بقلم : حسين صيام
لن يفلح الساحر حيث أتى
حاولوا الخلاص منه مثل سايقيه بشهادته حتى خرج رئيس الوزراء لدعمه فهددوه بالسكوت على النتائج أو الخلاص منه
منذ متى وكانت التربية والتعليم مادة تجارية؟ متى كان العلم مشروع تجاري ربحي ؟ متى كان مدرسي المواد التعليمية رجال أعمال لشركات و مدارس وسناتر تعليمية الغرض منها الربح والتجارة بجيوب أولياء الأمور ومواطني الدولة المصر ية الفقراء الكادحين الذين يستثمرون أنفسهم في أولادهم بغية دعمهم عند عند سنهم ؟
ولاشك أنهم أيضا كانوا يعانون أشق المعاناة من مدرسيهم أهو أخذا بالثأر أم الاقتناع بأن العملية التعليمية صارت مربحة إلى حد الارتياح عليها لإقامة أسرة وسيارة و عمارة ؟
متى كان تحول المدرسين الذين نوفهم التبجيلا إلى تجار مواد دراسية الغرض منها الوصول بالطالب إلى درجات الأعلى ؟
وكأن الطالب قد تحول إلى سلعة الهدف منها الضغط على أولياء أمورهم للحصول على مقدمات عالية وراتب ثابتة يتحصل المدرس منهم جميعا على عشرات الالاف شهريا متفوقاً على أية عملية تجارية لاي رحل أعمال موازي له ، بحجة تحقيق أمنيات وطموحات أولياء الأمور ومن أجل ذلك عليهم الدفع مقدماً دون اعتراض أو إنقاص من الثمن المباع به المادة والطالب عنصر المساومة على ذلك .
قامت الدولة مراراً بتحذيرهم بوجوب احترام كونهم مدرسين و والمدرس هذا هو أصل وأساس المهن يتعاملون مع البشر معاملة نفسية و علمية ، الغرض منها هو إذكاء الروح البشرية بالعلم و الارتقاء بالعقل إلى مصاف العلماء فكيف تتحول إلى مادة للتجارة البحته .
ولكن لم يجدى معهم التحذير فقامت الدولة بإغلاق جميع مراكز الدروس الخصوصية “السناتر”، مع اتخاذ الإجراءات القانونية من غلق وتشميع للمركز وغرامة على المخالفين حيال أية أنشطة تعليمية خارج المدارس مما أدى إلى اقتيادهم إلى النيابة العامة لكن كان لهم ظهير اعلامى واعلام موازي جعل من الحكمة الإفراج عنهم و التأجيل لحين إشعار آخر
حتى ظهرت القشة التى قصمت ظهر البعير ، بالغش الجماعي ولجان الأكابر استتبعها إعادة استمارات النجاح و إعادة تصحيح الثانوية العامة ، مما أدى إلى حدوث كارثة ، لم تحدث في التاريخ المصري ، ليتم اتخاذ قرارات جذرية هي بمثابة ثورة تعليمية ، للتخفيف عن كاهل أولياء ا لأمور ، والعودة بالعملية التعليمية إلى سيرتها الأولى ، من تغذية الروح والعقول ، بالعلم و الوصول بهم إلى مصاف العلماء ، للنهوض بالبلاد علمياً و اقتصاديا وعسكريا .
ولكن وجدنا تباين في وجهات النظر بين مؤيد ومعارض وكأن الشعب جميعه قد امتهن التدريس وليس بينهم طلاب أو أولياء أمور
وجدناهم كلهم علماء و القرارات صارت مجحفة بحقوق الإنسان و المرأة والعلم و الحيوان رغم أن هذه القرارات ستخفف من كاهل الطالب و تريح كاهل أهله بعد إلغاء مواد وإدماج مواد وخروج أخرى من المجموع الكلي .
وجدناهم قد شيطنوا وزير التعليم ، وانهالوا بكاءا وعويلا ، من مغبة ما حدث وما سينجم عنه من فقدان لمصادر أرزاقهم ، وكأننا لم ندرس أو نحصل على شهادات جامعية ، وقد جلسنا بجوارها نبكيها قلة حيلتها وضيق يدها .
إن ما قام به وزير التربية والتعليم ما هو الا حلقة من سلسلة الخلاص من وحش التربية والتعليم ، سينتهى بتحويل الثانوية العامة وطلابها إلى عناصر علمية ، تدر دخلا قوميا للبلاد ، و تعود عليهم وعلى الشعب المصري بالنفع العام ، حتى تجابه بلادنا سنغافوره و اليابان و كوريا والهند ، و غيرها من الذين ننظر إليهم نظرة حسرة وألم على ما فقدناه من سنوات ضوئية هى التى بيننا وبينهم المتقدمين علمياً الآن وهم من كانوا أقل منا حظا و اقتصادا وعلما
على الشعب المصري أن يهدأ و يطمئن بعد هذه القرارات التى هى مقدمات لقرارات أخرى قادرة على التحويل الجذري للعملية التعليمية في مصر وعليهم أن يؤازروا وزيرهم وألا بنصاعوا إلى أصحاب المصالح الخاصة والاحتدات المغرضة التى تريد أن تبقي الدولة على حالهم من الضياع والانفلات التعليمي و التربوي
إنى اتذكر يوما سألت فيه مدرسي الاستاذ عبد الله صالح هذا الاستاذ الكبير الوقور مدرس اللغة الفرنسية وهو يرتدي البالطو الأبيض وبيده الطباشير الطبي قلت له اريد ان اخذ عن حضرتك درساً ، فاستشاط غضبا وشفقة في آن واحد ، غضبا لانه شعر بفشله حيال فهمي وشفقة لانى لم استفد أو افهم من حصته وسكت فعدت عليه السؤال و جدال مع إصرار منى حتى صفعنى رفضاً متأدبا مع طفولتي وعدة نصائح حولونى إلى طالب متميز وصارت صداقة تلميذ لوالدة .
برافوا وزير التربية والتعليم محمد عبد اللطيف
ولقد سبق هذا الوزير وزراء كثر فقدوا الأمل فى أن تتحول مصر إلى مركز إقليمي وعالمي في التربية والتعليم يليق بها مثل الدكتور طارق شوقي الذي اعتبره الملهم الاول لإدخال التكنولوجيا الحديثة في العملية التعليمية ولكن لم تشئ الأقدار لاستمراره و لو أنى كنت آمل منه الكثير لخدمة هذا الوطن