بقلم : حسين صيام
رئيس جمهورية الفلسفة يلقي خطاب التنحي
طلع علينا صاح ناضج الفكر و الكلم و المنطق وبصوت خطابي ، خرج علينا بخطاب مستخدما لغةً جسديةً عقابيه ، وكأنه رئيس جمهورية الفلسفة متحدثا من خلف نظارته السوداء و جلبابه الابيض وكأنه قد رآى ارهابا وقد آن وقت الخلاص منه ألقي خطاب التنحي و قد إتخذ قرارا و أرادنا نساعده عليه وهو التنحي و إعتزال العمل العام و العودة الى مصاف الجماهير يؤدى واجبه معنا كأي ولي أمر او طالب
بلغة يكتنفها الاضطراب و الغموض ما بين شعور بالتشفي أو هزيمة قد أودت به الى قارعة الطريق ، يتناول حبات المانجو وكأنه في حلقة عقابية للراحي و الغادي ، للطلبه و اولياء الأمور مستخدما جٍلسة استعراضية هجومية دفاعية مؤثره وكأنها رسائله بأن الأمر لا يعنيه من بعيد او قريب
ياسيدي إن ما أقدمت عليه في أمرك التمثيلي هذا ، قد أزال عنك كل أقنعة الزيف و البهتان التى أستخدمتها على شعبك من الطلاب المجتهدين الفقراء منهم الأغنياء ، لا تنسى أنك كنت تتاجر بقوت شعبك التعليمي ، بظهيرهم الذين قد تنازلوا عن علاج لصحتهم و قوت لطاقاتهم و حاله شعورية قد أعلنوا بها حالات الطوارئ ، حتى يوفروا كل السبل كي يعطوك الفدية و يقدموا لك اكفانهم ، من اجل السماح و العفو عنهم حتى تتقبلهم بين طلابك السعداء ، بشرحك و تقديم نتيجة تثلج بها صدورهم ، إنك في الوقت التى تتمتع به الآن بأموالك التى قد اشتريت بها مدارسك و مزارع فاكهتك ، كنت نقتطعها من دمائنا حتى ترتضي ، و تكون في عنفوانك هذا التى أطللت به علينا ، لتعاقبنا الآن وفي فمك قطع المانجو التى لم نرها منذ ان بدأ شعبك من اولادنا في المثول بين يديك ، تبيع لهم العلم و تقتطع منا الطاقات و الأنفاس كي تستغل فينا فلذات اكبادنا و قد شرفونا في مناصبهم التى كنا نحلم بها .
إن مستشفيات مصر العام منها والخاص و بنوك الدم إن رأت حالنا الآن ، و قد هرمنا لأقسمت علينا كي تفتح لنا غرف العنايات المركزة و ان تتبرع بكل ما تنوء به أدلبتهم ، من اكياس الدم و البلازمات ، كي تعيد لنا ما فقدناه و قد تبدلت ألواننا الى اللون الاصفر ، وعدم مراجعة أطبائنا ، الذين كنا نعودهم بين الحين و الآخر
لك سيدي ان تستمتع بحبات المانجو و العنب و تتحدث من بعد بلع ريق قد استشعر حلاوتها و نقاوتها و طلاوتها ، اما ان تتحدث مرتديا نظارة سوداء ، كي تخبئ فيها وجك العابس التى شعر بفقد أكسير الحياه ، فقد جنيت على كل الشرفاء في التعليم التربوي
نعم إن مادة الفلسفة التى هي لغة الحكماء و العلماء أثرياء الرؤيا الصائبة ، الذين يخرجون من أسرار الجمل ومرادفاتها وتضادها كل الأفكار التى خفت عن العامة ، لتتبرأ منك تبرئة قد تزج بك في أتون من الجهل التعليمي و التربوي ، بل قد تعيدك الى مصاف فاقدي الرؤية و البصيره و التربية و الأخلاق والسلوك السوي ، بل إن هؤلاء إن رأوك لتمنوا انهم لم يروك
تنعم سيدي بممتلكاتك فإنها ستكون وبالا عليك ، وإن كنت ادعوا الله ان ينجي أسرتك منها ، فكل عُملةٍ منها تحمل دعاء و دماء و عرق إما فقير كادح و مريض سقيم قد وفروها من وجبات علاج او طالب قد رأي فروق فردية أثرت على أنفاسه و معنوياته و طاقتة الايجابية
إن خطابك هذا لن يعنينا لأننا تربينا على أيدي مدرسين علماء كانوا يأخذون العلم رساله رفيعه ترفعوا بها عن هذا الخزي التى طلعت به علينا و التشفي التى اشعرتنا به
إن وزارة التربية و التعليم قاطبة تستجير بكل كبرائها منك و تتمنى ألو تخلصوا من قيدك عندهم لعلهم يغسلون عارهم فيك او يمسحون به كل ويلات خطابك ، أو أن يحدث أمرا يثلجون به صدر مجتمعهم لعلهم يتذكرون الصالحون منهم فالصالحون منهم كٌثر و القَصص لديهم يغني عنك وأمثالك ويضفى علينا بهجة و أنساً من ذكريات نتمنى لو أتت في أشخاص جدد و رسالات تستيقظ من ثباتها كى يعرفها أبنائنا و تنهض بها بلادنا