728x90
728x90
previous arrow
next arrow
أخبار مصرمقالات

الغضبة الذكورية

تعليقا على مقال الكاتبه الاستاذه منى عبد الراضي

728x90
728x90
previous arrow
next arrow

بقلم : حسين صيام

بادئ ذي بدء ، و بعدما  قرأت مقال الاستاذه منى عبد الراضي عن المرأة ، انتابني نوع من الغضب الذكوري ، و انتفخت أوداجي ، و تلعثم لساني ، فأخذت أستن قلمي  ، لأكتب مدافاعاَ عن الرجل وكل رجال العالم ، الذين يخوضون غمارالحروب و السلام و الأسر ، والذين يكدحون في الحياة ، محاولين ، إزاحة المرأة من مزاحمتها لهم ،  مما أثر على حياة البطاله الذين يتعايشون معها معايشة الغريم لغريمة ، وبدأت اكتب ولكن قلمي لا يكتب  قلمي يعاندني ، قلمي يرفض أية فكرة  للدفاع عن الرجل ، وكانه النكران ، و كأنها الخيانة ، وكأن قلمي يذكرني بقسم الصدق من الأعماق ،  أخذت أعنفه ولا يرقب قولي ، فاستسمحته أن يطاوعني إنى أحمل هموم المظلومين من الرجال ، إنى أعلم ذلك إنى أعرفهم ، ولا يبصر وجهي ، قلمى لم يعد قلمي ، فتركت له القلم ليكتب لعله يهدئ من ثورته ،  واذا به يكتب من غير إكتراث بي ، وكأنه انتزع منى عقلي الباطن واخذ يغوص ويأتى من الأعماق  ليقول:

 إن المرأة هي هذا العالم التى نعيش فيه ، بدونها لن يستقيم المجتمع بل لن يوجد هذا العالم ،  إن صلحت هذه المرأة سيكون هناك الرجل التى يحمل هذا العالم الى العلا او ان فسدت ستلد الرجل التى يدمر الارض بمن عليها ، وقد صدق الشاعر حافظ إبراهيم حين قال في رائعته ” العلم و الأخلاق” مادحها ، ” الأم مدرسة إن أعددتها فقد اعددت شعباً طيب الأعراق ” و هي الأخت والزوجة والمعلمة والمربية ، و يكفى شرفاً أن  دمائها يضخ في جسدنا ، طالما نحيا  فنحن نعيش بطاقاتها و نتنفس بعطائها و نبني بتربيتها و نتقدم بكيانها ، إنها الحب الجارف ، و العطاء المستمر الممتد الى مابعد الحياة .

والتاريخ الإسلامي غني بالحديث عن المرأة ، ومواقفها ومناقبها المشرفة  بجانب الرجل ، ودورها الحيوي في كل جوانب الحياة الدنيوية والاخروية، ولنا فيها كل الأسوة الحسنة و المواقف المشرفة ،  التى دعمت رحمة الله للعالمين ، في باكورة دعوته ، فكانت خير مدثِّر وخير مهدِّئ  وخير مبشر لزوجها التى فخرت بنبوته وبالناموس الاكبر ، التى نزل على  نبي الله موسى عليه و على نبينا الصلاة و السلام وخير زيجة لنبينا التى اشرق على العالم بنبوته و رسالته ، وما كان يقابل صحابتها إلا وقد أكرمهن من اجل (خديجة بنت خويلد) وعلى صعيد آخر  كان يبكي بكاء الطفل على آمه التى لم يرها (آمنة بنت وهب) و منهن اللاتي  أثنت الامراء حتى أقر (أخطأ عمر وأصابت إمرأة)  ، وعلى جريان حبها تفتقت أذهان احد مثقفينا لتحديد يوما يوماً واحداً  في حبها و تخيل انه بهذا قد اكرمها   ولكن حبها قي قلوبنا يجري مجرى الدم حتى ملتقانا في سحر الخلود

المراة اليوم هي السيده الكادحة عملاً و مربيةً  وهي التى تتحمل أعباء الحياة القاسية في كل ظروفها  و نوباتها ، ومع ذلك لا ترى من المجتمع نظرة إنصاف اللهم إلا في المحاكم والتى إن تلاقت مع أشقياء القوم أفسدوا عليها حياتها خاصة إن سارت منهاجهم و موادهم ، غير ذلك فإن المرأة لم تنصف في بعض المجتمعات في الميراث و العنف الأسري و في بعض الأعمال الخاصة  وهنا يجب أن تغلظ العقوبات من أجلها .

وما أن إستفقت حتى وجدتني ألهث حول قلمي أحاول أن أثنيه عن هذا الإنحياز التام للمرأة متجرداً من انتماءه لي كرجل له كيانه و معاناته مثلها ولكني بدات أقرأ ما سرده قلمي لأتعلم الدرس ياسيدتى إنها المرأة – أمي إنها أختى إنها زوجتى إنها معلمتي إنها ابنتي ، كيف تجردت أنا من كل مشاعري و ارتكبت جريمة الأنا في حقها ، فمن الرجولة ان أقدمها على نفسي ولو كان بي خصاصه ومن الأدب أيتها  الكاتبة الرقيقة  ان أنحنى لرفقا بالقوارير ، رفقاً بالقوارير – ولا قول بعد قول رسولنا الكريم صلى الله عليه و سلم

شكرا وعذراً للكاتبة منى عبد الراضي

اظهر المزيد
728x90
728x90
previous arrow
next arrow
زر الذهاب إلى الأعلى