ماذا بعد الثانوية العامة ؟
بقلم :د.ماجدة مجاور محمد
يا ترى هل فكرت يوما أن تصبح طبيبا ناجحا، أو مهندسا عبقريا، أو ضابطا يحمى بلاده، أو مدرسا يفتح العقول المتحجرة، ربما عالم آثار أو مصمما لدار أزياء، أو رجل أعمال أو حتى لاعب كرة يشار إليه بالبنان !
لقد ذاكرت وفهمت وحفظت، وبات أهل بيتك بعد صرف كل ما فى جيوبهم قلقين بشأن نتيجتك وينتظرون اللحظة الحاسمة لبيان النتيجة وجبر خواطر تعبهم وسهر الليالى معك، فهل يهللون ويوزعون الشربات ويطلقون الزغاريد؟ أم يتوارون من الخلق قائلين : (لم يحصل على المجموع اللائق) أو (لا يوجد نصيب هذا العام) ؟
الآن الكرة فى ملعبك بمعنى أنه قد حان الإعتماد على النفس وإثبات الثبات، ووقفة مع النفس لابد منها، فما عادت الست الوالدة توقظك لكى تذهب للفصل، أو السيد الوالد يتحمل أعباءك الدراسية، فكر فى مستقبلك، لا تدع والديك يمسكون بالورقة والقلم ويكتبون ما تبقى لك رغبات من كليات أو معاهد وأنت تصر على النزول لمقابلة أصدقائك الذين طالما أضاعوا وقتك، و اعلم أنه يجب عليك أن تكون قادرا على تحديد مجال تخصصك بنفسك ومن الآن فى الجامعة، وهو أهم من التخطيط لوظيفة المستقبل.
كيف نطبق ما سبق ؟ وما هى الخطوات المطلوب منا اتباعها ؟
1- أنفض الكسل والإتكالية والاعتماد على بابا وماما.
2- لو كنت غير مقتنعا بمجموعك، ظانا أنك ظلمت وتحاول إقناع والديك بهذا الزيف فعليك بالرضا بالواقع، فما زال هناك أمامك فرصة للمستقبل.
3- أترك الحزن وانتبه لتحديد مصيرك.
4- إعمل العقل وأحصر ذهنك فى اختيار محور تخصصك بشجاعة.
5- اختر ما هو محبب لقلبك ويقنع عقلك، وابتعد عن التقديم لكلية تحصل منها على مجرد لقب تعيش به زيفا أمام الآخرين.
6- تخيل نفسك ولو لدقائق فى وظيفة ما بعد التخرج، هل يروق لك أن تصبح طبيبا أو مهندسا أو … أو …. وارسم لنفسك ما يليق بقدراتك النفسية والعقلية والجسدية.
7- إدرس الثلاثية الآتية :-
1- التركيز :-
إسحب ورقة وقلم واجلس فى حجرتك منفردا واكتب إسمك أعلى الورقة ودون بها ما يلى فى أربع أوراق مختلفة وبصدق ووضوح شديدين :-
- إهتماماتك : هواياتك – الأعمال المحببة إليك – مادتك المفضلة – الكتب التى تحب قراءتها – الإصدارات والمجلات التى تشدك لكى تقتنيها.
- مهاراتك : نقاط قوتك – نقاط ضعفك – إجادة أعمال الكمبيوتر – الفك أو التركيب – إجادة أحد المجالات الآتية (الشعر، الرسم، الكتابة، الرياضة البدنية).
- مبادئك : ما هى مبادئك فى الحياه – هل تهتم بحقوق الإنسان – هل أنت مهتم بالبيئة – هل المال هو هدفك الأول فى الحياه ؟
- شخصيتك : هل إنت إنسان هادىء أم عصبى – هل تفضل العمل بمفردك – هل تحب التحدى – هل أنت محب للتجديد والاطلاع – هل أنت عطوف على الأطفال وعلى الحيوانات وعلى المعاقين – هل أنت صبور – هل لك أصدقاء ومحبوب بينهم ؟
2- التحليل :-
اكتملت قائمتك بعد الإجابة على ما سبق من الأسئلة، والآن جاء دور التحليل.
إحضر ورقة ثانية وإرسم فيها عمودين، أكتب فى أحدهما بعض المهن أو الوظائف أو الأعمال التى تحب ممارستها بقية حياتك وتكون سعيدا بها، مثلا باحث آثار أو طبيب بيطرى أومدرسا وخلافة.
وفى العمود الثانى أكتب المهن أو الوظائف أو الأعمال التى تناسبك مبنية على جلسة التركيز التى قمت بها من الاهتمامات والمهارات والمبادىء والشخصية، وعلى سبيل المثال أكتب مدرس أطفال أو أمين مكتبة وخلافه.
قد تؤدى مقارنة النتائج إلى اندهاش لتقارب النتيجتين للتشابه بينهما لحد كبير، وهذا يساعد على معرفة المهمة أو الوظيفة التى تناسب قدراتك ورغباتك، ولا ضير فى الاستعانة بشبكة الإنترنت العالمية فى الوصول والتعرف على مهام وظيفية أخرى قد تجهلها بعض الشىء، وبالتالى تكون قد حصلت على أكبر قدر من المعلومات عن المهن والوظائف والأعمال المدرجة بقائمتك.
3- البحث عن الوظيفة :-
حاول بالبحث بين أصدقائك وجيرانك ومعارفك أو أى شخص يعمل فى هذه المهن والوظائف المهتم بها ، واسالهم كيف أهلوا أنفسهم لهذه الوظائف، ودون أكبر قدر من المعلومات التى تفيدك ويحتاج لها بحثك، وبمجرد الحصول على هذه المعلومات تكون حصلت على أوضح صورة عن مهنة المستقبل.
قبل وضع أول قدم لك فى الجامعة عليك باتباع الآتى:-
■ أكتب مسودة قبل تعبئة الرغبات ولا داعلى للتردد.
■ قبل تعبئة الرغبات إبحث عن الجامعة هل هى خاصة أو حكومية فى لإطار ميزانية والديك، حتى لا تكلفهما ماديا فوق طاقاتهما.
■ من النصائح الهامة هى المتابعة والبحث فى الإنترنت أو سؤال من سبقنا إليها عن نوعية المواد التى تدرس فى الكلية التى اخترتها.
■ تأكد من أن هذه الكلية تناسب قدراتك.
■ لا تقارن نفسك بأقاربك أو جيرانك فلكل نصيب، بمعنى أن تبتعد عن الإمعية والتقليد الأعمى للآخرين.
■ تأكد من دخول امتحان القدرات قبل دخول بعض الكليات.
■ لا تختار أقصر طريق ودخول كلية سهلة وينتهى الأمر.
■ يهرب البعض من مسمى معهد فقط من أجل الحصول على إسم خريج كلية، رغم أن هناك معاهد قوية، تخرج وتفتخر من هم قادرون على التحدى فى سوق العمل.
■ ابتعد عن أصدقاء السوء فهم طريقك للهلاك، وابتعد عن كل ما يغضب الله، وتذكر أن نور الله لا يهدى لعاص.
■ احرص على التميز والتفوق لا النجاح فقط سواء فى حياتك العلمية أو العملية، وكن نموذجا يحتذى به خلقا وعلما وعملا طوال فترة دراستك وارتقاء وظيفتك.
أتمنى الخير للجميع.
الحقيقه ان المسئولية مزدوجة بين اولياء الامور و الطالب ، لان الطالب ان اعتاد الاعتماد على نفسه و غالبا ما يحدث ذلك مع الطالب المجد الذي اعتمد على نفسه في كل شئ نتيجة ليتم او لفقر او عدم اهتمام ويرى ان يكون شيئا وهناك طلبة اخرين لاولياء امور يتركون له الاعتماد على نفسه لانه مستقبله اما الغالب الاعم فهو من كان موضوعه مقال حضرتك و بالتالي سيظل في احتياج لمن يلبي رغباته انتظارا لاصدقائه او للعب ثم يفاجئ انه لم تستوية هذه الكليه ولكن بعد فوات الاوان الامر ، الحقيقة ما نمر به الان هو ما يجب ان يعتمد الطلبة على انفسهم حتى يعلم ان المستقبل مستقبله هو و ما كان يصلح لاهله لا يصلح له الان – مقال جيد و شيق و مفيد احسنت حضرتك ومع كامل احترامي