائج وإنجازات أفضل وتمثيل مشرف للدولة المصرية.
وخير دليل هو التألق غيرالعادي لأبناء مصر باسم دول أخرى، مثل اللاعب المصري عبد الرحمن مجدي الذي أصبح اسمه آدم أصيل ومثل تركيا في رياضة الجمباز، وكان على بُعد خطوة واحدة من تحقيق ذهبية تاريخية لتركيا ، كان مجدي من أهم لاعبي منتخب الجمباز في مصر قبل رحيله، إلا أنه اتهم الاتحاد بعدم الاهتمام به كبطل صاعد في الجمباز، وأنه لمس اختلاف حقيقي في كل النواحي عندما التحق بمنتخب تركيا.
والمصري أمجد عبد الحليم مدرب البطلة الأوليمبية الأمريكية لي كييفر لاعبة منتخب السلاح الأمريكي، التي حصلت على الذهبية في أولمبياد باريس ومن قبله في أولمبياد طوكيو ٢٠٢٠ في إنجاز تاريخي للولايات المتحدة، بينما لم تحصل سوى على برونزية في تلك اللعبة في الدورة الحالية، فلماذا لم يتم دعم ذلك المدرب وإسناد مهمة تدريب اللاعبين المصريين له ؟!
كذلك من ضمن الأسباب الرئيسية لعزوف عدد من الرياضيين والمدربين المصريين البارزين عن تمثيل مصر وتحديدًا في الألعاب الفردية هو عدم وجود عقود رعاية جيدة ، حيث يعتمد الرياضي في الألعاب الفردية بشكل على التمويل الذي يأتي من الرعاة نظرا للميزانية الكبيرة التي يحتاجها من أجل نظام غذائي معين ومعدات وأجهزة تدريب ومعسكرات خارجية ومباريات ودية ومكافات مجزية ورواتب جيدة من أجل ضمان تفرغ اللاعب لحياته الرياضية دون الحاجه لإيجاد مصدر آخر.
وأضافت عبد الناصر:عندما بحثنا في سبب عزوف الرعاة عن اللاعبين المصريين وجدنا أنه على عكس ما يحدث بمختلف دول العالم، الراعي لا يتمتع بمزايا جاذبة لرعاية البطل المصري، فعلى سبيل المثال في بعض الدول يتم تقديم حوافز متعلقة بالوعاء الضريبي وهو ما لايحدث في مصر.
وأكدت النائبة أنها لا تمانع أن تخصص الدولة مبالغ ضخمة للبعثات الأوليمبية لكنها تختلف في أوجه إنفاقها الذي تشوبه العديد من التساؤلات، حيث أنه من المفترض أن تغطي تلك المبالغ كافة الاحتياجات المالية والفنية لمختلف أعضاء البعثة، لكن هناك العديد من الرياضيين يعانون من قلة الإهتمام وعدم وجود مدربين، مثلما حدث مع لاعبي المصارعة الذين شاركوا بمدرب واحد فقط، ولعبة رمي المطرقة التي شارك فيها البطل المصري مصطفى الجمل، الذي أكد أنه يتدرب بنفسه لعدم وجود مدرب، وهو ما تسبب في خروجه في المركز الـ ١٤ من اصل ١٦ لاعب، فلماذا لم يتم تقديم الدعم الفني اللازم له قبل السفر؟؟
وأوضحت عبد الناصر أنه من الممكن ألا تنفق الدولة هذه المبالغ الضخمة على البعثات الأوليمبية المصرية وذلك من خلال تدشين حملات دعائية وتسويقية داخليًا وخارجيًا لتسويق الأبطال المصريين أمام الرعاة المحليين والاجانب، واستقطابهم لرعاية لهؤلاء الابطال، وتخفيف الأعباء المالية التي تتحملها الدولة وهو ما سيحقق معدلات جودة أعلى بكثير، وهذه الفكرة ستعود بالنفع على المدربين والمديرين كذلك، حيث يضطرمعظم المدربين للتدريب في أكثر من مكان و لأكثر من لاعب نظرًا لضعف الراتب.
وضربت النائبة مثالًا يؤكد أهمية التحضير والتخطيط مؤكدة أن المغرب أحدثت طفرة في مجال كرة القدم، بوضع خطط واستراتيجيات تسويقية لزيادة عدد المحترفين المغاربة مما انعكس على الفريق في كأس العالم الماضية قطر ٢٠٢٢ عندما احتلت المغرب المركز الرابع عالميًا ، ثم حصولهم على الميدالية البرونزية في باريس 2024 على حساب منتخبنا الذي لقى خسارة فادحة هي الأكبر في تاريخه.
وأكدت عبد الناصر أننا أصبحنا أمام ضرورة مُلحة بأن نكون على قدر الحدث من حيث تحضير الكوادر الرياضية الأولمبية، بعد الإعلان عن نية مصر التقدم بطلب لاستضافة دورتي الألعاب الأولمبية لعامي ٢٠٣٦ أو ٢٠٤٠ وهو ما يضعنا أمام حتمية تحقيق إنجاز رياضي واضح في تلك الدورات حال تنظيمها على أرض مصر.
وأكملت النائبة:على الرغم من كل ما قد سبق لا نشعربالمفاجأة مما حدث بالبعثة الأوليمبية المصرية، فوقائع الفساد متغولة منذ سنوات في أولمبياد لندن عام ٢٠١٢ وبعثة ريو دي جانيرو عام ٢٠١٦، وبعثة طوكيو ٢٠٢٠ واخيرًا باريس ٢٠٢٤، إلا أن الحكومة والجهات الرقابية لم تحرك ساكنًا في أي من البلاغات التي تم تقديمها بشأن شبهات الفساد المالي والإداري وإهدار المال العام الذي تخطى مئات الملايين، ولم يتم محاسبة أي شخص من المسئولين.
و طرحت عبد الناصرالأسئلة التالية:
• ما هي الاستراتيجية التي تتنتوي الحكومة تنفيذها لإعداد خطة طويلة الأجل وأخرى قصيرة الأجل من أجل إعداد كوادر رياضية متميزة تستطيع تمثيل مصر بشكل مُشرف في مختلف المحافل الرياضية ؟
• ما هي الإستراتيجية التي تنتوي الحكومة تنفيذها من أجل توسيع رقعة الالعاب الرياضية الأوليمبية التي ستشارك بها مصر في دورة الألعاب الأولمبية لوس انجلوس ٢٠٢٨ واختيار الألعاب وحيثية الاختيار ؟
• لماذا لم يتم التحقيق في وقائع الفساد وإهدار المال العام في البعثات الأوليمبية المصرية السابقة بأي شكل من الأشكال ؟
• لماذا لم يتم تحويل رئيس اللجنة الأوليمبية المصرية السابق هشام حطب لجهات التحقيق المختصة حتى الآن ؟
• ما هي أوجه انفاق مبلغ الـ مليار و٢٥٠ مليون جنيه التي تم صرفها على البعثة الأوليمبية المصرية في باريس بشكل مُفصل ؟